آمال منسوجة: كيف حولت بسيمة حرفتها إلى عمل تجاري

6 مارس 2025

 

كانت بسيمة شمو، البالغة من العمر 38 عاماً من بلدة سنوني الصغيرة، تمتلك دائماً موهبة طبيعية في صناعة الحرف اليدوية الجميلة. منذ صغرها، كانت تمضي ساعات في نسج السلال المعقدة، وتطريز الأقمشة، وصنع القطع الزخرفية باستخدام المواد التي تجدها في محيطها. كانت إبداعاتها دائماً محل إعجاب، لكن واقع حياتها في سنوني، وهي منطقة تحتوي على فرص قليلة وموارد محدودة، جعل من الصعب تحويل شغفها إلى مصدر رزق مستدام.

عازمة على إعالة أسرتها ومتابعة ما تحب، رفضت بسيمة أن تحددها ظروفها. في يوم من الأيام، سمعت عن برنامج تدريب مهني في الحرف اليدوية تقدمه منظمة بوابة العون بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبدعم سخي من حكومة الدنمارك. كان التدريب بمثابة طوق نجاة، فرصة لاكتساب المهارات والمعرفة التي تحتاجها لتحويل حرفتها إلى عمل تجاري. ولم تتردد في التسجيل.

 

Story with Two Photos
Photo 1 Photo 2

 

خلال التدريب، لم تقم بسيمة فقط بصقل مهاراتها، حيث تعلمت كيفية ابتكار تصاميم أكثر تعقيداً باستخدام المواد المحلية المتوفرة، بل اكتسبت أيضاً تقنيات أساسية في إدارة الأعمال والتسويق. لم يكن البرنامج مجرد تدريب تقني فحسب، بل تضمن أيضاً جلسات دعم نفسي واجتماعي، التي كانت ذات قيمة كبيرة. ساعدتها هذه الجلسات في إعادة بناء ثقتها بنفسها، وإدارة ضغوط الحياة، وربما الأهم من ذلك، في التواصل مع نساء أخريات شاركنها نفس الأحلام والتحديات. لقد أشعل الدعم والمودة التي وجدتها بينهن شعلة من الأمل الجديد.


بمهاراتها ومعرفتها الجديدة، اتخذت بسيمة خطوة جريئة وافتتحت عملها الخاص في الحرف اليدوية في قلب سنوني. أصبح متجرها بسرعة كنزاً محلياً، حيث يضم مجموعة رائعة من القطع اليدوية: السلال المنسوجة، والأقمشة المطرزة، والقطع الزخرفية التي تكرم التراث الثقافي للمنطقة. من خلال دمج التقنيات التقليدية مع التصاميم الحديثة، اكتسبت منتجات بسيمة شهرة واسعة، ليس فقط في البلدة، ولكن في المناطق المجاورة أيضاً.
ما كان يبدو في البداية كحلم مستحيل، أصبح الآن عملًا مزدهرًا، يوفر لبسيمة دخلاً ثابتاً وقدرة على إعالة أسرتها. لكن تأثيرها لم يتوقف عند هذا الحد. مع نمو عملها، أنشأت بسيمة فرص عمل للنساء الأخريات في المجتمع، مقدمة لهن التدريب والتوظيف في ورشتها. أصبح نجاحها منارة أمل للكثيرين.

 

Story with Two Photos
Photo 1 Photo 2

 

تعكس بسيمة رحلتها قائلة: "هذا التدريب غيّر حياتي. منحني الثقة لمتابعة أحلامي والمهارات لتحقيقها. الآن، لم أعد فقط أعيل أسرتي،بل أساعد في الحفاظ على ثقافتنا وألهم الآخرين للقيام بالمثل."


قصة بسيمة هي تذكير قوي بأن التدريب المهني يمكن أن يفتح الإمكانات المخفية ويحول الحياة. إنها شهادة على القوة الكبيرة للعزيمة، ودعم المجتمع، وقدرة الشخص على تحويل شغفه إلى غاية. اليوم، لا توفر بسيمة فقط لقمة العيش لأسرتها، بل تلعب أيضاً دوراً حيوياً في الحفاظ على التراث الثقافي لمنطقتها، قطعة فنية جميلة في كل مرة.