العراق يُحيي اليوم الدولي لمكافحة الفساد بفعاليات مدنية لتمكين الشباب وتعزيز النزاهة
9 ديسمبر 2024
بغداد، العراق - 9 كانون الاول 2024: أحيا العراق اليوم الدولي لمكافحة الفساد من خلال فعّاليتين عُقدتا في بغداد وأربيل، مُؤكدًا التزام البلد بالشفافية والمساءلة والنزاهة في الحوكمة، ومُسلطًا الضوء على الدور الهام الذي يلعبه المُجتمع المدني والشباب في خلق مُستقبل خالٍ من الفساد.
ظمت الفعاليات هيئة النزاهة الاتحادية وهيئة النزاهة في إقليم كُردستان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بدعم من الاتحاد الأوربي، وحضرها مسؤولون حكوميون وشركاء دوليون وممثلون عن المُجتمع المدني وفنانون وممثلون عن وسائل الإعلام وقادة شباب للتفكير في التقدم المُحرز وتعزيز الجهود التعاونية لمكافحة الفساد.
واستعرضت الفعاليات القوة الإبداعية للشباب من خلال الأنشطة التفاعلية. إذ عكس إنشاء جدارية عامة في بغداد كفاح العراق ضد الفساد. وفي أربيل، شارك طلاب من كلية الفنون الجميلة بجامعة صلاح الدين في طرح عمل فني ابداعي مُلف و. أظهرت هذه المُبادرة قوة الفن في تعزيز الحوار وإلهام التغيير.
مُعالجة الفساد في العراق
لا يزال الفساد أحد أكثر التحديات صعوبةً في العراق، حيث يقوّض الثقة في المُؤسسات ويحد من فُرص النمو الاقتصادي والتنمية. ومع ذلك، فقد تم إحراز خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إصلاحات للعمليات القضائية، واعتماد تدابير لمكافحة الفساد وإدخال أُطر الحوكمة الرقمية لزيادة الشفافية.
وقد أشار رئيس الهيئة النزاهة الاتحادية - جمهورية العراق الدكتور محمد علي اللامي إلى أهمية التشاركية في مكافحة الفساد: " نؤمن بأهمية المشاركة الحقيقية في عملية مكافحة الفساد، مع المحافظة على استقلالية جميع الجهات المتعاونة، ونسعى إلى استثمار الطاقات الوطنية والمنظمات المجتمعية والاتحادات والمنظمات من أجل تحقيق غاية نبيلة هي نشر ثقافة النزاهة وتقليص مسالك الفساد وتداعياته على وطننا".
وفي كلمته خلال حضوره الفعالية في بغداد، أكد سفير الاتحاد الأوربي توماس سايلر من جديد التزام الاتحاد الأوربي تجاه العراق، قائلًا: "الشباب والمُجتمع المدني هما شريان الحياة في مكافحة الفساد. مع وجود 60٪ من سكان العراق تحت سن 25 عامًا وأن الشباب يمتلك الرؤية والابتكار والطاقة لخلق مُستقبل متجذر في الشفافية والنزاهة. يجب على الشباب أن يطلبوا بشكلٍ عاجل من الحكومة والبرلمان اعتماد قوانين مُكافحة الفساد من أجل حياتهم المُستقبلية مع تقليل الرشوة والمحسوبية، ولكن مع المزيد من الإمكانات للتنمية الاقتصادية المُحددة ذاتيًا من خلال تمكين المُجتمع المدني وتوفير منصات للشباب تعزز ادوارهم القيادية وليس المساءلة فحسب، بل نُلهم أيضًا تغييرًا دائمًا. وسيواصل الاتحاد الأوربي دعم بناء عراق خالٍ من الفساد حيث تزدهر الثقة والفرص".
وصرح نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة / المُنسق المُقيم / المُنسق الإنساني غلام إسحاق زي في كلمته الافتتاحية في فعالية بغداد: "لمكافحة الفساد بفعالية، يجب علينا تعزيز المُؤسسات وتمكين السلطة القضائية وسن قوانين تحويلية مثل قانون حق الوصول على المعلومات والشفافية والمساءلة هما حجر الزاوية في التقدم، ومن خلال إعطاء الأولوية لهما، يُمكننا بناء الثقة وحماية الموارد العامة وخلق عراق يتمتع فيه الشباب في مُستقبل هذا البلد بحقوق وفرص مُتساوية وأن الأمم المتحدة على استعداد لدعم العراق في هذا المسعى الحاسم".
الشباب يقودون الطريق
تردد صدى شعار اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2024، "تمكين الشباب لقيادة مكافحة الفساد"، بقوة في العراق، بالاخص ان 60٪ من السكان هم من دون 25 عامًا كما وان الشباب العراقيون في طليعة المعركة ضد الفساد، مُسلحين بأفكار مُبتكرة ورغبة في مُستقبل شفاف.
تجسد زخم الشباب العراقي ضد الفساد في حملة #سلم_الراية الحائزة على جوائز العام الماضي وحققت الحملة التي انطلقت خلال اليوم الدولي لمكافحة الفساد لعام 2023 أكثر من 65 مليون مُشاهدة خلال 10 أيام، وحصلت على جائزة أفضل حملة غير ربحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسلط نجاح الحملة الضوء على رغبة الشباب العراقي في القيام بدور فعّال في المطالبة بالمساءلة والشفافية.
كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل سخي من الاتحاد الأوربي، شريكًا ثابتًا في رحلة العراق للحد من الفساد إذ دعمت مُبادرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تطوير نُظم حوكمة قوية ومكّنت المُجتمع المدني ودربت الصحفيين الاستقصائيين ليكونوا بمثابة رُقباء وتشمل الإنجازات البارزة إطلاق أدوات رقمية لرصد أنشطة القطاع العام وتطوير استراتيجيات إدارة مخاطر الفساد.