على الرغم من الانتكاسات الاقتصادية الناتجة عن صراع داعش و جائحة كورونا والصراع الأوكراني الجاري يستمر مخبز رائد في تل عبطة بالأزدهار
مخبز رائد: قصة في المثابرة والأمل
9 مارس 2023
ولد رائد البالغ من العمر 39 عاماً في تل عبطة في نينوى، وكان يحلم دائماً بامتلاك مخبزه الخاص. نزح رائد وعائلته إلى مخيم للنازحين بعد تحرير مدينته من داعش. رأى ان هناك فرصة لبدء عمله في المخبز وإعالة أسرته عندما عاد مع عائلته،. وبدأ بتوفير الخبز للجيش والشرطة، ومع انتشار سمعته في المنطقة أصبح لديه العديد من الزبائن.
يقول رائد، "إن بدء عمل تجاري من الصفر ليس بالأمر السهل أبدأ، لكنني كنت مصمماً على نجاحه من اجل عائلتي ومستقبلنا».
استئنافهُ لعمله
بدأ رائد عمله في متجر صغير في السوق و واجه العديد من التحديات، خاصة مع ارتفاع أسعار الدقيق. كان عليه أن يجد طريقة لتغطية نفقاته أثناء إعالتة لأسرته ، وثابر واستمر في توفير الخبز الطازج واللذيذ لزبائنه على الرغم من هذه التحديات. ويضيف رائد قائلا، "الخبز ليس مجرد وظيفة بالنسبة لي، إنه شغف. أحب عمل وصفات جديدة ورؤية زبائني يستمتعون بخبزي."
الانتقال إلى سوق البلدية
عندما سمع رائد عن متاجر البلدية التي أعيد تأهيلها من قبل برنامج اعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رأى ان هناك فرصة لتوسيع عمله، قام بنقل مخبزه إلى أحد هذه المتاجر ووجد أن هذا المتجر مجهز بشكل افضل ومساحته اكبر من المتجر السابق. وكان الإيجار أيضاً أرخص، مما سمح له بزيادة أرباحه.
رأى ان هناك فرصة لتوسيع عمله عندما سمع رائد عن متاجر البلدية التي أعيد تأهيلها من قبل برنامج اعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. نقل مخبزه إلى أحد هذه المتاجر ووجد أن هذا المتجر مجهزة بشكل أفضل ومساحته أكبر من متجره السابق. وكان الإيجار أيضاً أرخص، مما سمح له بزيادة أرباحه.
فيما يخص دعم الأعمال التجارية كمخبز رائد، أعاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناء ستين متجر في تل عبطة تشمل سوقاً للخضروات مع القدرة على استيعاب 50 بائعاً. ويضف رائد " كان الدعم من متاجر البلدية مهما جدا في نجاح عملي. أنا ممتن لإتاحة الفرصة لي لإدارة عملي في مثل هذا الموقع الرائع ". وسيساعد ذلك أيضا على إضفاء الطابع الرسمي على الأعمال التجارية الصغرى في المنطقة والمساهمة في إيجاد سبل عيش مستدامة.
تأثير فيروس كورونا والنزاع الحاصل في أوكرانيا
مثل العديد من الاعمال حول العالم، تأثر مخبز رائد بجائحة فيروس كورونا. مع إغلاق المطاعم ولا يخرج الا عدد قليل من الناس من منزلهم، انخفض الطلب على خبزه. بالإضافة إلى ذلك، أثر الصراع المستمر في أوكرانيا على أسعار الدقيق، مما زاد من صعوبة الحفاظ على أرباحه. ويقول رائد ايضا، "لقد كان الوباء تحدياً صعبا للجميع، لكنني أعتقد أنه يمكننا التغلب عليه بالإبداع والتصميم. أنا أعمل بالفعل على وصفات خبز جديدة للحفاظ على الأشياء طازجة ". " يصعب عليه جدا رؤية سعر الدقيق يرتفع بسبب الصراع في أوكرانيا، لكنني لا أستسلم ابدا. أجد دائما طرقاً بديلة لأحافظ على استمرارية عملي. " اليوم، على الرغم من كل هذه الصعاب، يكسب مخبز رائد ثلاث مرات أكثر مما كان عليه قبل صراع داعش. قام الآن بتوسيع مخبزه وتوظيف ثلاثة اشخاص آخرين.
خطط الرائد الكبيرة
رائد لديه أحلام كبيرة لمخبزه. يأمل في توسيع أعماله وتزويد المزيد من المطاعم بالخبز في المستقبل، كما يريد إنشاء وصفات خبز جديدة ومبتكرة للحفاظ على زبائنه. الأهم من ذلك، أنه يريد الاستمرار في إعالة أسرته وبناء مستقبل أفضل لهم. يقول رائد: "بصفتك صاحب عمل، يجب أن تكون قابلاً للتكيف، التحديات تتغير دائماً، ولكن إذا كنت على استعداد لتجربة أشياء جديدة، فيمكنك التغلب عليها ".
رسالة إلى أصحاب الأعمال الآخرين
يعتقد رائد أنه يجب على أصحاب الأعمال الآخرين الاستفادة من الفرص المتاحة لهم ويشجعهم على بدء أعمالهم التجارية الخاصة والاستفادة من متاجر البلدية بالعمل الجاد والتصميم، يعتقد أن أي شخص يمكنه تحقيق أحلامه.
ويضيف رائد: " أقول إلى أصحاب الأعمال الآخرين: لا تتخلى أبداً عن أحلامك و استفد من الفرص التي تأتيك واعمل بجد لجعلها حقيقة.".
قصة رائد هي قصة المثابرة والأمل على الرغم من مواجهته العديد من التحديات، إلا أنه لم يتخل أبداً عن حلمه بامتلاك مخبز و ذلك بمساعدة متاجر البلدية حيث تمكن من توسيع عمله وإعالة أسرته. قصة رائد هي شهادة على روح و تصميم المقاومة البشرية بالتطلع للمستقبل ولا يزال رائد متفائلاً جداً للمستقبل".
ويقول رائد: "أعلم أنه سيكون هناك المزيد من التحديات في المستقبل، لكنني مستعد لها. أنا متحمس لمعرفة إلى اي مدى سيتطور مخبزي، وأنا ممتن لفرصة القيام بما أحبه كل يوم".
يستمر مخبز رائد في الازدهار في متاجر البلدية، و ان اخلاصه في مهنته مصدر إلهام لكل من يعرفه فقصته تذكير بأن كل شيء ممكن بالعمل الجاد والتصميم حتى في مواجهة الصعاب.
حول المشروع
تعرض متجر البلدية في تل عبطة لأضرار جسيمة خلال الصراع ضد داعش وأعيد تأهيل المتاجر من خلال برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك بتمويل سخي من حكومة كندا.
عمل البرنامج مع الحكومة العراقية ومنذ عام 2015 مع الجهات الفاعلة المحلية لضمان العودة الآمنة والكريمة والطوعية وإرساء الأساس لإعادة إدماج النازحين بنجاح في المجتمع حيث تم الانتهاء حتى الآن من 3,500 مشروع لتحقيق الاستقرار.