بتنظيم مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)
انعقدت جلسة مهمة ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16) بعنوان "أرضنا ومستقبلنا: صحة الأرض وجودة الحياة"، بتنظيم مشترك بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat). سلطت الجلسة الضوء على العلاقة الوثيقة بين استعادة الأراضي وتحسين جودة الحياة. تواجه البشرية اليوم تحديات كبيرة نتيجة لتدهور الأراضي والتصحر، وهي ظواهر تهدد الاستقرار البيئي والاقتصادي والاجتماعي على حد سواء
.
ناقشت الجلسة كيف أن تدهور الأراضي والجفاف لا يؤثران فقط على الطبيعة، بل يمتدان إلى التأثير على حياة البشر بطرق متعددة. وركزت المناقشات على أهمية إيجاد حلول مستدامة يمكنها التصدي لهذه المشكلات مع تحسين ظروف العيش، خاصة للفئات الأكثر تأثرًا في المجتمعات الفقيرة. وقد أكد المتحدثون أهمية ربط استراتيجيات استعادة الأراضي بالتحديات العالمية مثل تغير المناخ واللامساواة الاقتصادية والاجتماعية
.
شهدت الجلسة طرح مفهوم جديد يركز على الإدارة المتكاملة للأراضي والمياه، مع تعزيز الروابط بين المناطق الحضرية والريفية. تمت الإشارة إلى أن التوسع الحضري غير المنظم وتغيير استخدام الأراضي يؤديان إلى تفاقم مشكلات تدهور الأراضي. لذلك، دعا المشاركون إلى تبني سياسات شاملة لإدارة الموارد بشكل مستدام لتحسين جودة الحياة على كافة المستويات.
كما طرحت الجلسة فكرة تطوير مؤشر لقياس جودة الحياة يأخذ في الحسبان الجوانب الموضوعية والشخصية لرضا الأفراد ورفاهيتهم. يهدف هذا المؤشر إلى توفير بيانات دقيقة ومفصلة تساعد صناع القرار في توجيه الاستثمارات والسياسات نحو تحسين رفاهية المجتمعات وتعزيز ارتباط صحة الأرض بجودة حياة الإنسان
.
سلطت الجلسة الضوء أيضًا على الأثر الكبير لتدهور الأراضي والجفاف على حركة السكان، حيث أجبرت هذه الظواهر العديد من العائلات على النزوح بحثًا عن بيئات أكثر استقرارًا. تمت مناقشة كيفية معالجة هذه التحديات من خلال التعاون بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمجتمعات المحلية
.
اتسمت الجلسة بروح الحوار البناء بين الخبراء وصناع القرار وممثلي المجتمعات. تم تبادل الأفكار والخبرات حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة التي يمكن أن تسهم في استعادة الأراضي وتحقيق تنمية مستدامة. اختتمت المناقشات بدعوة إلى تكثيف الجهود الجماعية وتوجيه الاستثمارات نحو سياسات شاملة وطويلة الأمد تهدف إلى تحسين صحة الأراضي وضمان مستقبل أفضل للبشرية