سوف نأخذكم وراء الكواليس لمقابلة فريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق المخصص للعمل على تحقيق الاستقرار في الموصل.
منذ انطلاقه في عام 2015، مهد برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الطريق للعراق للمضي قدماً في إعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية واستعادة الخدمات الأساسية المتضررة من الصراع مع داعش. ومن اجل دعم العراقيين وإعادة بناء البلاد بنفس الوقت، فقد تمت الاستفادة من الخبرات والمهارات المحلية. حيث تم التعاقد مع القطاع الخاص المحلي لانجاز أكثر من 95٪ من العمل، مما يقلل التكاليف ويعزز الاقتصادات المحلية ويوفر فرص دخل طارئة للمواطنين.
تحدثنا إلى بعض المهندسين العاملين في شرق وغرب الموصل حول كيف ساعدهم هذا العمل في تحقيق النمو على المستوى الشخصي والمهني.
نقدم لكم إبراهيم الطيار، مهندس مدني يعمل في جامعة الموصل
يمنحني العمل الأمل في العودة إلى الحياة بعد فترة مظلمة أثناء داعش. عندما يرى النازحون جهودنا لإعادة الاعمار سيتشجعون على العودة إلى ديارهم في الموصل"، يقول إبراهيم الطيار الذي يبلغ من العمر 42 عاماً ويعمل كمهندس مدني منذ عام 2017. يعمل إبراهيم على إعادة تأهيل المكتبة المركزية بجامعة الموصل. ويقول: " عندما بدأنا، كنا لا نزال نسمع اصوات الرصاص على الجانب الغربي من الموصل. أحب عملي كمهندس لأننا نجعل المستقبل أفضل من خلال بناء المرافق التي تخدم مواطنينا“.
قبل حقبة داعش، لعبت المكتبة المركزية دوراً مهماً في التجمعات البحثية والأدبية في الموصل. احتوت هذه المكتبة على أكثر من مليون كتاب ومكتبة إلكترونية وصحف والعديد من المجلات الأكاديمية - أحرقها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). بمجرد إعادة تأهيلها، ستوفر هذه المكتبة مساحات من الخيارات المتنوعة للطلاب مثل غرف القراءة الصامتة وغير الصامتة وقاعات الاجتماعات ومختبر الكمبيوتر وغير ذلك. سيكون لديها القدرة على استضافة أكثر من 1000 طالب في وقت واحد وتخزين أكثر من 100,000 كتاب.
نقدم لكم سحر مهند يحيى، مهندسة كهربائية تعمل في الجامعة التقنية الشمالية وجامعة الموصل
"كان من المخيف سماع اصوات المعارك بينما كنا نحاول العمل. تقول سحر مهند يحيى، مهندسة كهربائية، "بقيت متحمسة وافكر في جميع الأسر وأطفالهم الذين يحتاجون إلى دعمنا لإعادة بناء مدينتنا". عند دخول مجال عمل يسيطر عليه الذكور بحكم التقاليد في العراق، كان على سحر أن تعمل بجد لخلق مكانها الخاص بها. "لم يكن من السهل على المقاولين والعاملين والمستفيدين النهائيين الحصول على تعليمات من مهندسة. لقد عملت بجد لتحسين مهارات التواصل الخاصة بي وقد تمكنت من التواصل معهم في النهاية"، كما تقول.
تناشد سحر الشابات العراقيات أن يحذين حذوها، "لا تدعوا ظروفكم تعترض طريقكم. بلدنا بحاجة إلى طاقة الشباب لينهض من جديد. تذكروا دائماً أن البلدان لا تُبنى بين عشية وضحاها، يجب أن نعمل بجد وثبات".
عملت سحر في سكن الطالبات الذي أعيد تأهيله مؤخراً في الجامعة التقنية الشمالية. استخدم داعش المبنى كمخزن للأسلحة، بينما تركت أجزاء منه مخربة ومحترقة. سيوفر سكن الطالبات الذي أعيد تأهيله حديثاً أجواء آمنة لأكثر من 250 طالبة للدراسة والعيش.
قابلوا أحمد * مهندس مدني يعمل في مستشفى ابن الأثير
يمكن أن يكون العمل صعباً جداً في بعض الأحيان بناءً على نوع الضرر. ولكننا نحصد مكافأة أسابيع العمل المجهدة عندما نقوم بتحسين نوعية الخدمات الصحية المقدمة لسكان الموصل، "يقول أحمد، مهندس مدني.
كان مستشفى ابن الأثير هو مستشفى الأطفال المتخصص الوحيد في محافظة نينوى. على الرغم من تعرضه لأضرار جسيمة أثناء تحرير الموصل، إلا أن أجزاء منه لا تزال تعمل. تتم إعادة تأهيل المستشفى حالياً، وتتطلع المستشفى الى توسيع نطاق عملياتها وتحسين جودة خدماتها من خلال توظيف أكثر من 500 طبيباً و250 موظفاً إدارياً.
* تم تغيير الاسم لحماية الهوية.
تعرفوا على أشرف عبد القادر أحمد مهندسي الرقابة النوعية العاملين في مجمع الشفاء
يقول أشرف عبد القادر أحمد الذي يعمل مهندس سيطرة نوعية: "بينما أتنقل بين المشاريع داخل مجمع الشفاء الصحي، يطلب مني الكثير من الناس المساعدة الطبية ويظنون أنني اعمل في مجال الرعاية الصحية". ويضيف "أنا فخور بأن أكون في هذا الفريق ونحن نعمل بجد لإعادة الحياة إلى مدينة الموصل."
يركز دور أشرف على التحقق من جودة العمل مع ضمان اتباع جميع بروتوكولات السلامة والصحة. "هذا المشروع مهم لأنه يساعد في استعادة الخدمات الصحية الأساسية. وبمجرد الانتهاء منه، سيخدم المجمع أكثر من 3 ملايين شخص. داخل مجمع مستشفيات الشفاء، تجري حالياً إعادة تأهيل وحدة الأشعة وعيادة الخصوبة.
تعرفوا على حسن شيخ، مهندس، يعمل في مجال الصحة والسلامة والامتثال البيئي
أقوم بزيارات ميدانية، معظمها غير معلن عنها للتحقق من أجل التأكد من أن جميع فرقنا تتبع إجراءات الصحة والسلامة المطلوبة، بما في ذلك إرشادات السلامة الخاصة بفيروس كورونا. قد يكون التعامل مع فرقنا صعباً في بعض الأحيان حيث يتعين تعزيز تدابير السلامة، "كما يقول حسن شيخ، المسؤول عن مراقبة الصحة والسلامة والبيئة. "يعجبني أن مشاريعنا توفر فرص عمل وتدعم الناس لتحقيق الاكتفاء الذاتي."
أصبحت جهود تحقيق الاستقرار هذه في الموصل ممكنة بفضل التمويل من الشركاء، مثل تمويل ألمانيا للمكتبة المركزية بجامعة الموصل ومستشفى ابن أثير، وتمويل الإمارات العربية المتحدة لمجمع الشفاء. بمجرد إعادة التأهيل، سيتم تجهيز المستشفيات في مجمع الشفاء بالمعدات اللازمة بدعم من أستراليا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
حتى الآن، ومن خلال برنامج الاستقرار، تم إعادة تاهيل أكثر من 1400 مستشفى ومؤسسة تعليمية في جميع انحاء العراق.