أصبح ثمانون من النازحين والمجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين من الفئات الشابة، ثلثهم نساء، مراسلين محليين بعد إكمال تدريب على الصحافة التلفزيونية والتصوير الصحافي. وأسّس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذه المجموعة من المراسلين ومكّنها من أجل تلقي آراء المجتمعات المحلية عبر التقاط انطباعات فريدة حول نشاطات البرنامج وسواها. وتشكل هذه كذلك فرصة للشباب والشابات لتعلم مهنة وإيجاد فرص عمل.
نُظم التدريب على دفعتين: الأولى ضمن برنامج "إلى الأمام”، المموّل من الصندوق الاستئماني الإقليمي الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية، 'صندوق مدد'، والثانية في إطار برنامج دعم تعافي العراق واستقراره عبر التنمية المحلية، المموّل من الاتحاد الأوروبي. وأجري التدريب في أربيل بين ٢١ و٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩ للمجموعة الأولى، وبين ١ و٥ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩ للمجموعة الثانية. استكمل بعد ذلك عن بعد عبر مهمات عمل ميدانية استمرت حتى آب (أغسطس)\أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٠.
يقطن المتدرّبون في البصرة ودهوك وأربيل وميسان ونينوى والسليمانية وذي قار. ولم يكن ممكناً إجراء حفل تخرّج للاحتفاء بإنجازهم بسبب الجائحة الصحية العالمية. لكنهم تلقوا شهاداتهم عبر الانترنت في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٠.
أخبرنا منتظر سالم الحريشي، وهو من ميسان ويبلغ من العمر ٢٥ عاماً: "أنا متحمّس لاستلام شهادتي في الصحافة التلفزيونية أخيراً. كانت تجربة قيّمة ولا تنسى، وسّعت خلالها مجموعة مهاراتي وتمكنت من تناول قصص حقيقية عن الناس في محافظتي كمراسل محلي وصحافي". يراسل منتظر حالياً بشكل مستقل ثلاث محطات تلفزيونية.
تعلم المتدرّبون الصحافة، وتقنيات التصوير الصحافي، والقصص المصورة، والمراسَلة التلفزيونية، والكتابة، والمونتاج. وشرح المدرّبون لهم عن أخلاقيات الصحافة وحقوق الإنسان والجندر والقوانين ذات الصلة.
"كان أحد أهم جوانب هذا التدريب تطبيق المعرفة النظرية عبر العمل الميداني. يمكنني إنتاج قصص أفضل اليوم عبر عدستي والزوايا والعمق واستخدام الضوء". هذا ما أشارت إليه فرح علي عبدالجبار التي تلقت شهادة في التصوير الصحافي، وهي من ذي قار وتبلغ من العمر ٢٢ عاماً.
أشرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المراسلين المحليين ويسّر التعاقد معهم لتغطية أكثر من ٣٠ نشاطاً، ونشر أعمالهم ويواصل ذلك ضمن برامج متعدّدة. تضمّن ذلك، إضافة إلى برنامجي دعم تعافي العراق واستقراره و"إلى الأمام"، برامج إعادة الاستقرار والتماسك المجتمعي والاستجابة للأزمات وبناء القدرة على مواجهتها في العراق. وشملت النشاطات التي قاموا بتغطيتها حملة "لنهزم كورونا"، ومهرجان "إلى الأمام" للأفلام القصيرة، وزيارات رفيعة المستوى، وتوقيع اتفاقات. وتم التعاقد مع بعض المراسلين من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل"، ومنظمات غير حكومية، ووسائل إعلام محلية.
"ألهمني تدريب المراسلين المحليين". هذا ما قاله بارق فوزي طاهر، وهو من البصرة ويبلغ من العمر ٢٤ عاماً. وقد قاده شغفه في المراسلة إلى أفق آخر، حيث أسّس مؤسسة إعلامية محلية مع مجموعة من الشباب. "مهمة مؤسسة العراق+ تغطية الأخبار بموضوعية ومصداقية، ودعم مواهب الشباب وتسليط الضوء على قضاياهم".
خطا متدرّبون آخرون خطوات جريئة كذلك. وقالت روغش ياسين عدنان، البالغة من العمر ٢٣ عاماً، وهي لاجئة سورية تعيش في مخيم قوشتبه قرب أربيل: "أنتجت وقدّمت برنامجيْن للناس في المخيم. الأول برنامج ثقافي يتضمن معلومات بقالب ترفيهي وأمثال شعبية كردية وجوائز قدّمها أصحاب المحال التجارية في المخيم. ثم تلاه برنامج آخر يعرض مصطلحات كردية وعربية وترجمات لتحسين المعرفة باللغة وتعزيز التفاهم الثقافي والاندماج".
روغش واحدة من ١١ لاجئاً تم تدريبهم في إطار برنامج "إلى الأمام" في مقرّ جامعة كردستان-هولير في أربيل. أسوة بغيرها من المراسلين المحليين، وفر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لها فرصاً للدخل وعرض إنتاجها عبر تغطية النشاطات. وتضمن المتدرّبون كذلك ١٠ نازحين، بينهم لينا محمد عطيوي، البالغة من العمر ٢٣ عاماً، وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال. غادرت لينا وأسرتها بلدتهم في محافظة الأنبار جراء الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وسكنوا في محافظة نينوى لفترة قبل الانتقال إلى أربيل. قالت لينا: "أردت أن يرى العالم تأثير الحرب والنزوح علينا وعلى أطفالنا. تناولت واحدة من أبرز القصص التي نفذتها عمالة الأطفال النازحين الذين يبيعون أغراضاً بمبالغ زهيدة لكي يساعدوا أسرهم. أنا سعيدة لأن تدريب المراسلين المحليين جهّزني ليس فقط لالتقاط قصص المعاناة، بل كذلك قصص الأمل في مستقبل أفضل".
شاهدوا فيديوهات تدريب المراسلين المحليين- الدفعة الأولى والدفعة الثانية على يوتيوب، واطلعوا على صور التدريب في الغاليري الأولى والثانية على موقع فوتوشلتر.