تعرضت كلية هندسة الشرقاط للضرر خلال الصراع مع داعش، وهي اليوم مستعدة لاستقبال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في حرمها الجامعي من جديد
العودة للحرم الجامعي: كلية هندسة الشرقاط تعيد فتح أبوابها من جديد
5 أكتوبر 2022
لقد أجبر النزاع الذي احدثه تنظيم داعش الملايين من العراقيين على الفرار والنزوح من ديارهم، وتسبب في تدمير المدارس وأنظمة المياه وشبكات الكهرباء والمستشفيات. وكان من بين الدمار الذي لحق بالجامعات والكليات، خلال الاحتلال، حيث أصبحوا بؤراً للقمع ومع تعمق الصراع، تُركت الحرية الأكاديمية مهددة ومقيدة، حيث أُجبر المعلمون والأساتذة والطلاب على الفرار، وتوقفت الدراسة فجأة، كما تم تدمير الحرم الجامعي بأكمله.
لسوء الحظ، كانت كلية هندسة الشرقاط في صلاح الدين من بين العديد من المؤسسات التي تأثرت بشدة، حيث تأسست الكلية عام 2013، وكانت مؤسسة جديدة نسبياً قبل احتلال داعش، وقد تم تجهيزها بمناهج وأعضاء هيئة تدريسه على مستوى عالمي، وكانت تهدف إلى أن تصبح المحور الهندسي لكركوك ونينوى وصلاح الدين، وركزت الكلية على تزويد الطلاب بالأدوات والموارد المعرفية المطلوبة لتطوير الحلول في الهندسة الميكانيكية والكهربائية، ومع ذلك، فقد تعرضت لأضرار جسيمة في ظل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتم إغلاقها لاحقاً، يقول الأستاذ علي مصطفى، عميد كلية هندسة الشرقاط: "بعد التحرير، كانت الكلية مجرد اسم على الورق، تم تدمير المبنى بالكامل".
لدعم العراقيين في استعادة مراكز التعليم العالي المهمة، تم تجهيز الكلية وإعادة تأهيلها من خلال برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يقول الأستاذ علي: "اليوم، فتحت الكلية أبوابها للطلاب، وقد بدأنا في استقبالهم والترحيب بهم مرة أخرى في الحرم الجامعي".
بعد النزاع، التحق ثلاثون طالباً فقط للفصول الدراسية، أما اليوم فقد التحق أكثر من 300 طالباً، يستكمل الأستاذ علي متحدثاً: "الزيادة في الالتحاق كانت ممكنة بسبب تحديث وتجهيز الكلية ومختبراتها بأحدث المعدات، في البداية اقتصرت الكلية في قبولها على سكان الشرقاط، أما الآن، فنحن نرحب بالطلاب من العراق كله، من البصرة، وأربيل، والموصل، من المهم ضمان التنوع والشمول والتبادل الثقافي بين الشباب العراقي "
إن إعادة بناء المؤسسات مثل كلية هندسة الشرقاط، يعتبر أمراً بالغ الأهمية للتعافي فيما بعد الصراع وبناء السلام، والتنمية الاقتصادية، بالنسبة لأحمد حمادي البالغ من العمر 22 عاماً، طالب في السنة الثانية في الهندسة الميكانيكية، فقد أعادت العودة إلى الحرم الجامعي إحساسه بالأمل، حيث يحدثنا: "عندما عدنا إلى المنزل، كانت الشرقاط تحت الأنقاض، لكن الحياة مختلفة الآن، أستطيع أن أرى الكثير من التغييرات منذ التحرير، اليوم، الكلية أقرب إلى منزلي، ويمكنني الذهاب بسهولة إلى الكلية.".
خلال النزاع، فّر أحمد وعائلته إلى مدينة كركوك، وبعد عامين من التحرير، عادوا إلى الشرقاط، حيث تمت استعادة الخدمات الأساسية مثل الماء، والكهرباء، والرعاية الصحية، وبالنظر إلى المستقبل، يأمل في التخرج والمساهمة في تطوير بلده.
أحمد ليس وحده، فزميلته فاتن عزيز البالغة من العمر 19 عاماً، طالبة في السنة الأولى في الهندسة الميكانيكية، تشعر أيضاً بنفس الشعور بالأمل المتجدد، حيث تحدثنا فاتن: "عندما عدنا مع عائلتي من أربيل، آلمني رؤية صور الشهداء والمباني المدمرة والمنازل المهجورة، كانت فترة سيئة، اليوم أرى الأمل ولدي تطلعات جديدة، أتمنى التخرج والمساهمة في إعادة بناء بلدي ".
تمت إعادة تأهيل كلية هندسة الشرقاط من خلال برنامج إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل سخي مقدم من الحكومة الكندية، يركز البرنامج على إعادة تأهيل البنى التحتية العامة وتقديم الخدمات الأساسية للمجتمعات التي تعيش في المناطق المتضررة جراء النزاع. ويشمل إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء وتوفير فرص عمل قصيرة الأجل من خلال مخططات الأشغال العامة وإعادة تأهيل المنازل المتضررة.