القراءة وإعادة البناء: مكتبة جامعة الموصل

تعتبر المكتبة المركزية في جامعة الموصل واحدة من أبرز المعالم الثقافية التي تم تدميرها على يد داعش. ولكن هذا لم يقف بوجه الطلاب الذين استمروا بحبهم للقراءة .

23 أبريل 2019

تقوم امينة مكتبة جامعة الموصل بفهرسة كتاب التبرعات الذي تم استلامه من الجامعات الموجودة حول العالم.

 

لم يتمكن الاشخاص من الوصول الى الكتب بعد سيطرة داعش على الموصل، لأنها لم تكن تتماشى مع مبادئ داعش، لقد تم كبت الابداع، وتوقف الطلاب عن القراءة وكانت المكاتب خالية من الاشخاص، الا ان العديد منهم واصلوا القراءة وهم في منازلهم على الرغم من خطورة الامر، لقد كانت الكتب الموجوده هناك مهمة للغاية ومن الصعب تركها او تجاهل اهميتها.

الطلاب وهم يدرسون في المكتبة المؤقتة والتي تم انشائها في جامعة الموصل.

لقد كانت المكتبة المركزية في جامعة الموصل من اهم المعالم الثقافية ومنبعاً للنشاطات وتضم مايقارب المليون مصدر، الا انها تدمرت بشكل كبير من قبل تنظيم داعش، حيث تم قصفها بالصواريخ وتم حرقها ليتناثر رمادها وبقاياها بين كل طابق.

لقد قام فريق ازالة الانقاض التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتدخل في مهمة تنظيف وازلة الانقاض خلال اسابيع، واضعين الخطوات الاولى في أعادة تأهيل البنى التحتية. لقد كان الفريق مكون من 155 عامل وهم جميعاً سكان محليين من الموصل والعديد منهم نساء و طلاب من الجامعة نفسها حيث كانت تجمعهم ذكريات جميلة في هذه المكتبة.

 

على اليسار- المكتبة بعد تدميرها من قبل داعش اما على اليمين- المكتبة بعد ان قام فريق النقد مقابل العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأزالة الانقاض منها.

بعد ذلك بدأت المهمة الشاقة المتمثلة بأعادة تخزين الكتب، حيث تبرعت الجامعات حول العالم بألاف الكتب للمكتبة المركزية في جامعة الموصل ويتم حاليا فهرستها لتصبح متاحه للطلاب.

 

تقوم امينة المكتبة بفهرسة رواية كلاسيكية للمؤلف جوزيف هيلر والتي تبرعت بها جامعة دولية.

حالياً يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع الحكومة العراقية على إعادة تأهيل مبنى المكتبة المركزية، اما بالنسبة للطلاب فقد استغلوا وجود المكاتب الموجودة بشكل مؤقت حول الجامعة لمواصلة قرائتهم وتعليمهم.

 

 

عدن، 23 سنة

طالبة في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة — جامعة الموصل

"كوني طالبة في كلية التربية الرياضية والعلوم البدنية، فأنا احب قراءة الكتب المتعلقة بكرة السلة، واحرص على مواصلة القراءة لمدة ساعتين حين اكون في الجامعة، احب قراءة الشعربشكل رئيسي والروايات وقصص الخيال".

 

 

علي، 27 سنة

طالب في قسم المعلومات والمكتبات، كلية الاداب- جامعة الموصل

"وجود المكتبة هو امر في غاية الاهمية، لانها تعتبر مصدر مهم للمعلومات، وهي ترفع نسبة الثقافة، حيث انه ومن خلال القراءة يتعلم الناس المزيد من المعلومات التي تتعلق بحياتهم، فمن يقرأ اكثر يفهم الحياة اكثر".

 

 

سارة، 22 سنة

طالبة في قسم علوم الحياة، كلية التربية للبنات- جامعة الموصل

"أستخدم المكتبة لتطوير مهاراتي الشخصية، وانا استمتع بالقراءة حقا. لقد بدأت بقراءة الكتب عندما كان عمري 10 سنوات".

 

 

نديم، 26 سنة

طالب في قسم هندسة الاتصالات- جامعة الموصل

"أذهب الى المكتبة مرتان في الاسبوع، أحب هذا المكان لأنه هادئ ويساعدني في الدراسة والتركيز".

تم إعادة تأهيل المكتبة المركزية بواسطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من وزارة التعاون الاقتصادي الألمانية من خلال (KfW)

تصوير:فنسنت هاجيس- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق

نبذة عن اعمال برنامج الأمم المتحدة الانمائي لإعادة الاستقرار

لقد تم إنشاء برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناءً على طلب من الحكومة العراقية في شهر حزيران عام 2015، من أجل تسهيل عودة النازحين العراقيين بعد انتهاء الصراع ضد سيطرة داعش، ليتم وضع الاساس لإعادة الاعمار والتعافي، بالإضافة الى تحصين المنطقة من عودة العنف والتطرف.

يتولى برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة في الوقت الحالي اكثر من 3,000 مشروعاً في 31 منطقة عراقية محررة. حيث يعمل البرنامج على دعم السلطات المحلية في اعادة تأهيل البنى التحتية اضافة الى باقي الخدمات العامة بأسرع وقت ممكن.