الوعد بتوفير الصحة في مديرية غيل باوزير، حضرموت اليمن

22 يوليو 2024
a room with a sink and a mirror

منى تفتح باب غرفة العمليات التي تم تأهيلها وتجهيزها حديثاً في مستشفى غيل باوزير

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

يعد مستشفى غيل باوزير شريان حياة لأفراد المجتمع في غيل باوزير، وهي قرية تبعد حوالي خمسة وأربعين كيلومترًا شمال شرق المكلا في محافظة حضرموت باليمن. لسنوات عديدة، واجه موظفو المستشفى تحديًا هائلاً يتمثل في تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة للمجتمع المحلي بموارد محدودة للغاية. كانت غرفة العمليات الوحيدة المكتظة بالمستشفى انعكاسًا صارخًا للأزمة الأوسع نطاقًا، مما أجبر المرضى على اتخاذ خيارات مؤلمة بين البحث عن الرعاية الطبية الأساسية وتحمل مخاطر السفر.

a person wearing a mask

منى في غرفة العمليات في مستشفى غيل باوزير

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

كان مستشفى غيل باوزير يعمل بغرفة عمليات واحدة فقط منذ عدة سنوات، حيث يتم إجراء سبع إلى ثماني عمليات جراحية يوميًا. ومع تزايد الاحتياجات الطبية في المنطقة، كان هذا بمثابة قطرة في محيط.

تقول منى، إحدى فنيات التخدير في المستشفى: "عادة ما نجري من سبع إلى ثماني عمليات جراحية في كل وردية. كانت تلك هي الطاقة القصوى للمستشفى"، مسلطة الضوء على الضغط الهائل على الموارد المحدودة التي أجبرت العديد من المرضى على التخلي عن العمليات الجراحية الأساسية أو الشروع في رحلات شاقة إلى مدن أخرى، وهي رفاهية لا يستطيع سوى قِلة من الناس تحملها.

وكانت القدرة المحدودة للمستشفى تعني أن حالات الطوارئ كانت في كثير من الأحيان تؤدي إلى نتائج مدمرة.

تضيف منى: "الطريق إلى المكلا ليس بعيدًا، ولكن لدينا حالات طبية طارئة نحتاج إلى معالجتها على الفور، ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب القدرة المحدودة. توفي طفل منذ فترة قصيرة لهذا السبب".

إن هذه الحادثة المأساوية هي تذكير صارخ بالتكلفة البشرية الناجمة عن البنية التحتية غير الكافية للرعاية الصحية.

a group of people walking down a street next to a building

رجل يمشي في أحد شوارع غيل باوزير

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

وبإدراك الحاجة الملحة إلى التحرك، اغتنمت السلطات المحلية في غيل باوزير الفرص التي أتاحها مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والممول من الاتحاد الأوروبي بعد أن أدركت الحاجة الملحة للتحرك وانقاذ المستشفى.

تم تزويد المسؤولين المحليين بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحديد الاحتياجات المجتمعية الملحة وتطوير استراتيجيات للتعافي من خلال سلسلة من دورات بناء القدرات التي ينفذها المشروع، وبرزت القدرة الجراحية المحدودة لمستشفى غيل باوزير كأولوية قصوى.

وبفضل المهارات اللازمة لتحديد وإدارة أولويات المجتمع المحلي، نجحت السلطات المحلية في تأمين التمويل من صندوق المرونة والتعافي المحلي التابع لمشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن لإعادة تأهيل وتوسيع غرفة العمليات في المستشفى.

تُعد هذه المبادرة شهادة على القدرة المتنامية للمؤسسات المحلية على دفع عجلة التنمية من خلال تحمل المسئولية في مواجهة التحديات بحلول ناجحة وفعالة.

a person in a green room

الممرضة بلقيس وهي تقوم بتجهيز غرفة العمليات لاستقبال أحد المرضى

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

وتقول الممرضة بلقيس، التي تعمل في مستشفى غيل باوزير: "لقد أدى هذا الدعم إلى زيادة سعة غرف العمليات من 20% إلى 80%". وتؤكد على زيادة القدرة على إجراء العمليات الجراحية الأساسية محليًا، مما يوفر على المرضى التكاليف الباهظة ومخاطر السفر إلى مرافق طبية أخرى.

والآن، وبعد إعادة تأهيل غرفة العمليات، أصبح المستشفى قادراً على التعامل مع عدد أكبر كثيراً من العمليات الجراحية، وهو ما يعالج الفجوة في امكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.

تضيف الممرضة بلقيس: "أصبح الناس الآن قادرين على تحمل تكاليف العلاج؛ وليسوا بحاجة للسفر لإجراء العمليات الجراحية"، وتتردد صدى كلماتها مع الطمأنينة التي يشعر بها المجتمع.

من جهته يقول الدكتور فايز، مدير مستشفى غيل باوزير: "لقد أدى التمويل والدعم المقدم لمستشفى غيل باوزير إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية بشكل كبير. لقد قمنا بزيادة قدرتنا الجراحية من عملية واحدة إلى ثلاث أو أربع عمليات في وقت واحد، مما أدى إلى تحسين رعاية المرضى بشكل كبير. وقد سمح لنا هذا بخدمة مجتمعنا بشكل أفضل. نحن ممتنون لالتزام السلطات المحلية تجاه المستشفى،" كما صرح الدكتور فايز، مدير مستشفى غيل باوزير.

بالإضافة إلى ذلك، يقول سالم، مدير مديرية غيل باوزير: "يتميز مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية بنهجه التعاوني"، ويضيف: "من خلال العمل عن كثب معنا منذ البداية وتمكين مجتمعنا، يعزز المشروع شعورًا قويًا بأننا نمتلك زمام المبادرة. لقد توج بناء القدرات التدريجي والدعم المؤسسي والمشاركة الشاملة لمختلف أصحاب المصلحة بقدرتنا على تحديد أولويات الاحتياجات المحلية وتمويلها. عززت هذه العملية بشكل كبير الثقة بيننا كسلطات محلية ومجتمع مدني وأعضاء المجتمع". 

إن تجديد غرفة العمليات ليس مجرد ترميم وإعادة تأهيل للمرفق الصحي؛ بل هو إعادة تأهيل لمصدر انقاذ للحياة وشهادة على التزام السلطات المحلية في غيل باوزير بالتغلب على تعقيدات التعافي وبناء المرونة المجتمعية والمؤسسية.

وعلاوة على ذلك، لقد مكّن نجاح هذا المشروع السلطات المحلية من مواجهة التحديات الأخرى بثقة متزايدة وعززت الخبرة المكتسبة من إعادة تأهيل غرفة العمليات قدرتها على إدارة المشاريع والإدارة المالية والمشاركة المجتمعية. ويتم الآن تطبيق هذه المهارات في مبادرات تنموية أخرى، مما يدل على التأثير الدائم للمشروع على الحكم المحلي.

لم تعد الأسر في غيل باوزير مضطرة إلى اتخاذ خيارات مستحيلة بين الصحة والموارد المالية. فالأطفال، مثلهم كمثل أفراد المجتمع الذين فقدوا حياتهم مؤخرًا بشكل مأساوي، يمكنهم أن يشعروا بأمان أكبر مع العلم أن لديهم فرصة أفضل لمستقبل يمكن فيه تلبية احتياجاتهم الأساسية.