تصادف هذا العام الذكرى العشرون لصدور قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، الذي يعمل على ضمان تواجد النساء في الخطوط الأمامية لجهود إعادة الاستقرار والسلام إلى العراق. لذا، تعاون فريق مختبرات التسريع التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق وقسم المساواة بين الجنسين مع المنظمين وهم السفارة الفرنسية في العراق، والشركاء وهم والمحطة لريادة الأعمال، والوكالة الجامعية الفرانكوفونية، وشركة زين العراق للاتصالات، وبنك آشور الأهلي، مسابقة لدعم رائدات الأعمال العراقيات.
تشجع مسابقة "رائدات" النساء على تصميم وبناء مشاريعهن الخاصة. وعلى الرغم من الضائقة المالية والقلق الناتج عن تفشي فيروس كورونا في العراق، فقد استحوذت المبادرة على حماس النساء العراقيات الحريصات على توسيع خبراتهن في مجال الأعمال.
في بادئ الأمر، شاركت عشرون رائدة أعمال في دورات تدريبية تضمنت تخطيط وإدارة المشاريع وموضوعات أخرى ذات صلة حددتها شركة زين العراق للاتصالات. انتقل 17 منهن إلى المرحلة الثانية حيث تلقين تدريباً على إعداد الموازنات في مختبرات التسريع التابعة للبرنامج الإنمائي. ومع استمرار المسابقة حتى الآن، سيجري اختيار خمس منهن للوصول الى التصفيات النهائية، إذ ستحصل الفائزة الأولى على مبلغ 10,000 دولار أميركي على شكل رعاية لمشروعها لمدة ستة أشهر، بالاضافة الى الدعم الاستشاري، وتكاليف التوظيف، وشراء معدات لتطوير المشروع وجوائز نقدية أخرى.
إن التدريب الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمشاركات يعد نهجاً شاملاً لتمكينهن اقتصادياً، حيث عرّف التمكين على أنه "عملية تحويل لحياة النساء والفتيات من وضع يكن فيه ذوات قدرات محدودة وامكانيات ضعيفة للحصول على الأدوات التي تمكنهن اقتصادياً، إلى وضع يمارسن فيه التقدم الاقتصادي". بالإضافة الى ذلك، فقد ركز التدريب على العوامل التي تساعد في تمكين النساء اقتصادياً، مستخدماً "التفكير التصميمي"، ومنهجيات "علم الاقتصاد السلوكي" في توجيه العمل.
لقد قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق خبراته لإبراز أهمية تمكين النساء اقتصادياً، وطرق وضع الموازنات المالية، لتمكين رائدات الأعمال من المنافسة الفعالة في سوق الأعمال. تم اجراء التدريبات عبر الانترنت باستخدام مجموعة من الطرق التفاعلية لتحقيق الهدف، حيث اتبع فريق مختبرات التسريع نهجاً يتمحور حول الإنسان لتنظيم مواد التدريب بدءاً بجلسة تقييم الاحتياجات ثم التخطيط للمحاضرات الثلاث التي تلتها.
وقد ساهمت المسابقة في تعزيز أصوات النساء وحضورهن. تقول المتسابقة نادية: "أريد أن أثبت ذاتي، فأنا موجودة، ولي الحق بأن أشارك في تمكين بلدي اقتصادياً". وبالنسبة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن هذا الأمر يشكل صميم عمل البرنامج.
لقد مكن التدريب أيضاً مختبرات التسريع من تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لحل مشكلات الرؤى الضيقة السائدة اثناء توظيف الايدي العاملة في العراق، كالضغوط التي تثقل كاهل الشباب للحصول على وظائف معينة. كذلك كشفت المسابقة عن 17 حلاً محلياً جديداً لم تكن مكتشفة، وأتاحت المجال لاختبارها عملياً.
ولضمان استدامة المشروع، ستكون مختبرات التسريع في العراق جزءاً من التدريب ومن تقييم المسابقة التي ستقام بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، سيضمن ذلك منح الأولوية لتمكين النساء إضافة إلى استكشاف الحلول المحلية المبتكرة.