معالي الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في جمهورية مصر العربية
سعادة السيد جمال بن حويرب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة
أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أود أن أنقل إليكم أطيب تحيات، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، السيد أخيم شتاينر، الذي منعته مقتضيات العمل من المشاركة معنا اليوم، رغم حرصه الدائم على المشاركة في كافة الأنشطة التي تُنَظَم تحت مظلة الشراكة المثمرة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
تلك الشراكة التي احتفل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسستكم الموقرة في العام الماضي بمرور عشر سنوات على بدئها ووقعنا اتفاقًا لتجديدها لمدة عشر سنوات أُخَر، لمواصلة تسخير قوة المعرفة من أجل التنمية.
واليوم نعلن بدء عقد جديد من العمل المشترك في ظل هذه الشراكة الطيبة التي يسعدني تأكيد التزامنا بها إذ نجتمع اليوم لإطلاق مؤشر المعرفة العالمي للعام 2020 مع هذه الكوكبة المتميزة من الشركاء في كل أنحاء العالم.
وفي هذه الأوقات الاستثنائية التي يواجه فيها العالم أجمع صعوبات غير مسبوقة بسبب جائحة كوفيد-19، استلزم هذا الاطلاق لمؤشر المعرفة العالمي للعام 2020 قدرًا كبيرًا من الاصرار والعزم.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أحيي الجهد الكبير الذي بذله كافة الزملاء المعنيين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الذين استمروا في العمل بلا كلل من أجل إخراج نتائج مؤشر المعرفة العالمي لهذا العام برغم ما تسببت فيه هذه الجائحة من معوقات جمة.
ولكننا نؤمن أن مثل هذه الأوقات تحديدًا هي التي يكون فيها صناع القرار في جميع أنحاء العالم في أمَّس الحاجة إلى قاعدة معرفية قوية توجه جهودهم لمواجهة المخاطر الناشئة ولاغتنام الفرص من أجل تعزيز التنمية في هذا السياق العالمي المتغير.
ومن خلال إطلاقهما نسخة هذا العام من المؤشر يهدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى تذكير الجماعات الرئيسية لأصحاب المصلحة في الأوساط السياسية والأكاديمية والبحثية والصناعية والاقتصادية، في جميع دول العالم، بمجالات المعرفة المتعددة ذات الأهمية الحاسمة لصياغة استراتيجيات تركز على المستقبل من أجل بناء مجتمعاتها قدمًا على نحو أفضل ولضمان تعافي اقتصاداتها ما بعد كوفيد-19.
فالبيانات، والأدلة العلمية، وأدوات الابتكار والخلخلة الرقمية سيكون لها أهمية حيوية في سعينا لاستعادة المسار الصحيح للتنمية.
فلقد أصابتنا هذه الجائحة في وقت كان يمضي فيه العمل حثيثا وبزخم كبير من أجل إنجاز خارطة المستقبل المشترك التي توافق حولها العالم في خطة 2030 للتنمية المستدامة. وكانت العديد من الدول تحرز بالفعل تقدمًا جيدًا في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي شملتها الخطة.
اليوم، يتعين علينا استعادة هذا الزخم دون توانٍ، حتى وإن كنا لا زلنا نحصي الخسائر الكبيرة الناجمة عن تلك الجائحة التي ذكرتنا بضرورة العمل معا لمواجهة التحديات المشتركة، وبرهنت على أهمية أهداف التنمية المستدامة اليوم أكثر من أي وقت مضى.
هذا الإصرار المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على الحفاظ على الطاقة الدافعة للعمل المعرفي برغم التحديات والاضطرابات التي مر بها العالم في عام 2020 إنما يبعث فينا الأمل ويحدونا جميعا للبناء قدمًا على نحو أفضل.
خاصة إذ احتفلت دول العالم هذا العام بمضي 75 عاما على العمل الجماعي متعدد الأطراف، متحدين تحت مظلة الأمم المتحدة.
ونحن اليوم أمَّس الحاجة إلى مثل هذه الوحدة أكثر من أي وقت مضى لنتصدى معا لما تواجهه البشرية من اضطراب عظيم، تسببت فيه أزمة صحية عالمية طاحنة، فاقمت من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ومن أوجه عدم المساواة السائدة، على خلفية أزمة مناخية متسارعة الخطى تهدد مستقبلنا المشترك على نحو غير مسبوق.
وفي هذا الصدد، تبقى المعرفة حجر زاوية لا غنى عنه في سعينا لتأمين هذا المستقبل المشترك.
حضرات السيدات والسادة،
حتى نلتقي مجددا وجها لوجه على ما آمل في القريب العاجل، أشكركم لحسن استماعكم.