عندما فرضت القيود في العراق بسبب جائحة كورونا في آذار (مارس) 2020، أصبح التنقل صعباً على كثير من مقدمي الخدمات ومنظمات الإغاثة. وللوصول إلى السكان المحتاجين، باشرت 19 لجنة سلام محلية، مدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتلبية احتياجات المجتمع وتخفيف حدة الصراع، عملها في نيسان (أبريل) بمساعدة الاسر والأفراد لمواجهة آثار الجائحة. وعمل أعضاء هذه اللجان، والمنظمات المجتمعية، والمتطوعون دون كلل أو ملل على تحديد الاسر المحتاجة، وجمع وتوزيع المواد الغذائية ومستلزمات النظافة، وتوعية الناس بطرق الوقاية من كوفيد-19، وتعقيم الأماكن العامة.
بلغ عدد المستفيدين من حملة لجان السلام المحلية التي انطلقت في ربيع 2020 في صلاح الدين، والأنبار، ونينوى 64,181 شخصاً، وفي الحملة الثانية (من كانون الأول 2020 إلى كانون الثاني 2021) بلغ عددهم 47,473 ليصبح المجموع 111,654 مستفيداً.
يقول الشيخ محمد حامد عضو لجنة السلام المركزية، ولجنتي السلام في الفلوجة والعوارف في محافظة الأنبار: "تعمل لجان السلام المحلية في مجالات عديدة، كتوفير الغذاء للمحتاجين ودعم المصالحة المجتمعية. هناك أكثر من 1000 مفقود وشهيد (ممن قتلوا في الصراع) في قضاء الفلوجة، ومعظم الاسر في القرى لا تستطيع الحفاظ على سبل عيشها".
يقول عبد الكريم حسن، عضو لجنة السلام المحلية في الشرقاط، "أثناء توزيع المساعدات في صلاح الدين، صادفنا أسرة تعيش في خيمة متداعية. فقد الأطفال (أربعة أولاد وبنتان) أباهم لانتمائه إلى تنظيم داعش، وكانت والدتهم تكافح لإعالتهم. كان الطفل الأكبر يعاني من مرض اللوكيميا ولا يستطيع تأمين العلاج".
يقول نشأت صادق القصاب، مدير ناحية العياضية وعضو لجنة السلام المحلية في تلعفر في محافظة نينوى: "كان توزيع المواد الغذائية ومستلزمات النظافة ضرورياً للاسر في نينوى لازدياد البطالة الناجمة عن حظر التجوال ونزوح 70 في المئة من سكان المنطقة منذ سنوات عدة، عاد بعضهم مؤخراً ويعيشون في فقر مدقع".
وقد أمكن توزيع المواد، المعروفة باسم المساعدات المنقذة للحياة، بفضل تبرعات سخية من حكومتي الدنمارك وألمانيا. ودعمت عمليات التوزيع منظمات مجتمعية مثل هيومن رايتس ووتش كردستان، وفزعة، ونبض الأمل، وجنة الفردوس، والجمعية الطبية العراقية الموحدة.
ستواصل لجان السلام المحلية دعمها للسكان المحتاجين من خلال مبادرات متنوعة يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق.