توفير فرص النقد مقابل العمل للأسر العائدة إلى مدينة الموصل يخلق شعوراً بتجدد الأمل بالتزامن مع زيادة دخل الأسرة.
زيادة دخل الاسر من خلال مشاريع النقد مقابل العمل
29 سبتمبر 2021
بعد أربع سنوات من تحريرها من داعش يواصل سكان الموصل العمل بجد لإعادة بناء واستمرار حياتهم. حيث خلف الصراع الوحشي دماراً كاملاً، شمل تدمير المنازل والمدارس والطرق والمرافق الصحية.
حتى يومنا الحالي عاد أكثر من مليون شخص إلى ديارهم في الموصل. وبالرغم من ذلك، لاتزال العديد من العائلات تواجه التحديات التي تمنع استعادة أي شعور بالحياة الطبيعية. وتشمل هذه التحديات نقص فرص العمل والتي يؤدي نقصانها إلى زيادة الديون واستنفاد المدخرات من اجل تلبية الاحتياجات اليومية الأساسية.
يقول خضير حمود عبد الله البالغ من العمر 49 عاماً وهو احد سكان الموصل: "أجبرنا على الفرار حفاظاً على حياتنا خلال سيطرة تنظيم داعش. كنت قلقاً على أطفالي. وفي الوقت الذي فقدت فيه معظم اجزاء منزلنا وممتلكاتنا، فقدت وظيفتي أيضاً". خضير هو رجل متزوج ولديه ثمانية أطفال. "كنت أجمع مخلفات النايلون والمعادن من اجل بيعها لإعادة تدويرها. لسوء الحظ، فقدت متجري عندما استولى تنظيم داعش على الموصل."
خلال فترة النزاع أُجبر خضير وعائلته على الفرار إلى مخيم قريب، حيث عاشوا لمدة عامين. عند تحرير الموصل، كان خضير وعائلته مصممين على العودة وإعادة بناء حياتهم وإعادة الاتصال بأحبائهم الذين لم يروهم منذ سنوات.
بالنسبة لأشخاص مثل خضير، الذين تُركوا في حالة ضعف شديد بعد الصراع، يوفر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فرص النقد مقابل العمل. توفر هذه الفرص قصيرة الأجل عملاً مؤقتاً للعائدين لاستعادة البنية التحتية العامة.
يقول خضير: "بعد عودتي إلى الموصل كنت أقوم بوظائف صعبة لتغطية نفقات المعيشة. عندما أتيحت لي فرصة العمل في مشروع النقد مقابل العمل ". استخدم خضير أرباحه في إعادة بناء غرفتين في منزله كانتا قد تضررتا أثناء عمليات التحرير. ويضيف خضير "لقد اشتريت أيضاً دراجة نارية ثلاثية العجلات للعمل مرة اخرى في جمع الخردة المصنوعة من النايلون والمعادن."
ومن اجل ضمان ان تكون عملية التشغيل شاملة لجميع الفئات فأن ما نسبته 40 في المائة من الأشخاص المعينين في إطار النقد مقابل العمل هم من النساء.
اما بالنسبة لليلى مرعي حسن البالغة من العمر 39 عاماً وهي أم لخمسة أطفال فأن هذه الفرصة جاءت في الوقت المناسب. تُرك زوجها معاق جسدياً أثناء النزاع. وبصفتها المعيل الوحيد للأسرة، تقول ليلى: "لقد بدأت للتو وظيفتي الجديدة في مصنع لتصنيع ألعاب الأطفال والأدوات المكتبية. ولكن المرة الأولى التي حصلت فيها على وظيفة كانت عندما تم اختياري للعمل ضمن نشاط النقد مقابل العمل. لقد أعطتني تلك الفرصة فكرة عما يعنيه أن تكون مستقراً من الناحية المالية.
تضيف ليلى: "لقد استخدمت ما كسبته لدفع تكاليف جراحة زوجي، ونفقات المنزل، وتغطية جزء من ديوني المالية ". كما أنها استخدمت جزءاً من أرباحها لتأجير منزل جديد. حيث عاشت ليلى في منزل تضرر جزئياً. وتضيف: "أنا مهتمة بتعلم كيفية ادخار المال والاستثمار. إذا حصلت على هذه الفرصة مرة أخرى، سأدخر المال لشراء الأرض. هذا هو حلمي".
بينما من ناحية أخرى، استخدم إيهاب علاء صالح البالغ من العمر 28 عاماً مدخراته لبدء مشروع صالون حلاقة. يقول إيهاب: "لقد منحني العمل لمدة 40 يومًا في إطار برنامج النقد مقابل العمل الثقة لافتتاح صالون الحلاقة أخيراً".
اليوم لدى ايهاب اكثر 25 شخص يزورون الصالون اسبوعياً. ويضيف كانت الاستجابة الإيجابية من الناس هائلة. عملائي اليوم في زيادة مستمرة ونمو بفضل الكلمات الإيجابية من عملائي الراضين. بالتطلع إلى المستقبل، سأقوم بتوسيع الصالون لاستيعاب المزيد من العملاء وخلق المزيد من فرص العمل في المجتمع".
تم توظيف كل من خضير وليلى وإيهاب في إطار النقد مقابل العمل لمدة 40 يوماً (حوالي شهر ونصف) لإعادة زراعة الأشجار والقيام بأعمال النجارة واللحام في مواقع إعادة التأهيل في الموصل. إن توفير فرص العمل هذه للعائلات العائدة إلى الموصل يخلق شعوراً بتجدد الأمل بالتزامن مع زيادة دخل الأسرة.
حول المشروع
تم تنفيذ المشروع من قبل برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية و المقدم من خلال بنك التنمية . حتى الآن ، حصل أكثر من 40,000 شخص على فرص عمل النقد مقابل العمل من خلال البرنامج في المناطق الخمس المحررة.