اسمي محمد كالو. أبلغ من العمر ٣٠ عاماً، وأنا أب. بعد احتلال تنظيم "داعش" أجزاء عدة من سوريا عام ٢٠١٨، اضطررت إلى الفرار من بلدتي علي كاميش، الواقعة في ديريك شمالي البلاد، تاركاً خلفي كل شيء. كنت قد أكملت دراستي الثانوية، لكني لم أستطع متابعة الدراسة بعدها بسبب الحرب. كانت وجهتي إقليم كردستان العراق. عبرت الحدود مع أخي إلى دهوك، حيث استأجرنا منزلاً وبدأنا مرحلة جديدة من حياتنا.
مع مرور الوقت وإمكاناتنا المالية البسيطة، كان من الصعب علينا الإبقاء على الإيجار. اضطررنا إلى الانتقال إلى مخيم دوميز للاجئين السوريين قرب المدينة. فبدأت فصلاً جديداً بمسؤوليات أكبر، حيث تزوجت وأنجبت طفلاً. لا أزال وأسرتي نعيش في المخيم.
مررنا بظروف صعبة وتحملنا ضائقة مالية. وقد بدأت أعمل، لكن دخلي لم يكن يكفي لسدّ حاجات أسرتي. أحياناً، كنت أكسب دخلاً يومياً قدره ١٥ ألف دينار عراقي (١٢ دولاراً أميركياً). وهذا لم يكن كافٍ لتوفير المأكل. حتى في بعض الأيام، لم أكن أعمل ولا أحصل على أيّ دخل.
بعد محاولات عدة بحثاً عن وظيفة ثابتة مع دخل جيد، وجدت فرصة في شركة ريفاز الطبية. قدمت طلباً وانتظرت بالقليل من الأمل، حتى تلقيت ذات يوم - بعد مرور ثلاثة أشهر- اتصالاً من الشركة للترحيب فيّ كموزّع للمنتجات. كان ذلك من أفضل الأخبار التي سمعتها منذ فترة طويلة!
لم يكن العمل لدى شركة طبية سهلاً لأنه كان تجربتي الأولى في هذا المجال. تلقيت تدريباً جيداً وسرعان ما تعلمت كيفية تأدية مهامي على أفضل وجه. اليوم، أكسب ٧٠٠ دولار أميركي شهرياً. أنا سعيد جداً بوظيفتي وفي غاية الرضى لأنه بإمكاني إعالة أسرتي بشكل جيد. كيف ترى الإدارة أدائي؟ حسناً، يقولون: "إنه أكثر الموظفين موهبة". أؤمن أننا جميعاً يستحق فرصة وحياة جيدة.
النص أعلاه هو شهادة محمد كالو، لاجئ سوري شاب وظفته شركة ريفاز التي تلقت منحة من مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق". يموّل المشروع الاتحاد الأوروبي عبر الصندوق الاستئماني الإقليمي الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية، 'صندوق مدد'، في إطار برنامج "إلى الأمام"، وينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع محافظة أربيل ومؤسسة روانكة.
أطلق مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق" أواخر ٢٠١٩. ودعم ٥٦ شركة لتوظيف نحو ٧٠٠ شخص (لمدة ٦-٨ أشهر وإجمالي ٤٦٤٨ شهر عمل) في إقليم كردستان العراق. من بين الموظفين ١٠١ لاجئ سوري و٥٠١ من المجتمعات المضيفة و٩٧ من النازحين، وبينهم كذلك ٢٣٩ امرأة. وفر ٣٦٠ من تلك الوظائف في قطاعات مستجيبة لجائحة فيروس كورونا وتأثيراتها.
لمزيد من المعلومات، زوروا موقع مشروع "توفير الوظائف في إقليم كردستان العراق" ونزّلوا "الوثيقة التعريفية لبرنامج إلى الأمام".