صالح البالغ من العمر عشر سنوات أحب المدرسة ولكنه أرغم على التوقف عن الحضور الى فصله الدراسي بسبب قلة إمدادات المياه في قريته الرقة في محافظة حجه. يتناوب صالح ووالده هلال سويد في الحصول على المياه كل يوم من خلال توجيهه حمارهم لأقرب مصدر للمياه لمسافة تبعد 3 كيلو متر عن القرية. وفي نهاية الرحلة الصعبة ينضموا الى طابور طويل فيه عدد كبير من الاشخاص ليتمكنوا من تعبئة عبوتي ماء فقط من البئر قبل عودتهم الى القرية.
في احيان كثيرة كان على هلال وصالح اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية استخدامهم للمياه. فهل يستخدمونها للطهي والطبخ والشرب بدلا عن استخدامها لأغراض النظافة العامة. لكن وبمساعدة مشروع المياه والاصحاح البيئي والنظافة الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - مشروع النقد مقابل العمل - فقد تغير كل ذلك. لقد ساعد هذا المشروع هلال في بناء خزان مياه في القرية بالقرب من منزله، وهو ما سهّل حصولهم على مياه نظيفة لأغراض الغذاء والصرف الصحي ولكي يتسنى لهم استغلال وقتهم في نشاطات أخرى.
بالنسبة لهلال وصالح فان خزان المياه قد أحدث تغييرا كبيرا في حياتهم "في الماضي وبسبب نقص المياه كنا نختفظ بالحجارة في الحمام لتنظيف أنفسنا بعد استخدام المرحاض ولكنا الآن نستخدم المياه بدلاً من ذلك. المال الذي كسبته من بناء خزان المياه يساعدني في شراء الطعام والان انتظم ابني في الذهاب الى المدرسة واستطاع ان يركز على دراسته مره أخرى". أضاف صالح والابتسامة تعلوا وجهه "مشاعري لا يمكن وصفها فانا لا أصدق أني سأعود الى المدرسة! أنا أحبكم جميعاً لتحقيق ذلك".
***
عقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتنفيذ مشروع توفير المياه النظيفة ومشاريع الصرف الصحي وذلك للاستجابة للحالات الطارئة وبقيمة 3 ملايين دولار أمريكي. يهدف المشروع إلى تحسين مصادر المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة المناسبة. ويتم ذلك من خلال بناء خزانات المياه وبناء مراحيض للأسر المحلية الضعيفة في المجتمعات الريفية المحرومة.