تسريع وتيرة التعافي الاقتصادي أمرٌ حاسم الأهمية لعكس تدهور الأوضاع في سوريا واستعادة الاستقرار

على الرغم من معاناة تسعة من كل عشرة من أفراد الشعب من الفقر، وواحد من كل أربعة من البطالة، يؤكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الاقتصاد السوري قادر على استعادة مستواه ما قبل الصراع خلال عقد واحد إذا ما حقق معدلات نمو قوية.

19 فبراير 2025
Part of UNDP’s Earthquake Emergency Response in affected areas in Hama.
الصورة: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا

نيويورك،  –تسبب الصراع في سوريا والذي استمر لما يناهز أربعة عشر عاماً في تقويض ما يقارب أربعة عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبشري، وفقاً لتقييم أولي جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويحذر التقرير من أن الاقتصاد السوري إذا ما استمر بمعدلات النمو الحالية فإنه لن يتمكن قبل عام 2080 من استعادة مستوى الناتج المحلي الإجمالي المتحقق ما قبل الصراع. ولتقليص فترة التعافي إلى عشرة سنوات، يجب أن يتضاعف النمو الاقتصادي السنوي ست مرات، بينما يتطلب الوصول إلى المستوى الذي كان يمكن للاقتصاد أن يحققه في غياب الصراع زيادة طموحة للنمو الاقتصادي بمقدار عشرة أضعاف. 

ويقدر التقرير، الذي يحمل عنوان "تأثير الصراع في سوريا: اقتصاد مدمر، وفقر منتشر، وطريق مليء بالتحديات أمام التعافي الاجتماعي والاقتصادي"، أن تسعة من كل عشرة سوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر. كما فقد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد أكثر من نصف قيمته منذ بدء الصراع في عام 2011، فيما تضاعفت معدلات البطالة ثلاث مرات، إذ أصبح واحد من كل أربعة سوريين عاطلاً عن العمل الآن، في حين فاقم تدهور البنية التحتية العامة بشكل كبير من آثار الصراع. 

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر: "إن تعافي سوريا يتطلب استثمارات طويلة الأمد في التنمية لبناء الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لشعبها بما يتجاوز المساعدات الإنسانية الفورية. فبلوغ مستقبل مستدام يحقق الاستقرار والسلام للجميع يتطلب مقومات أساسية تشمل استعادة الإنتاجية لتوفير فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية التحتية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة." 

ويؤكد التقرير أن التعافي يتطلب رؤية وطنية واضحة، وإصلاحات عميقة، وتنسيقاً فعالاً بين المؤسسات. كما يعد توسيع فرص نفاذ سوريا إلى الأسواق العالمية عامل أساسي لتحقيق التعافي الاقتصادي في سوريا.  

 

تداعيات الصراع 

وبناءً على نتائج مجموعة واسعة من المصادر، يسلط التقرير الضوء على التأثيرات التالية: 

  1. يقدر مجمل خسائر الناتج المحلي الإجمالي بنحو 800 مليار دولار على مدى 14 عاماً من الصراع.
  2. يعتمد ثلاثة من كل أربعة أشخاص على المساعدات الإنسانية ويحتاجون إلى دعم تنموي في أهم المجالات الأساسية والتي شمل الصحة، والتعليم، وفقر الدخل، والبطالة، وانعدام الأمن الغذائي، والمياه والصرف الصحي، والطاقة، والإسكان.
  3. تضاعفت معدلات الفقر ثلاث مرات تقريباً من 33 في المئة قبل الصراع إلى 90 في المئة اليوم، في حين تضاعف الفقر المدقع ستة أضعاف، من 11 في المئة إلى 66 في المئة.
  4. تسبب الصراع في ازهاق 618 ألف من الأرواح وفي اختفاء 113 ألف قسرياً. وتسبب انهيار النظام الصحي فقدان العديد من الأرواح، إذ تم تدمير ثلث المراكز الصحية وتعطيل ما يقرب من نصف خدمات الإسعاف.
  5. تبلغ نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماُ غير الملتحقين بالمدارس ما بين 40 و50 في المئة.
  6. تعرض ما يقرب من ثلث الوحدات السكنية للدمار أو لأضرار جسيمة خلال سنوات الصراع، مما ترك 5.7 مليون شخص في سوريا اليوم بحاجة إلى دعم في مجال الإيواء. 
  7. تعرض أكثر من نصف محطات معالجة المياه وأنظمة الصرف الصحي للدمار أو أصبحت غير صالحة للعمل، مما حرم نحو 14 مليون شخص – أي نصف السكان – من الحصول على مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الشخصية.
  8. انخفض إنتاج الطاقة بنسبة 80 في المئة، مع تضرر أكثر من 70 في المئة من محطات الكهرباء وخطوط النقل، مما قلص قدرة الشبكة الوطنية بأكثر من ثلاثة أرباع طاقتها. 

كما انخفض مؤشر التنمية البشرية في سوريا، وهو المقياس الشامل الذي يعتمده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لقياس التنمية ويجمع بين مؤشرات الصحة والتعليم والدخل، من 0.661 في عام 2010 إلى 0.557 اليوم، وهي قيمة تقل عن أول قيمة تم تسجيلها لمؤشر التنمية البشرية في سوريا عام 1990، والتي بلغت 0.563 آنذاك.  

خارطة طريق لإعادة إحياء الاقتصاد السوري 

لكي يستطيع الاقتصاد السوري توفير سبل العيش الكريم وإتاحة الفرص للجميع، يجب أن تحقق جهود التعافي معدلات نمو مرتفعة ومستدامة. فبمعدل النمو السنوي الحالي البالغ 1.3 في المئة (2018-2024)، سيحتاج الاقتصاد السوري إلى 55 عاماً لاستعادة مستويات الناتج المحلي الإجمالي ما قبل الصراع. في حين يتطلب تحقيق التعافي في غضون 15 عاماً نمواً سنوياً بنسبة 5 في المائة، بينما يرتفع معدل النمو السنوي إلى 13.9 في المئة المطلوب للحاق بما كان يقدر للاقتصاد السوري أن يحققه بحلول عام2034 في غياب الصراع. 

وقال عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "يعتمد مستقبل سوريا على نهج يحقق تعاف تنموي بمعدل قوي. وهذا يتطلب استراتيجية شاملة تعالج متطلبات إصلاح الحوكمة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإعادة احياء القطاعات الانتاجية وإعادة بناء البنية التحتية وتعزيز الخدمات الاجتماعية والعمل المناخي. ومن خلال تنفيذ هذه الإصلاحات المترابطة، يمكننا مساعدة سوريا على استعادة السيطرة على مستقبلها، والتقليل من الاعتماد على المساعدات الخارجية، وتمهيد الطريق لمستقبل مزدهر للجميع في سوريا". 

 

لمزيد من التفاصيل، يرجى مراجعة التقرير الكامل عبر هذا الرابط: https://go.undp.org/3we(link is external) 

 

وللمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بمسؤولي التواصل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: 

  • غابرييلا غولدمان 
| أخصائية الاتصالات | مكتب العلاقات الخارجية والمناصرة   | gabriela.goldman@undp.org  
  • نعمان الصياد 
| مستشار الاتصال الاستراتيجي | المكتب الإقليمي للدول العربية | noeman.alsayyad@undp.org 
  • رياض صباغ 
| مستشار الاتصالات  | المكتب الإقليمي للدول العربية | riad.sabbagh@undp.org  
  • دانية درويش  
| أخصائية الاتصالات  | مكتب سوريا | dania.darwish@undp.org