محمد سالم البالغ من العمر 32 عاما من عدن يقول "هذه الحرب كارثة. فقدت عملي العام الماضي بسبب احتدام النزاع في عدن وكان على نقل عائلتي الى مكان أكثر امنا خارج المدينة بيد انني كنت مفلسا".
لم تحل هذه الكارثة على محمد فحسب، فقد فقد الكثير من اليمنيين وظائفهم ومصدر دخلهم الوحيد. ولكن المصيبة كانت أعتى عليه من غيره واثار النزاع عليه اشد.
يعيل محمد اسرتان مكونتان من 10 افراد، اسرة اخاه المتوفي واسرته. عمل محمد قبل اندلاع الحرب في محل لبيع الغاز المنزلي في حيه الكائن في المنصورة. وبالكاد غطى دخله احتياج الاسرتين. "كان الوضع مأساويا عندما توقفت الحرب. كانت المدينة خاوية على عروشها وانعدمت المشتقات النفطية من السوق المحلية، واغلقت المحال التجارية ولم نتمكن من التنقل والبحث عن عمل".
بعد ان عادت الامور الى طبيعتها في عدن، تصعب الوضع أكثر على محمد واسرته. اذ استحال عليه ايجاد عمل وكان عليه سداد مبلغ اقترضه لإيواء عائلته. "لقد كنت يائسا تماما ولم اعرف ما الذي على فعله. عندما سمعت عن مشروع الامم المتحدة الانمائي في المعلا هرعت إليهم على الفور ولحسن الحظ تم اختياري".
شارك محمد في مبادرة برنامج الامم المتحدة الانمائي إضافة الى 15 شابا اخر من الفئات المهمشة. لقد ساهم هذا المشروع في اعادة فتح 10 مخابز مغلقة في حي المعلا بعد تزويدها بالقمح والديزل وخزانات المياه لاستئناف عملها وبيع الخبز بنصف سعره لمدة اسبوعين. ساعدت المبادرة ملاكي المخابز على استعادة زبائنهم وتحسين الامن الغذائي للسكان.
"عملت لأسبوعين في ايصال الخبز لأفراد المجتمع في المعلا واستطعت بالمال الذي كسبته اطعام اسرتي". حصل محمد على دراجة ثلاثية من مبادرة برنامج الامم المتحدة الانمائي اضافة الى مساعدات عينية مكنته من إطلاق مشروع تجاري في مجاله الاول ويستطيع الان اعالة عائلتيه والحفاظ على حياتهم.
"تمكنت باستخدام الدراجة الثلاثية من ايصال انابيب الغاز المنزلي لأفراد المجتمع. اشتري انابيب الغاز من السوق المحلية وابيعها في احياء المنصورة. وفر لي هذا المشروع دخلا كافيا لإعالة اسرتي".