تبادل المعرفة يؤكد على دور المجتمع المدني في النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن في اليمن وأستراليا وإندونيسيا

4 سبتمبر 2023
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / 2023

يلعب المجتمع المدني دوراً حيوياً في تعزيز المساواة بين الجنسين وتعزيز السلام والأمن المستدامان. في 18 مايو 2023، اجتمع خبراء من اليمن وأستراليا وإندونيسيا لتبادل المعرفة ومناقشة أثر المجتمع المدني على أجندة المرأة والسلام والأمن (WPS) في سياق كل بلد على حدة.

خلال الجلسة التفاعلية عبر الإنترنت، تبادل ممثلون عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، ومركز أبحاث النوع الاجتماعي والسلام والأمن بجامعة موناش، وتحالف المجتمع المدني الأسترالي المعني بالمرأة والسلام والأمن، ومركز أبحاث وتدريب المرأة بجامعة عدن، خبراتهم في النهوض بأجندة المرأة والسلام والأمن. وشدد المشاركون على الدور الحيوي للمجتمع المدني كمحفز للعمل الفعال بشأن المرأة والسلام والأمن، على الرغم من الفروق في المواقع الجغرافية.

عبر السياقات القطرية الثلاثة، سلط المشاركون الضوء على أهمية المجتمع المدني من أجل:

  • الدعوة إلى إشراك المرأة في صنع القرار في مسائل السلام والأمن.
  • بناء المعرفة والفهم حول المرأة والسلام والأمن داخل المجتمع الأوسع.
  • دعم توطين مبادئ المرأة والسلام والأمن.
  • تيسير التشاور بين الجهات الفاعلة الحكومية والوكالات الدولية والمجتمعات المحلية.
  • مراقبة ودعم تنفيذ برامج المرأة والسلام والأمن.
  • بناء الشبكات وربط الجهات الفاعلة التي تركز على المرأة والسلام والأمن.

وتم الإقرار بأن مجموعات المجتمع المدني تواجه أيضا تحديات مماثلة، بما في ذلك نقص التمويل والموارد الكافية لدعم عملها، وفي بعض الأحيان توترات مع الجهات الفاعلة. وقد تجلت التحديات والنجاحات بشكل مختلف في اليمن وأستراليا وإندونيسيا.

تشهد اليمن صراعاً طويل الأمد منذ عام 2015، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية لليمنيين. واجهت منظمات المجتمع المدني في اليمن تحديات في سعيها لدعم أجندة المرأة والسلام والأمن، مثل نقص البيانات الأساسية المتعلقة بتجارب النساء  في النزاعات، مما يعيق القدرة على الفهم الكامل للتحديات التي تواجهها النساء وتطوير تدخلات مستهدفة لتلبية احتياجاتهن بشكل فعال. علاوة على ذلك، شجع المشاركون العمل على زيادة إشراك المرأة في المشاركة بفعالية في عمليات صنع السياسات الرئيسية التي تركز على السلام والأمن. كما سلط المشاركون الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الوعي بأجندة المرأة والسلام والأمن ومساهمتها في السلام الدائم بين أصحاب المصلحة. من خلال ابرازأجندة المرأة والسلام والأمن وأهميتها، يمكن لصانعي القرار والمؤثرين أن يقدروا بشكل أفضل أهمية المساواة بين الجنسين وإشراك المرأة في جميع جوانب مبادرات السلام والأمن.

على الرغم من التحديات، كانت هناك نجاحات ملحوظة حققتها منظمات المجتمع المدني في اليمن، حيث استخدموا شبكات وتحالفات واسعة النطاق ومؤثرة لدعم حقوق المرأة وتمكينها بفعالية. وقد مهدت مبادرات مثل إنشاء مدرسة الشرطة النسائية في عدن، وترقية المرأة إلى مناصب قيادية في الجيش، وتوزيع السلطات داخل أقسام الشرطة، الطريق لزيادة مشاركة المرأة في هذه القطاعات. وقد أقر المشاركون على نطاق واسع بأن منظمات المجتمع المدني في اليمن تلعب أدواراً محورية في مختلف الجوانب، بما في ذلك تنمية مجتمع يعزز التسامح والقبول، وبناء قدرات المدافعين عن حقوق الإنسان، وتيسير الحوارات والشراكات التي تدعو إلى تمكين المرأة في صنع القرار.

استجابة للعديد من النزاعات المحلية في إندونيسيا، تم إطلاق عملية تنفيذ خطة المرأة والسلام والأمن الوطنية الثانية في البلاد في عام 2021، وتم تشجيع الحكومات الإقليمية على تطوير خطط عمل محلية تستجيب للقضايا التي تؤثر على مجتمعاتها. وتشمل هذه القضايا الصراع والعنف والتطرف العنيف والنزاعات على الأراضي والمعلومات المضللة.
أشار مشاركون من إندونيسيا إلى أن المجتمع المدني يلعب دوراً هاماً في تنسيق المشاورات بين الحكومة الوطنية والمجتمعات المحلية بشأن قضايا المرأة والسلام والأمن. كما أنه محوري في وضع خطة الأنشطة لتنفيذ برامج العمل الوطنية ورصدها.  ومع ذلك، لاحظ الزملاء الإندونيسيون أنه لا تزال هناك عدة تحديات كبيرة من الناحية العملية .. وتشمل هذه التحديات نقص البيانات المتعلقة بالتنفيذ والأثر، مما يجعل الرصد صعباً، والافتقار إلى التنسيق بين الجهات الفاعلة. ومع ذلك، وعلى غرار اليمن، كانت هناك زيادة في ظهور قيادات نسائية في المجالات الرئيسية للسلام والأمن، كما أن تركيز التدريب على المرأة والسلام والأمن وورش العمل المجتمعية من قبل منظمات المجتمع المدني قد عزز تنفيذ جدول أعمال المرأة والسلام والأمن.

مثلما حدث في إندونيسيا، أصدرت أستراليا مؤخرا خطة العمل الوطنية الثانية في أجندة عمل المرأة والسلام والأمن (2021-31). على عكس إندونيسيا واليمن، تركز الكثير من التزامات أستراليا في مجال حماية المرأة والسلام والأمن على العمل في الخارج من خلال المساعدات الخارجية والانتشار العسكري. ومع ذلك، أشار الزملاء الأستراليون إلى أن منظمات المجتمع المدني تدعو إلى زيادة الإدماج المحلي لتجارب السكان الأصليين واللاجئين والنساء الناجيات من العنف في عمل المرأة والسلام والأمن في أستراليا. تلعب منظمات المجتمع المدني أيضاً دوراً هاماً في رصد تنفيذ الحكومة لخطة العمل الوطنية. وأشار المشاركون الأستراليون أيضاً إلى الافتقار إلى البيانات الموثوقة والتنسيق القوي بين المؤسسات.

في جميع الحالات، يلعب المجتمع المدني دوراً محورياً في النهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن. من الواضح أن المجتمع المدني القوي والمدعوم والشبكي في اليمن وأستراليا وإندونيسيا لديه القدرة على تعزيز محو الجهل في البلاد حول قضايا المرأة والسلام والأمن وتعزيز القدرة على التنفيذ الفعال لأجندة المرأة والسلام والأمن.

بالتعاون مع مركز أبحاث النوع الاجتماعي والسلام والأمن بجامعة موناش، وتحالف المجتمع المدني الأسترالي المعني بالمرأة والسلام والأمن، ومركز أبحاث وتدريب المرأة بجامعة عدن، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنسيق تبادل المعرفة كجزء من مرفق دعم السلام (PSF) بمرحلته الثانية. بتمويل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، يدعم مرفق دعم السلام مكتب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن (OSESGY) ومكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة (RCO) لتنفيذ مبادرات بناء الثقة وتدخلات بناء السلام على المستوى المحلي.