المرأة الصامدة: رحلة الدكتورة إكرام لإعادة البناء
8 مارس 2023
واجهت الدكتورة إكرام عبد الله بشير، مديرة مصنع نينوى للسوائل الطبية في الموصل، العديد من التحديات طوال حياتها. ومع ذلك، لم تدع هذه المعوقات تعيقها ابداً. ولدت الدكتورة إكرام ونشأت في الموصل، تبلغ من العمر الآن 55 عاماً، كانت دائماً متحمسة لخدمة مجتمعها من خلال عملها.
عندما احتل داعش المدينة في عام 2014، انقلبت حياة الدكتورة إكرام رأساً على عقب.
التغلب على الصعاب
أثناء التحرير من داعش، أُجبرت الدكتورة إكرام على الفرار مع والدتها المريضة إلى منزل أحد أقاربها في صلاح الدين. بينما كانت بعيدة عن المصنع وواجباتها الرسمية، استغلت الوقت لإكمال دراستها للحصول على شهادة الدكتوراه.
على الرغم من الظروف الصعبة، ظلت الدكتورة إكرام تركز على أهدافها، وهي على دراية بأن تعليمها سيسمح لها بإحداث تأثير كبير في مجتمعها عند عودتها.
العودة إلى الوطن لإعادة البناء
بعد التحرير في عام 2017، عادت الدكتورة إكرام إلى الموصل، وكانت حريصة على استئناف عملها في مصنع نينوى للسوائل الطبية. حيث توضح الدكتورة قائلةً: "عندما عدت إلى الموصل بعد التحرير، شعرت بالحزن الشديد لرؤية الأضرار التي لحقت بمصنعنا. لكنني كنت أعلم أنه يتعين علينا إعادة بناءها، ليس فقط لأنفسنا، ولكن للمجتمع بأكمله. ويرمز مصنعنا الى الامل والصمود وقوة الابداع البشري ".
وذلك عندما تدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة التنمية الدولية الأمريكية للمساعدة من خلال برنامج اعادة الاستقرار للمناطق المحررة.
من خلال دعم البرنامج، تم إعادة تأهيل المصنع، وتمكنت الدكتورة إكرام من البدء في إنتاج السوائل الطبية مرة أخرى. يوفر المصنع الإمدادات الطبية الأساسية للمستشفيات والعيادات في جميع أنحاء المنطقة، مما يساعد على إنقاذ أرواح العديد من الناس.
كما توضح الدكتورة إكرام، "عملنا مهم وحاسم، ونحن نأخذه على محمل الجد. نحن نعلم أن حياة الناس تعتمد كل يوم على المنتجات التي نصنعها هنا ".
التغلب على القيود المفروضة على النوع الاجتماعي
بصفتها مديرة في صناعة يهيمن عليها الذكور، تدرك الدكتورة إكرام أهمية تمكين المرأة في مكان العمل. تعمل عن كثب مع موظفاتها، وتوفر لهن التدريب والدعم اللازمين للتفوق في أدوارهن.
تضيف الدكتورة إكرام: "أعتقد أن النساء لديهن منظور فريد ومجموعة من المهارات التي يمكن أن تكون ذات قيمة لا تصدق في أي صناعة". "أعمل بجد لخلق بيئة داعمة وشاملة حيث يشعر جميع موظفيي بالتقدير والاحترام".
ضمان معايير الجودة
تعطي الدكتورة إكرام الأولوية للحفاظ على معايير إنتاج عالية الجودة في المصنع، مدركًة أن كل منتج يصنعونه يستخدم لإنقاذ الأرواح. تستثمر في التقنيات والمعدات الجديدة والتدريب المستمر لضمان أن كل منتج يخرج من المصنع مطابقا بشدة لمعايير الجودة.
تقول الدكتورة إكرام: "لضمان أفضل النتائج الممكنة لعملائنا، نبحث باستمرار عن طرق لتحسين عملية الإنتاج وتبسيط العمل".
التأثير على المجتمعات المحلية
أثرت إعادة تأهيل مصنع نينوى للسوائل الطبية بشكل كبير على المجتمع المحلي، مما أدى إلى تحسين الحصول على السوائل الطبية المهمة لأكثر من 800000 شخص وتعزيز قدرة النظام الصحي المحلي على توفير الرعاية المنقذة للحياة. بالإضافة إلى ذلك، خلقت إعادة افتتاح المصنع أكثر من 300 فرصة عمل محلية، مما عزز المرونة الاقتصادية ودعم التنمية المستدامة في المنطقة.
اليوم، يمكن للمصنع إنتاج أكثر من 5000000 زجاجة من 19 سوائل طبية مختلفة سنوياً، مثل المحلول الملحي ومحلول الجلوكوز وبيكربونات الصوديوم. وتضيف الدكتورة ايضا : "من خلال إنتاج هذه الإمدادات الطبية الحيوية، نلعب دوراً حاسماً في تحسين الحصول على الرعاية الصحية وإنقاذ حياة العديد من الاشخاص في هذا المجتمع".
الرؤية المستقبلية للنمو والابتكار
تتضمن خطة الدكتورة إكرام الشاملة للحفاظ على مصنع نينوى للسوائل الطبية استثمارات مستمرة في التكنولوجيا والمعدات وبرامج تدريبية لموظفيها. إنها ملتزمة بضمان بقاء المصنع جاهزاً للعمل لسنوات، وتوفير المنتجات الطبية الأساسية للاجيال القادمة.
تشارك الدكتورة إكرام: "نريد أن يظل هذا المصنع جزءاً حيوياً من مجتمعنا، ومصدراً للفخر لنا جميعاً، ومنارة للأمل في المستقبل".
رحلة الدكتورة إكرام في نينوى هي شهادة على قوة الصمود والعزم والتمكين. "مصنعنا هو أكثر من مجرد مكان ننتج فيه السوائل الطبية. إنه مركز للابتكار والتعاون حيث يعمل فريقنا بلا كلل لتحسين جودة وكفاءة منتجاتنا. أنا فخور بقيادة مثل هذه المجموعة المتفانية والموهوبة ".
التطلع إلى المستقبل
بينما تفكر الدكتورة إكرام في رحلتها والتحديات التي واجهتها، تظل ممتنة للدعم الذي تلقته من مجتمعها وزملائها. إنها فخورة بكونها امرأة تتمتع بالصمود والعزم، وتأمل أن تلهم قصتها الآخرين حتى لا يتخلوا عن أحلامهم أبداً.
واضافت الدكتورة ايضاً " أنا متحمسة لمستقبل المصنع. لقد قطعنا اشواطاً طويلة، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به. أنا ملتزمة بضمان استمرارنا في الابتكار والنمو، وتوفير المنتجات الطبية الأساسية للأجيال القادمة ".
حول المشروع:
منذ عام 2015، عمل برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الحكومة العراقية والجهات الفعالة المحلية لضمان العودة الآمنة والكريمة والطوعية ووضع الأساس لإعادة دمج النازحين في المجتمع بنجاح. وحتى الآن، اكمل البرنامج الإنمائي أكثر من 3,400 مشروعاً لتحقيق الاستقرار، بما في ذلك اعادة تأهيل الهياكل الأساسية المهمة للمياه والكهرباء، والمدارس، والإسكان، والمرافق الصحية.