بداية جديدة: رحلة سارة من الحزن إلى الازدهار

2 أكتوبر 2024
a cluttered room

 

تسترجع سارة من ديالى ذكرياتها لأعوام مضت وخصوصاً العام الذي انهار فيه عالمها، حيث تم تشخيص إصابة ابنها الوحيد محمد بالسرطان، واضطرت هي وزوجها إلى بيع كل ما يملكونه لمحاولة إنقاذه. قبل هذه المأساة، كانت ساره وزوجها يديران مطعماً للتجهيزات الغذائية، لتوفير احتياجاتهم الحياتية، لكن الحياة تعاملت معهما بشكل مختلف، وعلى الرغم من جهودهم اليائسة، فقد توفي محمد، تاركاً لهما ليس فقط قلباً محطماً وانما وضعاً مادياً صعباً.

لم يترك موت ابنهما قلوبهم محطمه فحسب، بل ومدمرين مادياً أيضاً حيث انه ومع اختفاء مصدر دخلهما وعدم وجود فرص عمل في ديالى، اضطر زوج سارة إلى البحث عن عمل في بغداد، حيث كان يتنقل أربعة أيام في الأسبوع، تاركاً سارة وحدها في ديالى للتعامل مع حزنها وحياتهم، ومع ذلك، وفي وسط الظلام الذي يعيشون فيه، بدأ بصيص من الأمل ينبثق من جديد.

Story with Two Photos
Photo 1 Photo 2

حصلت سارة على تدريب ومنحة من برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز فرص العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي سمح لها بشراء معدات أساسية، بما في ذلك خلاط كبير، ولوازم صنع المعجنات، وفرن، وثلاجة لعرض الكيك والمنتجات الغذائية، حيث ساعدتها هذه المواد على الوقوف على قدميها مرة أخرى، اعطت هذه المنحة لسارة وزوجها فرصة اخرى لإعادة بناء حياتهما والبدء من جديد، حيث تعتبر هذه المنح جزء من مبادرة أكبر تهدف إلى دعم الشباب العراقيين.

Image 1 Image 2 Image 3 Image 4

 

اليوم، لم يعد عمل سارة مجرد تجارة، بل أصبح منارة للصمود، فقد وسعت قائمة طعامها لتقديم مجموعة متنوعة من وجبات الإفطار والمعجنات العراقية التقليدية، الأمر الذي جذب عدداً متزايداً من العملاء، ومع تزايد الطلب على منتجاتها، تسعى سارة اليوم بإشراك زوجها معها في العمل، حيث تخطط لشراء دراجة نارية حتى يتمكن من المساعدة في توصيل الطلبات للزبائن، مما يخفف من عبء العمل بعيداً عن المنزل.

اليوم حقق نجاح ساره في مجال عملها التجاري راحة مالية لها ولاسرتها، ففي بعض الأيام، تكسب سارة ما يصل إلى 60 ألف دينار عراقي، مما يوفر لعائلتها معيشة امنه، ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد، بل تقوم ساره كذلك بتوظيف عاملات خلال فترات الذروة مثل عيد الأضحى، مما أدى إلى خلق فرص عمل لاشخاص اخريين بحاجه الى العمل.

Story with Two Photos
Photo 1 Photo 2

لقد أصبحت رحلة سارة رمزًا للأمل للعديد من النساء في ديالى. لقد أظهرت أنه حتى في مواجهة الخسارة المدمرة والصعوبات، من الممكن النهوض مرة أخرى. حيث تُظهِر قصتها أنه بالمثابرة والدعم، يمكن تحقيق الأحلام، بغض النظر عن العقبات.

قصة سارة هي مثال رائع لقدرة الروح البشرية على التغلب على الشدائد وتحقيق النجاح، حيث انه ومن خلال تصميمها وبدعم من برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية وبدعم سخي من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدم من خلال البنك الألماني للتنمية، حولت سارة حلمها إلى حقيقة ملموسة.

a young man preparing food in a kitchen

 

لم تساعد هذه المبادرة سارة في إعادة بناء حياتها فحسب، بل جعلتها أيضاً قادرة على تخطي حزنها. يُعرف عملها الآن بجودته وطعمه المميز في المنطقة، مما يمنحها فرصة جديدة للحياة ويثبت أنه حتى في أحلك الأوقات، هناك أمل في مستقبل أكثر إشراقاً.

حتى الآن، تم دعم أكثر من 1181 مشروع صغير ومتوسط الحجم مثل مشروع سارة من خلال المنح والتدريب والتوجيه، مما ألهم عدداً لا يحصى من الآخرين لتحقيق أحلامهم والتغلب على تحديات الحياة. قصة سارة هي شهادة على قوة الروح البشرية في مواجه الصعاب.