رحلة عبد الله الملهمة، من حبٍ للطبيعة إلى مشروعٍ ناجح

3 يونيو 2024

عبد الله، متدرب في تربية النحل، يرعى نحله في محافظة حجة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

في الركن الشمالي الغربي من اليمن تقع محافظة حجة، وهي منطقة جبلية معروفة بتضاريسها الصخرية. يعاني العديد من سكان المنطقة من الفقر ومحدودية الفرص الاقتصادية، بمن فيهم عبد الله البالغ من العمر 26 عاماً.  ومع ذلك، على الرغم من العديد من المصاعب، أشعل حب عبد الله للطبيعة والبيئة، وخاصة افتتانه بتربية النحل والعملية المعقدة لإنتاج العسل، شغفه.

عندما أعلنت منظمة العمل الدولية عن برنامج تدريبي في تربية النحل وإنتاج العسل في قريته، رأى عبد الله أنها فرصته لتحويل شغفه إلى مهنة واغتنم الفرصة. وبالفعل تم اختياره كواحد من 200 شاب شاركوا في البرنامج. 

يشارك عبدالله رأيه حول تربية النحل قائلاً: "منذ أن كنت طفلا، كانت همهمة النحل اللطيفة تأسرني دائما." "لقد منحني برنامج التدريب المهني التابع لمنظمة العمل الدولية أخيرا المعرفة والمهارات اللازمة لتحويل هذا الانبهار مدى الحياة إلى واقع ملموس". 

ويهدف البرنامج، المصمم لتلبية احتياجات الشباب مثل عبد الله، إلى تزويدهم بالمهارات ذات الصلة بالسوق والتي تمكنهم من بناء سبل عيش مستدامة ومستقبل أكثر إشراقاً. 

عبد الله، متدرب في تربية النحل من محافظة حجة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

جمع عبد الله بين التعليم النظري في الفصول الدراسية والتدريب العملي في الميدان، ليتعمق في عالم تربية النحل الرائع.. وفّرالتعليم في الفصول الدراسية الأساس، حيث منح عبدالله فهماً عميقاً لبيولوجيا النحل وإدارة الخلية وطرق إنتاج العسل. ثم تم تطبيق هذه المعرفة خلال جلسات التدريب العملي ، حيث تدّرب عبد الله على يد مربي النحل المخضرمين. جنبا إلى جنب ، تعلم عبدالله الفن المعقد لتربية النحل ورعايته،  وصقل مهاراته  في صيانة  خلايا النحل وجني العسل. كما أتقن تقنيات حيوية مثل استخراج العسل وضمان الجودة. ضمن هذا النهج الشامل، لم يستوعب عبدالله  المفاهيم النظرية فحسب، بل طور أيضاً المهارات العملية اللازمة للازدهار كمربي نحل.

مجهزاً بالمعرفة والمهارات المكتسبة ومزوداً بأدوات عالية الجودة تشمل النحل الحي ومعدات استخراج العسل، شرع عبد الله في رحلته الريادية. مستفيداً من خبرته المكتشفة حديثا، أسس  مشروعه الصغير في مجال تربية النحل وانتاج العسل.  بفضل اهتمامه الكبير بصحة النحل، وتطبيق إجراءات دقيقة لضمان الجودة، نجح عبد الله في بناء منحل مزدهر ينتج عسلًا نقيا عالي الجودة.

، 

ومن خلال مشروعه الخاص بتربية النحل، حصل عبد الله على دخل مستدام لإعالة أسرته.  قصته هي شهادة على قدرة الروح البشرية على التغلب على الشدائد وتحقيق نجاح ملحوظ ، وإلهام الآخرين في مجتمعه وخارجه. 

يقول عبدالله: "طموحاتي تتجاوزحدود الحاضر." . "أحلم بأن أكون أشهر مربي نحل في اليمن، يُشاد بدوره في انتاج أنواع العسل اللذيذة التي تشتهر بها بلادنا."

دعوة لمواصلة الدعم

توضح رحلة عبد الله المذهلة من البطالة والمصاعب إلى الأعمال المزدهرة تأثير التدخلات المستهدفة والحلول المبتكرة في تمكين الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة وأن يصبحوا محركات للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

"البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي3) هو برنامج مدته ثلاث سنوات بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد. وقد مكنت هذه المبادرة عبد الله ومئات الشباب اليمني، وزودتهم بالمعرفة والمهارات والثقة اللازمة لتأسيس سبل عيش مستدامة. يدير البرنامج المشترك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ويتم تنفيذه بشكل مشترك من قبل أربع وكالات مشاركة تابعة للأمم المتحدة - منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ، ومنظمة العمل الدولية (ILO) ، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويهدف  البرنامج إلى الحد من نقاط الضعف وتعزيز الاعتماد على الذات من خلال حل النزاعات والتماسك الاجتماعي والوصول إلى الطاقة المتجددة/النظيفة واستراتيجيات التكيف مع المناخ.

مجموعة من المتدربين أثناء التدريب العملي على تربية النحل في مديرية نجرة بمحافظة حجة.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2023

ويؤكد برنامج المشترك، وهو برنامج متكامل ومتعدد القطاعات مع نهج شامل قائم على المناطق، على قوة الشراكة والتعاون والعمل الجماعي. ومع ذلك، لا يزال اليمن يواجه تحديات هائلة، ولا يزال طريقه إلى التعافي محفوفا بالعقبات. ويعد الدعم المستمر ضرورياً لضمان حصول جميع الشباب اليمني على فرصة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. إن الاستثمار في المبادرات التي تركز على تعزيز الصمود مثل برنامج الصمود الريفي 3  لا يقتصر على الأثر التحويلي، ولكنه ضروري أيضا لتمكين الشباب وتشكيل مستقبل مشرق لليمن.