إعادة الدمج المجتمعي: مفتاح عودة مليون نازح عراقي
6 أبريل 2023
منذ سقوط تنظيم داعش، دعم المجتمع الدولي حكومة العراق لإعادة إعمار البنية التحتية والمنازل، ومساعدة العائلات من خلال دعم سبل العيش التي تمكنهم من الوقوف على أقدامهم، و تعزز النسيج الاجتماعي للمجتمعات. الآن، وبعد ست سنوات، لا يزال 1.2 مليون عراقي وعراقية نازحين داخلياً من مجتمعاتهم في ظل ضغوط متزايدة بعد الصراع. بدوره يؤدي التغير المناخي وتفاوت الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى تآكل العقد الاجتماعي الهش في العراق.
إن الاثار الاجتماعية المعقدة للحرب على العائلات (النساء والأطفال) المرتبطة بالمتطرفين الذين حملوا السلاح ليس من السهل التعامل معها. كيف تعود زوجات الرجال الذين انضموا إلى داعش، واختفوا بعد ذلك، إلى مجتمعاتهم المتضررة لجمع شتات حياتهم؟ كيف يتعامل أطفالهم مع ألم فقدان أحد الوالدين والمنزل والمجتمع؟ كيف تخطط لمستقبل لم يعد بإمكانك تخيله؟
هذه الأسئلة ليس لها إجابات بسيطة، ومع ذلك لا يمكن التخلي عن هذه العائلات. لا يمكننا أن ننسى أمر العراق. إنه و من خلال الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية لإعادة الإدماج والجهود المشتركة لتنفيذ الحلول الدائمة، ستصل المجتمعات إلى المصالحة والتسامح اللازمين لإعادة بناء نسيج اجتماعي قوي.
من خلال العمل عن كثب مع الحكومة العراقية، وبناء الشبكات المحلية على الأرض، وتسهيل اتفاقات السلام المحلية، أعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المجتمعات في جميع أنحاء الأنبار ونينوى وصلاح الدين (المحافظات المحررة من داعش) لتقبل العائلات العائدة. في حين أن قبول المجتمع هو الخطوة الأولى، فإن النهج المتكامل بما في ذلك حملات التوعية للحد من وصمة العار، وتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وفرص كسب العيش، وإعادة تأهيل المساكن هو المفتاح لمعالجة العوامل التي قد تعيق عملية إعادة الإدماج.
من بين الفئات السكانية الرئيسية التي يصعب الوصول إليها هي العائلات التي تقيم حالياً في مخيم الهول بسوريا. لا يزال أكثر من 50000 فرد في مخيم الهول، والعديد منهم يعتقد بإنتماء احد افرادهم الى بداعش. أظهرت الدراسات أنه عندما يظل الأفراد في مكان مغلق ومركّز بدون موارد مناسبة، فإن المواقف المتطرفة تستمر. تساعد برامج إعادة الإدماج التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي العائلات في إعادة الاندماج في المجتمع، بما في ذلك أولئك الذين بقوا في مخيم الهول وتم التأكد من عدم ارتباطهم بأي انتماءات خطيرة من خلال عملية أمنية واسعة النطاق.
فاطمة *، 22 سنة، مكثت في مخيم الهول مع ابنتها ثلاث سنوات، قبل أن تعود إلى محافظة الأنبار. غادرت العراق إلى سوريا خوفاً من الاضطهاد بعد انضمام زوجها وشقيقها إلى داعش.
"كنت وحدي في المخيم مع ابنتي الصغيرة التي كانت مريضة بمرض مزمن. شعرت بالسوء. كانت الظروف صعبة. كنت خائفة من العودة إلى المنزل. كنت قلقة من أن ينتقم المجتمع مني ".
يتم دعم فاطمة* من خلال جهود إعادة الادماج في المجتمع من المقدمة ضمن برنامج التماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي يعمل أيضًا على تنفيذ المشاريع المتعلقة بمنع التطرف العنيف من خلال التعليم والدعوة ودعم سبل العيش في جميع أنحاء العراق.
"حلمي الآن هو إكمال دراستي وتعليم ابنتي القراءة والكتابة."
الطريق إلى المنزل ليس سهلاً بالنسبة للكثيرين، لكن هناك امر واحد باقٍ بالتأكيد: أجيال من الصدمات لاتزال غير ملتئمة في العائلات التي تعيش على هامش المجتمع. إعادة الإدماج هي المفتاح، والقبول والأمل هما الوسيلة.
يشمل نهج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق دعم الاستقرار في المناطق المحررة من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات، وخلق سبل العيش، وتعزيز قدرات الحكومة المحلية والتماسك المجتمعي. تدعم برامج إعادة الإدماج التابعة للبرنامج قبول المجتمع لـ 9000 عائلة نازحة داخلياً للعودة إلى مجتمعاتهم. حتى الآن، قام برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل أكثر من 35000 منزل في العراق منذ عام 2017.
* تم تغيير الأسماء لحماية هوية الأشخاص.