تعزيز جودة خدمات الطب البيطري في تريم، اليمن
2 أبريل 2025

مزارع يتحدث إلى طبيب بيطري في المركز الذي أعيد تأهيله حديثًا.
تعتمد الغالبية العظمى من سكان مديرية تريم في محافظة حضرموت على الزراعة وتربية الماشية كمصدر رئيسي للدخل. وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجه هذا القطاع، إلا أن نسبة كبيرة من المزارعين لا يزالون يمارسون هذه المهنة التي غالبًا ما يتم تناقلها عبر الأجيال.
تُعتبر تريم، التي تشتهر بوفرة مربي الماشية، من المناطق التي يقدر مكتب الزراعة فيها بأنها تضم أكثر من 50,000 رأس من الماشية. كما تشتهر المنطقة أيضًا بتربية النحل وإنتاج العسل.
لقد حالت سنوات من النزاع دون قدرة السلطات المحلية على تلبية احتياجات المزارعين وتوفير خدمات صحة حيوانية كافية. وفي الوقت نفسه، كان المركز البيطري، التابع لمكتب الزراعة، عبارة عن غرفة واحدة مجهزة بأدوات أساسية. وقد حالت قلة المساحة والموارد دون قدرة المركز على تلبية الطلب المتزايد على الرعاية البيطرية، مما أدى إلى حرمان العديد من الماشية من العلاج وزيادة معدلات الوفيات بسبب انتشار الأمراض والأوبئة.

الدكتور صالح أمام المركز البيطري.
"في السابق، كان المركز يتكون من غرفة واحدة فقط، كنا نستخدمها كمكتب إداري. كنا مضطرين لإجراء الفحوصات وإجراء العمليات الجراحية في الساحة المليئة بالأتربة والغبار، وكان علينا اللجوء إلى طرق بدائية"، قال الدكتور صالح، رئيس قسم صحة الحيوان والحجر البيطري في وادي حضرموت.
مربي ماشية يبحث عن علاج لماشيته قبل إعادة تأهيل المركز.
وأضاف الدكتور: "كنا نفتقر إلى المساحات المخصصة للحجر الصحي للحيوانات المصابة. كما كانت معداتنا غير كافية، ولم يكن لدينا مواد تعقيم، مما أثر على عملنا وعرض صحة الطاقم البيطري للخطر، مما يهدد صحتهم وحياة الماشية."

لطفي، رئيس مكتب الزراعة والري في منطقة تريم.
لطفي، رئيس مكتب الزراعة والري في مديرية تريم، أكد أن العدد الكبير من المزارعين ومربي الماشية، بالإضافة إلى ارتفاع معدل وفيات الماشية بسبب الأوبئة، استدعى الأولوية في إنشاء وتجهيز مركز بيطري. وكانت هذه الخطوة عنصرًا رئيسيًا في خطة تعافي ومرونة المديرية التي تم صياغتها بعد ورش العمل لبناء القدرات التي دعمتها مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، الممول من الاتحاد الأوروبي.
بفضل المنح التي تم توفيرها من قبل مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، قامت السلطات المحلية بتأهيل المركز البيطري وتوسعته وتجهيزه. شمل التأهيل إضافة غرفة للحجر الصحي، وغرفة لتخزين اللقاحات، وغرف للعمليات الصغرى والكبرى، وصيدلية، ومختبر، والمكاتب الإدارية.

أطباء بيطريون يجرون عملية على ماعز.
يقول الدكتور صالح: "يمثل هذا المشروع تقدمًا كبيرًا في الطب البيطري في المديرية. هذا ليس مجرد مركز، بل هو عيادة بيطرية كاملة. الآن يمكننا إجراء جميع العمليات وتوفير العلاج البيطري في بيئة أفضل من خلال الغرف المتخصصة التي تسهل عملنا".
وأكد الدكتور أن المركز يحتوي الآن على معدات متقدمة، بما في ذلك أدوات مساعدة في ولادة الإبل والأبقار. وقد حلت هذه الأدوات محل الأساليب التقليدية، التي كانت في كثير من الأحيان خطرة، مما كان يؤدي إلى وفاة الحيوانات.

الأطباء البيطريون يفحصون الماعز في المركز الذي أعيد تأهيله حديثًا.
يمكن للمركز البيطري الجديد أن يقدم خدمات صحة حيوانية عالية الجودة لأكثر من 30 حيوانًا يوميًا. كما يقدم المركز استشارات لمربي الماشية، ويوفر علاجًا لأمراض النحل مثل "الفولبرود" الأمريكي والأوروبي، ويصدر شهادات جودة للعسل المخصص للتصدير.

الأطباء البيطريون يدخلون جملاً إلى المركز البيطري الجديد.
إلى جانب معالجة الحيوانات، يلعب المركز دورًا حيويًا في حماية الصحة العامة من خلال مكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان. كما يشجع المركز المزارعين والمربين على إحضار حيواناتهم إلى المنشأة، مما يضمن علاجًا أكثر فعالية ويقلل من انتقال الأمراض. علاوة على ذلك، يسمح المختبر والصيدلية الجديدة بالتخطيط السليم لجولات اللقاحات المنتظمة التي ينفذها الطاقم البيطري في جميع أنحاء المديرية وما وراءها، حيث يزورون مربي الماشية في مواقعهم.

عبد الله يحمل ماشيته في المركز البيطري الذي أعيد تأهيله حديثًا.
عبد الله، مزارع جاء إلى المركز لعلاج إحدى مواشيه، تحدث عن التحسينات الكبيرة منذ تجديد المركز: "في الماضي، كانت العديد من الحيوانات تموت بسبب سوء جودة الخدمات البيطرية، وكان المزارعون يترددون في زيارة المركز. الآن، تغير الوضع تمامًا. الخدمة ممتازة، والمرافق الحديثة تشجعنا على الزيارة كلما دعت الحاجة." لم تقتصر هذه التحسينات على تعزيز صحة الحيوانات فقط، بل دعمت أيضًا بشكل مباشر سبل العيش للمزارعين والمربين المحليين، مما ساهم في تقليل وفيات الماشية وزيادة الإنتاجية. من خلال توفير رعاية بيطرية موثوقة وعالية الجودة، يمكن للمزارعين الآن الاستثمار في مواشيهم بثقة أكبر، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي. وهذا بدوره يساهم في النمو الاقتصادي والمرونة العامة للمنطقة.
مركز للتعلم المستمر

الأطباء البيطريون يتلقون التدريب في المركز.
مركز للتعلم المستمر للأطباء البيطريين منذ تجديده، أصبح المركز البيطري، المجهز بالتكنولوجيا الحديثة، مركزًا للتميز، حيث جذب محترفين مهرة في مجال الطب البيطري والمتدربين. وفقًا لمكتب الزراعة، يوجد حاليًا حوالي 70 خريجًا ومتطوعًا يعملون في تريم. هذا العام، سافرت فريقان من قسم صحة الحيوان إلى مصر لدراسة المختبرات البيطرية، مما يعزز قدرة المركز على تقديم خدمات بيطرية متميزة لتريم والمديريات المجاورة. من المتوقع أن يعزز هذا المشروع مكانة المركز كمنشأة رائدة في العلاج والبحث، بينما يوفر فرص عمل للمحترفين البيطريين ويحسن بشكل كبير دخلهم والاقتصاد المحلي.

إبراهيم، موظف في المركز البيطري.
قال إبراهيم، أحد أعضاء الطاقم ذوي الخبرة التي تمتد إلى 12 عامًا: "كانت الموارد المحدودة التي كنا نمتلكها تؤثر بشكل كبير على عملنا وتثني المربين والمزارعين وأصحاب الحيوانات الأليفة عن زيارة المركز، مما أدى إلى فقدان العديد من الحيوانات." وأضاف: "الآن، يمكنني أداء عملي بشكل أفضل. لقد تجاوز عدد المربين والمزارعين الذين يطلبون الخدمات توقعاتي، حيث أصبحت مواشيهم تحصل على رعاية أفضل بكثير."
بالنسبة للمزارعين، أصبح المركز البيطري أكثر من مجرد منشأة للعلاج؛ بل أصبح مكانًا لتبادل المعرفة والخبرات بين المربين.
صور المركز البيطري قبل وبعد التدخل.
تم ذلك بفضل التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي.