رحلة عادل مع وزيرة، قصة على طريق الصمود
26 أغسطس 2024
"لم يتمحور العمل على تعبيد الطريق حول تحسين وسائل النقل فحسب؛ بل يهدف إلى منح مجتمعنا شريان حياة جديد. وهو الحلم الذي تحقق لقريتنا." - عادل
قصة العائلة الواحدة
يعيش عادل وزوجته وزيرة وأطفالهما الأربعة بين جمال الطبيعة الخلابة والتضاريس الوعرة في قرية المسيجد بمديرية المقاطرة في محافظة لحج اليمنية. ورغم روعة المناظر الطبيعية من حولهم، إلا أن الزوجين واجها تحديات كبيرة تفاقمت بسبب الأزمات المستمرة في اليمن. عادل، الذي عمل كمدرس لفترة طويلة، عانى من عدم انتظام صرف الرواتب، مما صعّب عليه تأمين احتياجات أسرته. وفي الوقت نفسه، كانت وزيرة تحلم بضمان مستقبل مستقر لأطفالها وتوفير خدمات أفضل لهم، وسط الظروف الاقتصادية غير المستقرة في اليمن
برنامج الصمود الريفي 3 المشترك
وفر البرنامج المشترك للصمود الريفي 3، الممول من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والشريك المنفذ منظمة كير، لعادل وزوجته وزيرة الفرصة للمشاركة الفاعلة في جهود مجتمعهما لتحسين البنية التحتية والوصول إلى الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشريك المحلي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، بتدريب أعضاء لجان المجتمع المحلي، بما في ذلك عادل وزيرة، على إعداد خطط تهدف إلى تعزيز الصمود واستعادة الخدمات الأساسية.
إعادة تأهيل طريق حيوي
كجزء من برنامج المساعدات الغذائية للأصول (FFA) الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي، خصص عادل وزوجته وزيرة ستة أشهر من وقتهما، ضمن مجموعة من 150 مشاركاً، لإعادة تأهيل طريق حيوي في قرية المسيجد. بفضل التزامهما، تحوّل طريق كان صعبًا وخطيرًا إلى طريق موثوق يربط قريتهم بالمناطق المجاورة والخدمات الأساسية. كما استفادت ثلاث قرى مجاورة أخرى من تحسين الطريق، حيث يعتمد أكثر من 3,500 شخص على هذا الطريق للوصول إلى الخدمات الصحية والمدارس والمياه.
"لم يكن الطريق مجرد مسار؛ كان أملنا ومستقبلنا. العمل على هذا الطريق لم يكن يتعلق فقط بتحسين النقل، بل كان يتعلق بمنح مجتمعنا شريان حياة. لقد كان حلمًا تحقق لقريتنا"، يعبر عادل.
وتردد وزيرة بقولها: "لقد جمع هذا المشروع قريتنا معًا. كل يوم، كنا نعمل جنبًا إلى جنب مع جيراننا، وندرك أننا نبني شيئًا سيفيدنا جميعًا".
توفير فرص العمل والاستقرار الاقتصادي
على مدار الأشهر الستة للمشروع، تلقى عادل وزوجته وزيرة، إلى جانب 150 رجلاً وامرأة آخرين، مدفوعات نقدية شهرية. هذا الدخل كان بمثابة طوق نجاة وسط الانكماش الاقتصادي المحلي، مما وفر لهم استقراراً مالياً. "الأموال التي كسبناها من مشروع الطريق سمحت لنا بحلم أكبر"، تقول وزيرة. "استطعنا أخيراً افتتاح بقالة 'الأمل'، التي أصبحت أساس لاستقرارنا الاقتصادي."
ويضيف عادل: "مع الدخل الثابت، أصبح بإمكاننا تزويد متجرنا بشكل أفضل وتوسيع مشرعنا التجاري الصغير. كانت هذه خطوة مهمة نحو تأمين مستقبل أفضل لأطفالنا."
يوفر متجر البقالة الصغير لعادل وزوجته دخلاً ثابتاً يمكنهم من تلبية احتياجات أسرتهم، بما في ذلك تعليم أطفالهم. بعدما عانوا سابقاً من عدم الاستقرار الناجم عن تأخر راتب والدهم، بات أطفالهم الأربعة الآن قادرين على مواصلة تعليمهم دون انقطاع.
تقول وزيرة: "يمكن لأطفالنا الآن الذهاب إلى المدرسة دون القلق بشأن التكاليف. لقد منحهم هذا المشروع فرصة لمستقبل أكثر إشراقاً."
التأثير المشروع على صمود المجتمع
امتد تأثير مشروع إعادة تأهيل الطريق إلى مختلف جوانب حياة المجتمع المحلي. لم يوفر المشروع فرص عمل وتحسينات في البنية التحتية فقط، بل أسهم أيضًا في تعزيز التماسك المجتمعي والإنجاز الجماعي بين سكان القرية. يقول عادل: "أظهر لنا عملنا على الطريق أنه عندما نعمل معًا، يمكننا التغلب على أصعب التحديات".
مواصلة الرحلة
لا يزال عادل وزوجته وزيرة يأملان في استمرار الدعم لتوسيع متجر البقالة الخاص بهما. يطمحان إلى شراء ثلاجة للأطعمة المجمدة وإجراء تحسينات هيكلية على المتجر. "نحن ممتنون للغاية للدعم الذي تلقيناه"، تقول وزيرة. "بفضل هذه المساعدة، يمكننا تحقيق قدر أكبر من الاستقرار الاقتصادي وتوفير مستقبل أفضل لأطفالنا."
تسلط رحلة عادل وزيرة، التي تميزت بالعزيمة والأمل، الضوء على القوة التحويلية للمشاريع التي يقودها المجتمع. قصتهم تمثل مثالاً واحداً على كيفية تشجيع ريادة الأعمال والاعتماد على الذات بين 150 رجلاً وامرأة في قرية المسيجد.