"كنت قد فقدت الأمل بالحصول على مال يكفيني لسد حاجة أسرتي بعد أن توفي زوجي، لقد أعاد لي هذا العمل الأمل من جديد". تصف نجية جواد عبد، ٤٨ عاماً مشاركتها في برنامج النقد مقابل العمل في قضاء الكرمة التابع لمحافظة الانبار.
نجية، ربة منزل وأم لولدين عاطلين عن العمل نتيجة عدم اكمالهما دراستهم الابتدائية بسبب الفقر، اضطرت بعد وفاة زوجها الى العمل في الزراعة، لكنها لم تستطع الاستمرار في هذا العمل المجهد، فانصرفت الى اعداد وبيع الاكلات المحلية. تقول نجية: "لا أستطيع بيع ما أعده من وجبات دائماً ولا اعمل بشكل ثابت، لقد أضاف فيروس كورونا صعوبات إضافية الى عملي هذا إذ لم يعد هنالك زبائن، أنا بحاجة الى المال لإعالة اسرتي ودفع أجور المنزل الذي نعيش فيه".
شاركت نجية ضمن برنامج النقد مقابل العمل خلال تشرين الأول (أكتوبر) 2020 وساهمت في تنظيف وإزالة الأنقاض من المدارس والمباني الخدمية التي دمرها تنظيم داعش، تمهيداً لإعادة اعمارها.
كزميلاتها الأخريات، تمكنت نجية من التكيف مع إجراءات العمل الجديدة للوقاية من فيروس كورونا، حيث يحرص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق على تطبيق إجراءات الوقاية من الاصابة بالفيروس مثل ارتداء معدات الوقاية وتعقيم الأيدي والتباعد الاجتماعي لضمان سلامة العاملين واستمرارية العمل وتوفير بيئة عمل أكثر اماناً.
ليس ببعيد عن نجية، تعمل سحر محمد ذات الاربعون عاماً من قضاء الكرمة في ازالة الانقاض بعد انضمامها هي الأخرى إلى برنامج النقد مقابل العمل. تعيش سحر مع أسرة اختها بعد انفصالها عن زوجها، تقول: "يصعب على الرجال هنا الحصول على عمل، وتكاد تكون فرصنا كنساء معدومة، لقد ازداد الأمر صعوبة بعد تفشي فيروس كورونا، لذلك لم اصدق نفسي عندما سمعت بهذا البرنامج وانا سعيدة بإنضمامي إليه لأتمكن من مساعدة اختي على رعاية أسرتها في هذه الظروف الصعبة".
تسكن سحر مع اختها وأطفالها الثلاث في بيت من الطين، ولا تمتلك الأخيرة معيلاً بعد إصابة زوجها أثناء سيطرة تنظيم داعش على المدينة مما جعله غير قادر على العمل. تحاول سحر كسب المال لإعالة اسرة اختها وعلاج والدتها. "أنقذنا هذا العمل من الجوع رغم كونه مؤقتاً، أتمنى أن يستمر لأكسب المزيد من المال". تضيف قائلة.
لتعزيز كرامة العراقيين أثناء إعادة بنائهم لمناطقهم المحررة، وفر برنامج الأمم المتحدة الانمائي من خلال برنامج النقد مقابل العمل، فرص عمل قصيرة الأجل لأكثر من 30.000 شخص، من بينهم 5300 امرأة حتى الآن.