ساهمت ديناميات العَولمة في جعل عالمنا أكثر ترابطًا وازدهارًا، لكنها خلقت أيضًا العديدَ من التحديات والمخاطر التي تتطلب نهجًا أكثرَ شموليةً وحيوية في الاستجابة إليها.

وهنا يبرز دور القدرات التحوُّلية، موضوعِ هذا التقرير، بصفتها الآلياتِ التي تُمكِّن البلدانَ من العمل بفعالية في مواجهة الصدمات والاحتفاظِ بمنجزاتها من مكتسبات الرفاه ونتائج التنمية. مِن ثَمَّ، يُعدّ فهمُ القدرات التحويلية للبلدان مدخلًا إلى تحقيق قدرة البلدان على التكيُّف مع الاضطرابات والتحوُّلات الكبرى.

ويركِّز هذا التقرير على المخاطر الصحية والبيئية والتكنولوجية بوصفها أكثرَ المخاطر جديةً في الوقت الراهن والمستقبل المنظور، لجهة احتمالات وقوعها ونطاقاتِ تأثيرها وتداعياتها.

يهدف هذا التقرير إلى دعم القيادات الوطنية في ضمان الجاهزية لمواجهة المخاطر العالمية في المستقبل، ويبني على الإصدارات السابقة، بهدف استكشاف أفضل المنهجيات والممارسات للبلدان لتعزيز قدراتها التحوُّلية (القائمة على التعاون والابتكار).

يأتي هذا الإصدار من تقارير استشراف مستقبل المعرفة حينما يعيش العالم مرحلةً من عدم اليقين، وتَكثر فيه النقاشات والتداولات عن كيفية تعزيز مَنَعة البلدان وقدرتها على التعافي، وتطويرِ خططٍ واستراتيجيات لتدارُك مسارات التنمية الشاملة والمستدامة.