"تسبب نقص امدادات الطاقة في توقف المركز الصحي عن العمل. لم يستمر ذلك طويلاً، فقد عاود المركز تقديم خدماته بعد تزويده بمنظومة تعمل بالطاقة الشمسية وثلاجة لقاحات تعمل أيضاً بالطاقة الشمسية". بهذا الوصف الموجز تحدث طارق، ٤٦ عاماً، مدير الوحدة الصحية في منطقة الزعازع، مديرية الشمايتين، محافظة تعز عن وضع المركز الصحي قبل وبعد التدخل.
يقطن في منطقة الزعازع، الواقعة جنوب غرب محافظة تعز، ما يقارب ١٥٬٠٠٠ نسمة، حيث تُعد أحد المناطق النائية التي يُعاني سكانها من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جراء الحرب. زادت وعورة التضاريس من معاناة سكان المنطقة وحرمتهم من الوصول الى الخدمات الأساسية مثل الأسواق، الكهرباء، والأهم من ذلك الرعاية الصحية. ناهيك عن ارتفاع أسعار الوقود الذي يصعب عليهم شراؤه، الأمر الذي قيد حركتهم وأدى بهم الى الاعتماد كلياً على الخدمات المحدودة المتوفرة في مناطقهم.
لسوء الحظ، تسبب انقطاع التيار الكهربائي في إغلاق مركز الزعازع العليا الطبي وتوقُف جميع خدماته. عانى السكان كثيراً، ولم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية آنذاك باعتباره المرفق الصحي الوحيد في المنطقة. حتى اللقاحات لم يعد بالإمكان توفيرها وابقاءها باردة لصعوبة إمداد الكهرباء اللازمة لتشغيل ثلاجات اللقاح القديمة، مما عرض حياة الكثير من الأطفال للخطر. بأسواء الأحوال، ٥٠ طفلاً فقط هم من يتم تحصينهم شهرياً، وبمحدودية مصادر الطاقة، لم يكن يتوفر اللقاح إلا متأخراً بعد ١ - ٣ أشهر.
اليوم، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشريكه المحلي، أوكسفام، تم تزويد ٢٧ مرفقاً للرعاية الصحية في جميع أنحاء اليمن بمنظومات شمسية وثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية، استفاد منها أكثر من ٢٠٨٬٠٠٠ شخص. والآن وبعد تشغيلها بفعالية أكبر، يتمكن لـ ٧٠ طفلاً شهرياً الحصول على اللقاح اللازم.
توفر شبكة الطاقة الشمسية والثلاجات الشمسية الكهرباء على مدار ٢٤ ساعة، نتيجةً لذلك تعمل الوحدة الصحية بقدرة استيعابية أعلى من السابق، وتوفّر على سكان المنطقة عناء رحلة طويلة ومكلفة - وأحياناً خطيرة – قد تصل الى ثلاث ساعات للوصول الى مرافق الرعاية الصحية في المناطق المجاورة.
يستفيد حوالي ٥٬٠٠٠ شخص من خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها الوحدة الصحية هناك. يوضح طارق أثر التدخل قائلاً: "إن وجود مصدر إمداد دائم للطاقة حسّن من مستوى تقديم الخدمات، نستطيع الآن استقبال عدد أكبر من المرضى، بالإضافة الى ١٧٥ زيارة شهرياً للسكان المحليين بما في ذلك النساء اللاتي يحصلن على خدمات تنظيم الأسرة والرعاية اللازمة أثناء الحمل، كذلك علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".
ويضيف طارق، متفائلًا بشأن النطاق الأوسع للخدمات الطبية التي يمكن أن تقدمها الوحدة الصحية جراء التدخل: " نحن بصدد إضافة أجهزة فحص مختبرية، والتي ستسمح باختبار وتشخيص أمراض مختلفة مثل التيفوئيد".
وفي ختام حديثة، أكد طارق على الحاجة المُلحة لدعم القطاع الصحي في اليمن بقوله: " الاستثمار في الطاقة - مثل الطاقة الشمسية - هو المفتاح لضمان حصول اليمنيين على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها، بغض النظر عن مكان وجودهم".
تُنفذ هذه الأنشطة ضمن تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي ٢) بالشراكة مع منظمة أوكسفام.
البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي في اليمن (الصمود الريفي ٢) هو برنامج مدته ٣ سنوات، وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، وينفذه كلاً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأغذية العالمي في ست محافظات يمنية هي الأكثر ضعفاً واحتياجاً: حجة، الحديدة، لحج، أبين، تعز، وصنعاء. يهدف البرنامج إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والوصول إلى الخدمات الأساسية.
للمزيد من المعلومات حول مشروع الصمود الريفي ٢ قم بزيارة الصفحة الخاصة بالمشروع.