تم تعيين موظفي وحيوانات وحدة الكلاب للكشف عن الألغام التابعة للمركز التنفيذي لمكافحة الألغام في اليمن في مهمة صعبة في نهاية عام 2009 لإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات المتبقية من مخلفات الحرب في مناطق واسعة في منطقة حضرموت. وموسم الشتاء هو الوقت الوحيد في السنة الذي يمكن العمل فيه بسبب طبيعة المنطقة الحارة في الصحراء اليمنية الشرقية.
واجهت اليمن مشاكل كثيرة بسبب الذخائر غير المتفجرة الموجودة في جميع أنحاء البلاد باستثناء منطقة واحدة وهي منطقة المحويت. يبلغ عمر المتفجرات المخبأة تحت الأراضي الصخرية أو الرملية حوالي 50 عاما. وحتى الآن، تم تسجيل أكثر من خمسة الاف ضحية من ضحايا الألغام ولم يحصل العديد من الناجين على الرعاية الطبية المناسبة وظل هؤلاء محرومين من مصادر كسب الرزق لحياة كريمة. معظم الضحايا هم من النساء اللاتي يقمن بجلب المياه والحطب وأعمال الزراعة. ويحصل سكان المناطق غير الأمنة على توعية من مخاطر الألغام للتقليل من عدد الإصابات.
منذ عام 1999، شارك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإعمال المتعلقة بالألغام في اليمن وقام عدد من المانحين الدوليين بتقديم الدعم المالي والفني لمجهود الحكومة اليمنية من خلال مشاريع إزالة الألغام التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وهذا يشمل المفوضية الأوروبية وألمانيا ووزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة وبلجيكا وإيطاليا والسويد والنرويج وكندا وهولندا واليابان.
وقد ساهمت الحكومة اليمنية بدعم مالي كبير في الميزانية الإجمالية والتي تقدر بمبلغ 6 مليون دولار – منها مليون دولار من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وفي عام ،2007 بدأت المرحلة الثالثة من تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الألغام.
يقدم المشروع الدعم المالي والفني للمركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام باعتباره الوكالة المنفذة لجميع أعمال مكافحة الألغام في البلاد. وتتم إدارة وحدة الكلاب للكشف عن الألغام عن طريق المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام ويتم تمويله من قبل ألمانيا.
تعد الكلاب المدربة بشكل خاص ملائمة لإزالة الالغام من الحقول أكثر من آلات الكشف والآلات الثقيلة. كانت الكلاب في البداية سريعة جدا وقادرة على تحديد المناطق المشبوهة التي توجد بها الألغام بسهولة. كما تمكنت الكلاب من العمل في التضاريس الجغرافية الصعبة كالصخور وتم الاعتماد عليهم في الكشف عن الألغام البلاستيكية وفي الحقول التي توجد بها نسبة كبيرة من المعادن التي لا يمكن استخدام الات الكشف فيها.
العائق الوحيد للكلاب هو انه لا يمكنها العمل في المناطق التي فيها الغام مضادة للأفراد وللدبابات. والسبب في ذلك هو حقيقة ان الكلاب تحدد موقع الألغام عن طريق شم رائحة معينة وأن الرائحة القوية للألغام المضادة للدبابات تجعل من الصعب تحديد الألغام الصغيرة المضادة للأفراد.
أنشئت فكرة استخدام الكلاب للكشف عن الألغام في اليمن في عام 2001 وذلك عندما قامت حكومة ألمانيا بإحضار أول مجموعة من الكلاب المتخصصين من افغانستان للقيام بمهمة تجريبية.
تم تجريب العمل في منطقة قعطبة وكانت تجربة ناحجة جداً لدرجة انه تم إنشاء وحده يمنية مع موظفين محليين. تم تدريب مدربين يمنيين جدد ومدربين للكلاب وأطباء بيطريين ومشرفين ميدانيين وقادة مجتمع والقادة المعنيين بالعمل في هذا المجال للعمل في الميدان مع كلاب الكشف عن الألغام. وقد ولدت 19 من الكلاب وتدربوا تدريب كامل في اليمن.
كان موقع مركز التدريب منذ الأساس في عدن ولكن الكلاب كانت تعاني من الجو الحار فكان يجب نقل المركز الى صنعاء حيث وان درجة الحرارة منخفضة بسبب ارتفاعها الجغرافي وكان ذلك ملائم أكثر للحيوانات.
في أبريل عام 2004، بدأت تربية الكلاب في اليمن وفي ديسمبر عام 2005 كانت أول الحيوانات جاهزة للعمل في هذا المجال. أكملت الكلاب التدريب في عمر 22-24 شهر بعد خوضها تدريبات تنشئة اجتماعية وتليها تدريبات على المتفجرات والألغام.
غالبية الكلاب كانت من المانيا و3 كلاب كانت من مالينو في البلجيك. تم توظيف مدربي الكلاب من قبل خبراء إزالة الألغام في الجيش. "هناك الكثير من المتقدمين المهتمين بالعمل مع الكلاب أكثر من أي من الوظائف الشاغرة المتاحة،" يقول أحمد الخضر البرهامي – مدير وحده الكلاب لإزالة الألغام.
الكلاب بعيده كل البعد أن تكون حيوانات أليفة في اليمن ولكن تعتبر الكلاب في المقام الأول كمكتشفة للألغام ليس فقط من قبل أفراد الجيش ولكن أيضاً لمن يستخدمها من السكان في تطهير مناطقهم من الالغام والمتفجرات. وأضاف السيد البرهامي "يهتم العديد من الأشخاص بالحفاظ على تربية الكلاب الكبيرة من العمر التي أنهت خدمتها". تستمر الحيوانات المتقاعدة في الحصول على الطعام والرعاية الطبية من قبل المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام.
لا تركز العمليات الميدانية الخاصة بالألغام فقط على إزالة الذخائر الغير متفجرة. فبعد مسح الحقل، تقوم مجموعة ضمان الجودة بالتحقق من إمكانية تسليم الأراضي للمجتمع المحلي. بعد ذلك يتم إجراء مسح طبي لإحصاء الإصابات وتزويد الضحايا بالرعاية الطبية والأطراف الصناعية وغيرها من الوسائل كمحاولة لإعادة الحياة الى طبيعتها.
ومن يناير وحتى سبتمبر عام 2009، قامت كلاب الكشف عن الألغام بتطهير مساحة إجمالية وقدرها 1,400,224 متر مربع. ساهمت المرحلة الثالثة من مشروع أعمال الألغام التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشكل كبير في تحقيق هدف اليمن الممثل بتطهير الأراضي اليمنية تماماً من الألغام بحلول العام 2014.