في مركز التدريب التابع للمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام في عدن، نلتقي بمجموعة مكونة من 60 شخصاً. بعد انضمامهم مؤخرًا إلى المركز اليمني لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام، يتم تدريبهم على المسح غير الفني للألغام والذخائر غير المنفجرة و الذي يعتبر تهديداً خطيراً في البلاد وقد أدى إلى سقوط 347 ضحية في عام 2020 في اليمن، البلد التي مزقتها الحرب.
لأول مرة، كان من ضمن المتدربين 10 فتيات. مع المهارات الحيوية الجديدة التي سيكسبها المتدربون، سيتمكنون من تقديم معلومات يمكن الاعتماد عليها حول المكان الدقيق لتواجد الألغام والذخائر غير المنفجرة في المناطق المستهدفة.
من بين الفتيات المشاركات في التدريب، التقينا مارينا. مارينا، خريجة إدارة أعمال ومحاسبة، أدركت مؤخراً رغبتها بالعمل في الهواء الطلق حرصها في دعم سلامة مجتمعها. تهدف للمساهمة في إزالة المتفجرات الخطرة من منطقتها. توضح قائلة: "لقد تعلمت كيف أحمي نفسي ومجتمعي من الألغام. كثيرون في المجتمع لا يدركون خطورة الألغام ويتعاملون معها وكأنها لا تشكل خطرا على حياتهم وحياة من هم بجانبهم".
وأضافت قائلةً "سيسمح لنا هذا التدريب بالدخول إلى المنازل وجمع معلومات أكثر دقة من النساء في المناطق الريفية حول أماكن احتمال تواجد الألغام. هناك العديد من النساء يعملن في رعي الأغنام وبعضهن يذهبن لجلب الماء على الأقدام عبر المناطق النائية والتي يدركن وجود خطر الألغام فيها."
وتابعت قائلة: "بالتأكيد، 10 نسوة غير كافً، الاحتياج كبير ولكن قد تكون هذه بداية جيدة".
سمح المسح غير الفني بنشر الموظفين لجمع المعلومات الأساسية حول المواقع المحتملة للألغام والمتفجرات من مخلفات الحر، بشكل آمن. يتم ترتيب عملية جمع المعلومات من قبل طاقم إزالة الألغام الذين تم تدريبهم من قبل مركز تنسيق مكافحة الألغام الذي تم إنشاؤه حديثاً.
بما أن يتم جمع البيانات فإنه يتم استخدامها لرسم خريطة للمناطق المستهدفة وتحديد أولويات المناطق التي تحتاج إلى تدخل أكبر وأسرع. تكمن أولوية مركز التنسيق في تحسين جهود التنسيق بين مختلف الجهات العاملة في مجال الألغام، من منظمات دولية ومنظمات دولية غير حكومية ومنظمات غير حكومية محلية ومؤسسات وطنية مثل المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام.
يغطي تدريب المسح غير الفني والمدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وينفذه مبادرة التنمية، يغطي كلا الجانبين النظري والعملي.
"خلال السنوات الأربع الماضية، أدركت أن المجتمع مازال بحاجة لمعرفة المزيد عن مخاطر الألغام لان عملنا لا يغطي جميع المناطق، الاحتياج كبير. المناطق المتضررة من الألغام مشتتة في كل مكان" جاء هذا في كلام باسطة، وهي مشاركة أخرى، وخبيرة لمدة أربع سنوات تعمل في مجال التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة للمنظمات الإنسانية الوطنية والدولية. تقوا أيضاً "لقد رأيت العديد من حوادث الألغام والذخائر غير المنفجرة، حيث فقد البعض أحد أطرافه وفقد آخرون حياتهم للأسف."
"على الرغم من خبرتي الجيدة، فقد استفدت كثيرًا من هذا التدريب. الآن يمكنني تعليم الناس الأنواع المختلفة من الألغام والصواريخ، وتحديد المناطق المتضررة بدقة، وتحذير الناس من الاقتراب منها، وكتابة التقارير والافادات، وتعليم الناس آليات الإبلاغ المناسبة إذا تم اكتشاف ألغام في مناطقهم،" تضيف باسطة وبثقة.
في نهاية التدريب، تلقى المشاركون شهادات اكمال الدورة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام. يتوق المتدربون لبدء عملهم في جمع المعلومات عن الألغام والذخائر غير المنفجرة في المناطق المتضررة من النزاع وتحذير الناس من مخاطرها، والذي نأمل أن يؤدي في النهاية إلى إنقاذ حياة الناس.
تم انجاز هذه الأنشطة من خلال مشروع نزع الألغام الطارئ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بدعم من المانحين كألمانيا. يهدف المشروع إلى استخدام تدابير الوقاية والاستجابة بما في ذلك التوعية بالمخاطر ومساعدة الضحايا وعمل مسوحات للذخائر المتفجرة وعمليات التطهير للمساعدة في ضمان يمن آمن للجميع. كما أنه يساعد على تحسين المهارات والقدرات داخل اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام (NMAC) ، والمركز التنفيذي اليمني للأعمال المتعلقة بالألغام (YEMAC) ، والمركز اليمني لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام (YMACC) ، حتى يتمكنوا من توفير الحماية للناس والمجتمعات بشكل أفضل.