مساهمة الشباب اليمني في مكافحة تغير المناخ من أجل عالم مستدام
19 سبتمبر 2022
كان ولا زال تراكم النفايات مشكلة عالمية. تعتبر مشكله تراكم النفايات مشكله كبيرةفي اليمن وتهدد حياة الملايين حيث وان اليمن تشهد انهيار الخدمات الأساسية وتعتبر واحدة من أسوأ الكوارث في العالم.
في بلد يعمل فيه نظام الرعاية الصحية بنسبة 50 في المائة فقط، أدى تراكم النفايات الى انتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وهذا هو حال الأحياء الفقيرة التي تفتقر الى المرافق الصحية والخدمات الأساسية وكونها عرضة لهذه الأمراض بسبب نقص التغذية المناسبة.
ولأنها رأت الاحتياج في مجتمعها، طورت إيثار فارع – الامرأة اليمنية من مدينة عدن البالغة من العمر ثلاثة وعشرين ربيعاً – فكرة إبداعية في تحويل النفايات العضوية الى أسمدة عضوية للأراضي الزراعية مما سيخفض تراكم النفايات في المدن ويقلل تلوث الهواء الناتج عن إحراق النفايات كوسيلة للتخلص منها لأن له نتائج سلبية على كل من البيئة والمجتمع.
مصدر إلهام إيثار
حرق النفايات له تداعيات كارثية لكل من السكان المحليين والبيئة ويتسبب في انتشار الأمراض وارتفاع كميات الغازات الملوثة للبيئة والهواء.
قالت إيثار: لقد طورت فكرتي من منطلق رغبتي في صنع تغيير إيجابي في مجتمعي والعمل على إيجاد حلول للغازات السامة المنبعثة من احتراق النفايات وحلول للنفايات التي تتسرب الى المياه الجوفية حيث وأن كلا المشكلتين تتسببان في كوارث جسيمة. وأنا أؤمن أن هذا ما يحتاجه الناس.
شجع برنامج القيادة الشابة الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن إيثار على تطوير مشروعها ومشاركته مع زملائها. قالت إيثار: التغيير الذي أرغب في تحقيقه هو إعداد مشاريع لا تقوم على الربح فقط، بل تصنع تغييراً إيجابياً في نفس الوقت.
تعتبر مشاركة الشباب في تنمية المجتمع في اليمن محدودة، بالإضافة الى ان البرامج التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة شبه منعدمة بسبب الحرب المستمرة في البلد.
تؤمن إيثار بأن برنامج القيادة الشابة درّبها ومكنها من معرفة أفكار مختلفة من المتدربين الآخرين، وتتمنى أن تُعد المزيد من البرامج التدريبية المشابهة للشباب.
أضافت إيثار: وجود مثل هذه المشاريع هي بارقة أمل وفرصة للشباب لتحقيق التغيير المرغوب.
بسبب عملها البيئي، تم دعوة إيثار للمشاركة في منتدى الشباب 2022 في المجلس الاقتصادي والاجتماعي من أجل إلهام الشباب الآخرين. كونها رائدة أعمال شابة تعمل على حل المسائل البيئية، يختص مشروع إيثار في جمع وتصنيف النفايات بالتنسيق مع مؤسسات صناديق النظافة في اليمن لتحويلها الى سماد عضوي للأراضي الزراعية باستخدام التحلل الحراري للنفايات ونوع من ديدان الأرض التي تقوم بعملية تحليل النفايات..
إيثار حريصة على رؤية النساء الأخريات يشاركن في هذه الأنواع من المشاريع وقيادة الابتكار في اليمن. ختمت إيثار كلامها بأن المرأة اليمنية ستثبت قدرتها على أن تصبح مبتكرة عظيمة ورائدة أعمال وملهمة وصانعة تغيير إذا ما تم تمكينها وتزويدها بالمعرفة والمهارات بما سيعود بالمزيد من المشاريع الصديقة للبيئة بقيادة النساء.
رحلة الوصول الى عالم مستدام تبدأ بالتوعية حول تغير المناخ
تغير المناخ هو مشكلة حاسمة تؤثر علينا جميعاً بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الحالة الاقتصادية والاجتماعية. بالنظر الى الأسلوب المتبع عالمياً لحل هذه المشكلة، أفضل طريقة للمساعدة في تقليص تغير المناخ هي ضمان إدراك الشباب والأطفال بالوضع المؤسف.
إشراق السويدي، البالغة من العمر 24 عاماً، هي أيضاً عضو في برنامج في برنامج القيادة الشابة اليمنية. أطلقت إشراق مبادرة تستهدف الأطفال وطلاب المدارس للمساعدة في تطوير معرفتهم بتغير المناخ من خلال تنظيم أنشطة تثقيفية حول مخاطر تغير المناخ.
قالت إشراق: الأطفال والشباب يمثلون محركات مهمة للتغير، وتزويدهم بوسيلة ترفيهية، ولكن تعليمية، لرفع تعليمهم بشأن تغير المناخ سيقودهم للعب دورهم في تخفيف تغير المناخ. ومن خلال مساعدتهم في تنمية فهمهم لأهمية المسألة في الوقت الراهن، سنضمن تحملهم المسؤولية واتخاذهم للقرارات والأفعال عندما يكبرون.
يهدف مشروع إشراق الى رفع الوعي حول تغير المناخ من خلال ابتكار أنشطة للطلاب مثل غرس الأشجار وتطوير ألعاب وأدوار محاكاة تقوم على الأنشطة حول أهمية الغابات ودورها في تخفيف مخاطر تغير المناخ.
عندما سألنا عن الخطوات اللازمة لليمنين لبدء دورهم في تخفيف تغير المناخ، أجابت إشراق: الاقتناع هي أهم خطوة نحو تحقيق أي شيء. ستساعد التوعية بتغير المناخ التي تقدمها مبادرتي في غرس هذه القناعة لدى الأطفال والشباب لصنع قرارات تساهم في تخفيف تغير المناخ، وربما الاستفادة منها في إلهامهم لتولي جزء حيوي في حل المشكلة مع تقدمهم في العمر.
تعتقد إشراق أن التوعية بتغير المناخ تطورت تطوراً كبيراً لدى السكان اليمنين خلال بضع السنوات الماضية، ولكنها تقول إنه لا زال هناك الكثير لنعمله من أجل أن تصبح اليمن مشاركاً فاعلاً في جهود الحد من تغير المناخ. وأضافت: الشباب الآن يتعاملون مع المسألة بجدية أكبر. وتختم إشراق بقولها ربما مع التعليم الكافي والتوعية المناسبة سيتمكنون من نقل مبدأ التغيير الى نظرائهم وعوائلهم.
تؤمن إشراق بأن برنامج القيادة الشابة يمثل نقطة تحول في حياتها، فمن خلاله ألمت بفكرة تغير المناخ وأصبحت على دراية بأهمية الابتكار الاجتماعي من أجل تغيير إيجابي في المجتمع، واستمرت في التعلم من شبكة البرنامج وشاركت تجاربها وخبراتها مع الشباب الآخرين. وقالت إشراق: كان البرنامج نافذتي الأولى لمشاركة وتعظيم اهتماماتي بتغير المناخ، وانا اعتبر نفسي محظوظة أنى كنت من المشاركين فيه.