بعد 20 عاماً من الانتظار: بناء وحدة صحية يترك أثراً ملموساً
25 أغسطس 2024
واجهت قرية ظهر أبو طير في محافظة حجة باليمن العديد من التحديات المتعلقة بالموارد المحدودة نتيجة للصراع الذي طال أمده في اليمن. وكان لغياب وحدة صحية مناسبة لمدة تزيد عن عقدين من الزمن تأثير شديد على سكان القرية، وخاصة النساء والأطفال، حيث شهد المجتمع ارتفاعًا في معدلات وفيات الأمهات والمواليد الجدد.
لم تبنى الوحدة الصحية في هذه القرية على الرغم من وجود الاحتياج الماس لها، لذا لجأ القرويون إلى استخدام منازل القرية المتاحة لتقديم الخدمات الطبية الاساسية. اضطر الطاقم الطبي للإنتقال من منزل إلى آخر وواجهوا العديد من الصعوبات لتقديم الخدمات اللازمة بموارد محدودة.
بفضل الدعم المقدم من الاتحاد الأوربي وحكومة السويد، تم اختيار قرية ظهر أبو طير كأحد المناطق المستهدفة في البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي و التكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي 3) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. يعمل البرنامج على تمكين المجتمعات المحلية من خلال بناء قدرتها على إعداد خطط الصمود وتعزيز التعاون المجتمعي.
ومن خلال نهج التخطيط التشاركي، تم تشكيل لجنة مجتمعية في قرية ظهر أبو طير من قبل الشريك المحلي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، والتي حددت الحاجة إلى وحدة صحية، وسخرت كل الجهود من أجل بنائها.
ضَمِن هذا النهج تلبية الاحتياجات الملحة للمجتمعات المستهدفة. ومن خلال حشد المجتمع والتعاون مع السلطات المحلية، تم بناء المرفق الصحي أخيراً.
"يقول حميد، أحد أعضاء اللجنة المجتمعية: "على الرغم من الصعوبات التي واجهناها، فقد توحد الجميع من أجل الدفع نحو إنشاء هذه الوحدة لأننا ندرك مدى أهميتها في تقديم خدمات الرعاية الصحية لأسرنا، وخاصة النساء والأطفال ".
بدأ بناء الوحدة الصحية عام 2023، واستغرق البناء عدة أشهر. خلال هذة الفترة كان يتوق أبناء المجتمع وكذا الطاقم الطبي إلى إكمال بناء الوحدة الصحية ومباشرة العمل فيها. وبالفعل بعد أشهر من العمل الشاق، تم بناء وحدة صحية حديثة ومجهزة تجهيزًا جيدًا.
تقول حياة، مديرة وحدة ظهر أبو طير الصحية : "لقد انتظرنا هذه الوحدة لأكثر من عشرين عامًا. لدينا الآن مرفق مناسب لخدمة الجميع. لا أستطيع التعبير عن سعادتي! وتضيف قائلةً: "لن نضطر إلى التنقل من منزل إلى آخر بعد الآن."
اليوم، أصبحت الوحدة الصحية جاهزة بمبناها وطاقمها الطبي المكون من خمسة أفراد بخبرات وكفاءات مختلفة بما في ذلك القابلة ومساعد طبيب وفني مختبرات وموظفون آخرون يعملون بلا كلل من أجل خدمة مجتمعهم. تعج الوحدة الصحية بالمرضى وتقدم خدمات مجانية بما في ذلك دعم الأمومة ورعاية الأطفال، والتطعيم، والإسعافات الأولية، والولادة المنزلية لحوالي 4,500 شخص.
يقول إبراهيم، أخصائي التغذية، "قبل بناء الوحدة الصحية، كانت الأمور صعبة للغاية. كنا نواجه مشكلة كبيرة في نقل المعدات الطبية بشكل مستمر، مما أثر سلبًا على جودة الرعاية المقدمة، خاصة للنساء الحوامل. كان الأمر مرهقًا للجميع".
كما يتحدث منير، مساعد طبيب، قائلاً: "نستقبل المزيد من المرضى الآن، وخاصة النساء والأطفال، وأصبح بإمكاننا تقديم مجموعة أوسع من الخدمات. يشعر المجتمع بالأمان بسبب حصولهم على رعاية صحية مناسبة في مكان يسهل الوصول إليه".
"يقول شوقي، أحد سكان قرية ظهر أبو طير، "لقد استفدت أنا وأطفالي كثيرًا من الوحدة الصحية التي تم بناؤها حديثًا. نحصل على الأدوية، والإمدادات الغذائية، وخدمات الرعاية الصحية الأساسية".
ويختم حميد كلامه حول أثر بناء الوحدة الصحية قائلاً :"الجميع ممتنون. إن المنشأة المجهزة تجهيزًا جيدًا والطاقم الرائع يحدثون فرقًا كبيرًا. إن الحصول على رعاية صحية مناسبة في قريتنا يشكل ارتياح كبير."
لضمان الاستدامة طويلة الأجل، تم تزويد الوحدة الصحية بمنظومة طاقة شمسية كجزء من تدخلات الطاقة المتجددة للبرنامج المشترك. كما تلقى الموظفون تدريبًا في صيانة وتشغيل المنظومة بغرض تعزيز استخدام الحلول الصديقة للبيئة لتحسين تقديم الخدمات في المناطق الريفية في اليمن.
تحلم المديرة حياة بتوسيع الوحدة الصحية من خلال بناء مختبر وغرفة طوارئ توليدية لتلبية احتياجات القرية .
لقد أدى بناء هذه الوحدة الصحية، جنبًا إلى جنب مع مشاريع مماثلة في مناطق ريفية أخرى، إلى تحسين وصول اليمنيين، ولا سيّما النساء والأطفال، إلى خدمات الرعاية الصحية.
بفضل التعاون المثمر بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي وحكومة السويد والمجتمعات المحلية، تم بناء وإعادة تأهيل إحدى عشرة وحدة صحية، استفاد منها حوالي25,000 يمني، مما عزز وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في ست محافظات يمنية.