الاستجابة السريعة للشباب في ديالى لتطوير أفكارهم وقدراتهم وذلك باستخدام فرصتهم في النقد مقابل العمل.
انقلبت حياة ملايين الشباب في العراق رأساً على عقب عام 2014 وذلك عندما بدأت داعش تقدماً سريعاً شهد موجات مأساوية من العنف في جميع أنحاء البلاد. على الرغم من تحرير العراق من داعش في عام 2017، حيث تسبب القتال في تدمير المنازل والنزوح الجماعي وتدمير سبل العيش. وقد أثر ذلك بشكل كبير على الشباب والخريجين العراقيين الذين يستعدون لدخول سوق العمل.
يعتبر العراق من الدول ذات الكثافة الشبابية في العالم ويبلغ معدل بطالة الشباب 25.2 في المائة، بعد أن انقلبت حياتهم رأساً على عقب، يعمل الشباب العراقي بجد لإعادة البناء، على الرغم من محدودية مواردهم وفرص عملهم، إلا أنهم مصممين على تجاوز المحنه.
تم تعيين أربعة خريجين شباب لامعين من المقدادية - جميلة وعدنان وشيماء ورشا - كمؤثريين مجتمعيين لمدة 40 يوماً. كانوا خلالها مسؤولين عن نشر الوعي حول أنشطة النقد مقابل العمل داخل منطقتهم وتسجيل المشاركين المحتملين. وفرت لهم فرصة العمل قصيرة الأجل هذه دخلاً فورياً لإعالة أسرهم. لقد سارعوا إلى التفكير والبدء في توفير الأرباح لمشاريع الأعمال الصغيرة.
جميلة، 24
بكالوريوس علوم أحياء من كلية التربية الأساسية جامعة ديالى
"عندما عدنا إلى المنزل بعد تحرير قريتي من داعش، بدأ والداي يدفعانني للتفكير في التعليم العالي. لقد أرادوا دائماً أن أكون ناجحة وأن أحصل على وظيفة. اليوم، آمل أن أجد وظيفة استطيع بها ان اساعد وادعم والدي، خاصة وأنهما شجعاني على الدراسة وبناء حياة خاصة بي ".
لقد هربت جميلة وعائلتها للنجاة بحياتهم في عام 2014 أثناء احتلال داعش. عادوا بعد عام من تحرير المقدادية. بدأ والداها في ادخار المال حتى تتمكن من متابعة تعليمها العالي في جامعة ديالى.
في عام 2019، تخرجت جميلة بنجاح وأصبحت منذ ذلك الحين تدير مركزاً لتعليم طلاب المدارس الابتدائية من منزلها. تكسب ما يكفي فقط لتغطية نفقاتها، كما أنها تبحث وبنشاط عن وظيفة دائمية. اليوم، تخطط لتوفير المال الذي تكسبه من فرصة النقد مقابل العمل وبدء مركز تعليمي.
عدنان، 22
بكالوريوس تربية رياضية من جامعة بعقوبة
"لقد أثر الصراع على سوق العمل، آمل أن أستخدم المال الذي ادخرة خلال عملي كمؤثر مجتمعي مع مشروع النقد مقابل العمل وذلك لبدء عمل تجاري صغير بمشاركة صديقي، كلانا نريد ان نجمع ما كسبناه لفتح صالون حلاقة، يجب أن نكون أذكياء ونفكر على مستوى بعيد لإعادة بناء حياتنا، مسؤولية التعافي من الحرب المدمرة تقع على عاتق الشباب العراقي ".
عاد عدنان وعائلته إلى المقدادية في عام 2015، مباشرة بعد التحرير من داعش، تخرج من الجامعة العام الماضي ومنذ ذلك الحين يبحث عن عمل. ينحدر عدنان من أسرة مكونة من تسعة أفراد، ويتعرض لضغوط كبيرة لإعالة أسرته، لقد كان يقوم بوظائف غريبة مثل السياقة والتنظيف وأعمال البناء لتغطية نفقات اسرته ومساعدتهم.
يأمل عدنان وصديقه في توفير حوالي 400 دولار أمريكي لبدء صالون حلاقة، ويتمنى أن يكون قادراً على افتتاح المحل بحلول نهاية العام.
رشا، 24
دبلوم تكنولوجيا المعلومات من جامعة بعقوبة
"في مجتمعنا العشائري، لا يتم تشجيع النساء على العمل. حيث تعمل الشابات مثلنا، أستطيع أن أرى ببطء عملية تغيير الافكار والمعتقدات القديمة. ولكن لازلت أعتقد ان الطريق طويل امامنا. آمل أن ألهم الفتيات الصغيرات الأخريات لكسر هذه المعتقدات معي."
بعد تخرجها في عام 2019 ، تخطط رشا لبدء مركز خدمة كمبيوتر محمول ومتنقل. إذا لم ينجح ذلك، فإنها تأمل في إنشاء أعمال الرسم أو التصميم الداخلي. مع وجود خطط متعددة قيد التنفيذ، فقد وفرت 50 في المائة مما تحتاجه لبدء هذا المشروع.
شيماء 29
بكالوريوس جغرافيا من جامعة بعقوبة
"أشجع الشباب، وخاصة النساء، على الخروج والعمل. تحتاج العائلات إلى خلق بيئة داعمة لتحقيق ذلك. وهم بحاجة إلى فهم أنه كلما زاد عدد أفراد الأسرة الذين يذهبون إلى العمل، زاد الدخل المالي للمنزل أيضاً، كشباب ومتعلم، لدينا المزيد من المعرفة والمهارات. أحثهم على الاستفادة من ذلك، وأن يكونوا أذكياء في الشؤون المالية، وأن ينشئوا أعمالاً تخلق في المقابل المزيد من فرص العمل للمجتمع ".
تخرجت شيماء في عام 2013 لكنها هربت بعد فترة وجيزة إلى بغداد بسبب داعش، عادت في عام 2019 وبدأت العمل التطوعي كمدرس حكومي في مدرسة قريبة. تأمل شيماء في تحويل هذه الفرصة إلى وظيفة دائمة، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن لديها خطة احتياطية. حيث تطمح ان تدير مدرسة ذات يوم أو منظمة صغيرة لتزويد الفتيات الصغيرات في قريتها بالتعليم باستخدام مدخراتها.
شيماء ورشا وعدنان وجميلة من بين 51 مشاركاً في ديالى الذين حصلوا على وظائف قصيرة الأجل. حاليا، تجري سلسلة من مشاريع النقد مقابل العمل، وتوظف أكثر من 2,900 ساكن في ديالى وتشمل إعادة تأهيل المدارس والطرق والحدائق والمراكز الطبية.
تم تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج الاستجابة للأزمات والصمود التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، بالشراكة مع منظمة اوكسفام، وبتمويل من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، المقدم من خلال بنك التنمية الألماني.