قصص صمود وريادة أعمال ناجحة من اليمن
1 يوليو 2024
يعمل الدعم المقدم للمشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة على ضمان فرص العمل وتعزيز الشمول الاقتصادي في اليمن. بفضل الجهود المشتركة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية وبدعم من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، أدى دعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن ( الصمود الريفي 3) إلى تحسين سبل العيش بشكل كبير، ودعم الأمن الغذائي، وريادة الأعمال بين اليمنيين.
رحلة عبير: من التقاط الصور بتلفون الايفون إلى التصوير الفوتوغرافي الاحترافي
بدأت عبير، البالغة من العمر 23 عامًا، في صقل مهاراتها في التصوير الفوتوغرافي منذ أربع سنوات. باستخدام هاتفها الذكي، وثقت عبيراللحظات العابرة والجمال اليومي. كانت كل لقطة بمثابة محاولة للتعلم، وخطوة نحو تحقيق حلمها في أن تصبح مصورة فوتوغرافية مشهورة.
حلمت عبير بامتلاك كاميرا احترافية واستوديو كبير مجهز بأدوات متطورة. شجعتها عائلتها في كل خطوة، وغرست فيها قيم الصبر والمثابرة.
بدأت في توفير المال لشراء كاميرا احترافية وانضمت إلى فريق تصوير فوتوغرافي في لحج، إلا أنّ افتقارها إلى المعدات اللازمة شكل تحديات كبيرة. على الرغم من شعورها بالإحباط في بعض الأحيان، إلاّ أنّ حبها للتصوير الفوتوغرافي دفعها إلى المضي قدماً في تحقيق حلمها.
من خلال الدعم المقدم من البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي3)، حصلت عبير على منحة صغيرة لشراء الكاميرا التي طالما حلمت بها، لمتابعة شغفها في عالم التصوير الفوتوغرافي. وبدعم من الشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤسسة لأجل للجميع، بدأت رحلة عبير في ريادة الأعمال.
انضمت إلى طاقم تصوير فوتوغرافي في عدن وتواصلت مع أشخاص من جميع مناحي الحياة، ووثقت قصصهم من خلال عدستها، و أمّنت دخل مستدام لعائلتها.
تقول عبير بفخر: "لا تتوقف أبدًا عن السعي وراء أحلامك".
تمت دعوة عبير مؤخرًا إلى معرض للبرنامج المشترك في عدن، ليس كمشاركة، ولكن كرائدة أعمال. وباستخدام كاميرتها الجديدة، التقطت صورًا ومقاطع فيديو لمشاريع صغيرة أخرى نشأت بدعم من برنامج الصمود الريفي 3، والتي أظهرت أثر البرنامج على حياة أفراد المجتمع.
العسل والأمل: رحلة زهور نحو التمكين
في قلب الريف اليمني بمحافظة حجة، عاشت زهور البالغة من العمر 24 عاماً حياة مليئة بالتحديات. واجهت صعوبة في توفير احتياجات أسرتها المكونة من 11 فرداً، بينما يكافح زوجها للعثور على عمل. زادت حياتها صعوبة عندما مرض أحد أبنائها، مما اضطرهم إلى اقتراض المال من الأقارب لتغطية تكاليف العلاج.
تلقت زهور تدريباً على تربية النحل ومهارات ريادة الأعمال من خلال البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي 3) .
عازمةً على بناء مستقبل أفضل، جمعت زهور بين التدريب والمعرفة التي حصلت عليها من أحد صديقاتها وأطلقت مشروعها الخاص في تربية النحل.
تقول زهور: "لقد بدا الأمر وكأنه حبل النجاة". "لقد قدم هذا البرنامج الأمل بمستقبل أفضل لعائلتي."
بالنسبة لزهور، لم يتعلق هذا المشروع بالدخل فقط ؛ لقد كان دليلاً على قدرة وقوة المرأة على قيادة وبناء مشاريع تجارية مزدهرة.
تقول زهور: "تقليدياً، لا تعمل النساء في مجتمعي خارج المنزل، ولكنّ هذا البرنامج أعطاني الأدوات اللازمة، وها أنا الآن أدير مشروعًا تجاريًا ناجحًا وأعيل أسرتي".
وفي غضون خمسة أشهر، تغيرت حياتها. لم تصبح مربية نحل ماهرة فحسب، بل أصبح عسلها منتج مرغوب بشدة في السوق. حقق ربحها الأول، مبلغ وقدره 70 الف ريال يمني، انفراجة كبيرة. لقد غطى الاحتياجات الأساسية وضمن حصول النحل على ما يكفي من الغذاء ليزدهر.
بفضل مشروعها المزدهر في تربية النحل، أصبحت زهور مستقلة ماليًا، وقادرة على رعاية احتياجات أسرتها. إنها تسعى جاهدة لضمان حصول أطفالها على تعليم أفضل، من أجل مستقبل مشرق يرقى إلى حلاوة العسل الذي تنتجة.
من الأرباح الضئيلة إلى مشروع طاحون ناجح
في إحدى القرى النائية بمحافظة المحويت، يعيش عدنان، البالغ من العمر 43 عاماً ويعيل خمسة أطفال. سابقاً، كان عدنان يعمل بلا كلل في مطحنة قديمة، ويتقاسم مع إخوته دخلاً ضئيلاً بالكاد يلبي احتياجاتهم الأساسية.
من خلال البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن ( الصمود الريفي 3)، شارك عدنان في مبادرة رصف طريق، والتي تم تنفيذها بالشراكة مع منظمة ملتقى صناع الحياة. كما تلقى تدريبًا في إدارة الأعمال ومنحة لبدء مشروعه الخاص. اشترى عدنان طاحون مستعمل، وأنشأ متجرًا بالقرب من منزله، وبدأ في تقديم خدماته لأهالي قريته. وسرعان ما ازدهرت مطحنة عدنان وأصبحت شريان الحياة للقرى المحيطة. وزاد دخله، مما أتاح له بسرعة أن يكسب بمفرده أكثر مما كان يفعل في السابق بالشراكة مع الآخرين. لقد أثر مشروع عدنان التجاري الجديد بشكل إيجابي على حياة عائلته والمجتمع بأكمله.
يقول عدنان: "لم يقتصر تأثير المشروع على حياتي، إنه شريان حياة لمجتمعنا بأكمله".
يهدف عدنان إلى توسيع نطاق مشروعه وتحقيق قدر أكبر من الأرباح. تشمل رؤيته شراء المزيد من الحبوب وتوسيع مبيعاته إلى القرى المجاورة، وخلق فرص عمل إضافية، وزيادة دخله.
متجر نجاة الشامل لاحتياجات المرأة
أرادت نجاة،أم تبلغ من العمر 38 عاماً، مستقبلاً أكثر إشراقاً لعائلتها وحياة أسهل للنساء في قريتها. ومن المؤسف أن القيود الاجتماعية جعلت من الصعب على المرأة الوصول بحرية إلى الأسواق. هذا النضال المستمر دفع نجاة إلى إيجاد حل.
رغبة منها في التغيير، بدأت رحلتها في مجال ريادة الأعمال. افتتحت متجرًا صغيرًا للملابس، مستفيدة من مهارات الخياطات المحليات. لم يكن الأمر يتعلق فقط ببيع الملابس؛ كان الأمر يتعلق بإنشاء مساحة آمنة للنساء.
تقول نجاة بكل فخر: "أخيرًا، أصبح بإمكان النساء شراء ما يحتجن إليه دون الشعور بالخوف أو عدم الارتياح".
باستخدام المهارات التي اكتسبتها في التدريب على إدارة الأعمال عبر الشريك المحلي مؤسسة التنمية المستدامة (SDF)، كان نجاح نجاة كبيراً.وتصرح قائلة: "كان هدفي هو تمكين المرأة، ولكنّ الإقبال على المتجر اكبر مما كنت أتخيل".
وبفضل نجاحها الأولي، قامت بتحويل متجرها إلى ملاذ شامل للنساء. وتمت إضافة السلع المنزلية والأجهزة وقسم مخصص يحتوي على المواد الغذائية الأساسية لتلبية احتياجاتهن المتنوعة.
تتحدث نجاة عن التأثير قائلةً: "كانت المشاركة في التدريب نقطة تحول. لقد مكنني ذلك من تحويل فكرتي الأولية إلى مشروع مزدهر لا يدعم عائلتي فحسب، بل يخدم النساء في قريتي أيضًا."
كسر الحواجز: متجر صيانة الجوال الخاص بـسالي
افتتحت سالي،البالغة من العمر 29 عامًا، متجراً لصيانة الجوالات في مديرية المعافر بمحافظة تعز، وأصبحت على استعداد لتلبية احتياجات عملائها. جاء هذا الإنجاز نتيجة مشاركتها في مكون سبل العيش التابع للبرنامج المشترك، حيث تلقت تدريبًا في مجال صيانة الأجهزة الإلكترونية عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية، الشريك المحلي لمنظمة العمل الدولية. كان العثور على عمل مناسب في المجال التقني بالنسبة لسالي، كغيرها من النساء في مجتمعها، تحديًا كبيرًا بسبب قلة الفرص المتاحة.
لم يقتصر التدريب الذي حصلت عليه سالي على المهارات الأساسية لإصلاح الهواتف، بل شمل أيضًا جوانب مهمة في إدارة الأعمال وخدمة العملاء. لاحظت سالي تردد العديد من النساء في إصلاح أجهزتهن لدى الفنيين بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية. ولتلبية هذه الاحتياجات، أنشأت ورشة عمل مخصصة للنساء، توفر مساحة آمنة لإصلاح الأجهزة.
تقول سالي موضحةً الهدف من انشاء مشروعها الصغير: "استجابة للتحديات التي تواجهها بعض النساء، بما في ذلك الابتزاز الإلكتروني وتسريب الصور والاختراق وانتهاكات البيانات، أسست ورشة عمل مخصصة للنساء بهدف توفير مساحة آمنة."
تقول سالي معبرة عن امتنانها: "لقد غيّر هذا التدريب حياتي." لا يوفر متجرها لها القوة فحسب، بل يوفر أيضًا مساحة موثوقة للنساء في مجتمعها.
تسلط قصص عبير وزهور وعدنان ونجاة وسالي الضوء على نجاح البرنامج المشترك لدعم سيل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن في تعزيز القدرة على الصمود وتوفير فرص الدخل المستدام، مما يدل على التأثير العميق للعمل الجماعي في إحداث تغيير دائم ودفع التقدم في اليمن.