خزانات مياه الأمطار تخفف مُعاناة المزارعين في محافظة ذمار باليمن
10 نوفمبر 2024
لقد تأثر القطاع الزراعي في اليمن، وهو شريان الحياة للملايين وحجر الزاوية في اقتصاد البلاد، بشدة بسبب تغيرات المناخ الشديدة. كما أدى استمرار الصراع إلى تفاقم الوضع، مما ساهم في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وانتشار انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.
لدعم المجتمعات المتأثرة في اليمن، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة لتنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي (FSRRP) بتمويل ودعم من البنك الدولي.
وفي محاولة لمعالجة شُحة المياه الناجمة عن تغير المناخ، تم بناء خزانين لجمع مياه الأمطار في قرية بيت السمحى بمحافظة ذمار، مما ساعد في تحسين وصول أفراد المجتمع الزراعي إلى المياه، حيث يتسع كل خزان لـ 940 متراً مكعباً من المياه.
زيادة الإنتاج الزراعي
يُعبر فؤاد، وهو مزارع في قرية بيت السمحى، عن احساسه بالثقة من أن المشروع سيزيد الإنتاج بشكل كبير في الموسم المقبل. ويوضح قائلاً: "نحن نعتمد على مياه الأمطار لري محاصيلنا. وخلال فصل الشتاء، تصبح أراضينا جافة، وتتوقف الزراعة بسبب نقص مياه الري. قبل المشروع، كان الوضع صعباً للغاية. لم يكن لدينا مصدر لري محاصيلنا بعد توقف هطول الأمطار، مما أدى إلى فقدان المحاصيل وخسائر مالية متتالية. الآن، وبعد المشروع، تغير الوضع. يمكنني الزراعة حتى بعد موسم الأمطار."
مصدر مستدام للمياه
تعمل خزانات تجميع مياه الأمطار على تعزيز الأمن الغذائي للأسر من خلال دعم المزارعين لاستصلاح الأراضي الزراعية المتدهور وضعها، وتحسين أنظمة الري. يقول مطيع، منسق اللجنة المجتمعية في المنطقة: "لقد أثر تغير المناخ على الأراضي الزراعية في المنطقة. بسبب ندرة المياه، هجر الكثير من الناس الزراعة".
ويوضح مطيع أن المشروع تم تنفيذه لضمان استمرار الأنشطة الزراعية للسكان المحليين، والتي تعد مصدر دخلهم الأساسي. ويضيف: "لقد أثر المشروع بشكل إيجابي على أفراد المجتمع من خلال توسيع أراضيهم المزروعة، وزيادة إنتاج المحاصيل، وتحسين ظروفهم المعيشية."
دعم وتمكين المزارعات
سعيدة، وهي أم لخمسة أطفال، تأثرت بشدة بعد تدهور أراضيها الزراعية بسبب تغير المناخ.
تقول: "أزرع الذرة والخضروات خلال موسم الأمطار، لكن في الشتاء تتوقف الزراعة بسبب ندرة المياه".
وتضيف وهي تشرح كيف ساعدتها خزانات تجميع مياه الأمطار على مواصلة الزراعة بعد موسم الأمطار: "الآن، تمكنت من زراعة قطعتين من الأرض وسأزيد المساحة المزروعة بمساعدة الري من الخزانات. لقد تغيرت الأمور، وأشعر بالسعادة عندما أرى مزرعتي خضراء والمحاصيل مزدهرة دون ضرر." تأمل سعيدة أن تظل أرضها خضراء بما يكفي لزراعتها عدة مرات في الموسم الواحد.
خلق فرص عمل للمجتمع المحلي
ساعد المشروع على إيجاد فرص عمل لأفراد المجتمع المحلي في بيت السمحى، مما وفّر لهم الدخل وساعدهم على اكتساب مهارات جديدة من خلال برنامج النقد مقابل العمل.
يقول بدر، وهو أب لستة أطفال وأحد أفراد المجتمع الذين عملوا في مشروع خزانات تجميع مياه الأمطار: "لقد وفر لي المشروع فرصة العمل لـ 45 يومًا، مما ساعدني في إعالة أسرتي وتلبية احتياجاتهم الأساسية وخدمة المجتمع معاً."
تعزيز الأمن الغذائي
"بالإضافة إلى تحسين الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، فقد خلقت مشاريع خزانات تجميع مياه الأمطار فرص عمل لمساعدة الناس مالياً،" بحسب كلام المهندس عبد الله، وهو المهندس المسؤول عن المشروع مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، الشريك المحلي مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء هذه الخزانات.
وبهذا يساهم المشروع في زيادة المساحات الزراعة في المنطقة وتعزيز الأمن الغذائي من خلال تحسين الوصول لمصادر مياه بديلة ومستدامة لما يقرب من 124 مزارعًا.
بتمويل ودعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن (FSRRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي. ويعمل الجزء الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحسين البنية التحتية للإنتاج الزراعي وتعزيز القدرة على التكيّف مع تغيّرات المناخ بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة.