
قصتنا اليوم من الموصل، حيث حولت إيمان هوايتها إلى عمل مزدهر، لم تتخيل ايمان أبداً أن الخطط التي وضعتها منذ مدة طويلة ستتحول إلى حقيقة أو أن حبها للحلويات والمخبوزات سيوفر لها ولأسرتها يوماً ما دخلاً مادياً. حيث استطاعت ايمان الأم لأربعة أطفال وذات التحصيل الثانوي ان تحول شغفها وهوايتها بصناعة الحلويات إلى قصة نجاح ملهمة.

الحياة خلال سيطرة داعش
عندما دخل داعش الموصل، بقيت إيمان وعائلتها في المنزل، وكان عليهم ان يتحملوا الخوف والدمار، وخلال تلك الفترة المظلمة، فقدت ايمان أختها البالغة من العمر 24 عاماً في انفجار، تاركة وراءها طفلين، كانت الأيام مليئة باليأس والبؤس، ولكن مع مرور الوقت، عاد الأمل ببطء، وبدأت الحياة في المدينة بالظهور من جديد.

بداية الحلم
من خلال برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي - وبتمويل سخي من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدم من خلال البنك الألماني للتنمية، تم تدريب العديد من الشباب في شمال العراق في مجالات مختلفة، بما في ذلك مشاريع الطاقة المستدامة، وصناعة الأغذية، والطاقة الشمسية، ودعم المباني الخضراء، وإصلاح السيارات الهجينة والكهربائية.
إيمان هي إحدى المستفيدات من مشروع "تدريب صناعة المعجنات" ضمن برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع منظمة هيومان أبيل لمدة 45 يوماً. تدربت إيمان جيداً من خلال دورات التدريب في المعجنات والحلويات في مدينة الموصل، وأصبحت اليوم مساعدة طاهي.




إطلاق مشروعها التجاري: “@Donuts_Nawara”
بعد إكمال الدورة التدريبية، تمكنت إيمان من إطلاق مشروعها المنزلي للمعجنات @Donuts_Nawara. وعلى الرغم من التحديات المالية، أصرت على الاستمرار، كما وتلقت الدعم المعنوي من عائلتها وزوجها، واليوم تجني دخلاً شهرياً يتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف دينار عراقي.
اليوم، تقوم شقيقات ايمان بمساعدتها في إدارة مشروعها. ومع ذلك، لم يتوقف طموح ايمان عند هذا الحد. فهي لا تزال عازمة على التطور وفتح محل خاص لإنتاج الحلويات بدلاً عن مشروعها المنزلي، وبذلك تساعد في خلق فرص عمل للنساء الأخريات في مجتمعها، وهي تخطط لفتح متجرها الخاص وإثبات أن العمل والتفاني يمكن أن يؤدي إلى النجاح.
نبذة عن المشروع
لقد أثرت الصراعات المستمرة في العراق بشدة على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، حيث تسببت أزمة داعش في نزوح جماعي. منذ عام 2015، مكنت الجهود المبذولة لاستعادة الخدمات الاساسية العديد من العودة إلى ديارهم. حيث يقوم برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي بتعزيز عوده امنه للنازحين من خلال توفير التمكين الاقتصادي وإعادة بناء المنازل، مع التركيز على المحافظات الخمس المحررة الأنبار، ديالى، كركوك، نينوى وصلاح الدين. كما أنه يخلق فرص العمل، ويعزز المهارات في البناء والزراعة، ويدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، حتى يومنا تم تدريب أكثر من 5500 شاب/ شابة في العراق في مجالات مختلفة من خلال البرنامج