استأنفت كفاح عملها في الخياطة من منزلها في تكريت مستخدمة مدخراتها التي جمعتها من خلال المشاركة بنشاط النقد مقابل العمل
بمجرد أن تدخل إلى منزل كفاح البالغة من العمر39 عاماً سوف يرحب بك صوت أزيز العجلة التي تدير ماكينة خياطتها . ستجد كفاح جالسة في الزاوية، خلف ماكينة الخياطة الخاصة بها، وسط كومة من القماش .
ليس فن الخياطة ًبجديد على كفاح. بعد أن اكتسبت المهارة من والديها في سن مبكرة، تشتهر تصاميمها بالتناسق والتفاصيل المعقدة. في عام 2011، انتقلت كفاح من بلدتها، جرف الصخر في بابل، إلى منطقة الشهامة في محافظة صلاح الدين لتكون مع زوجها. كان ذلك في نفس الوقت الذي بدأت فيه ورشة الخياطة. لقد كانت ورشة صغيرة لكنها تحظى بشعبية كبيرة.
وخلال فترة الصراع ضد تنظيم داعش، فرت كفاح لتنقذ حياتها مع عائلتها إلى كركوك. كان عليها أيضاً أن تترك عملها وراءها. رغم ذلك فقد عادت إلى المنزل في أوائل عام 2021 وهي مصممة على إعادة بناء عملها وحياتها.
لم تكن رحلة إعادة البناء سهلة على كفاح: "اضطررت إلى بيع ماكينة الخياطة القديمة الخاصة بي لأننا كنا بحاجة إلى المال. لم أستطع شراء آلة جديدة بسبب نفقاتنا الطبية المتزايدة ونفقات المنزل ".
و لدعم العراقيين مثل كفاح من خلال برنامج الاستجابة للأزمات وتعزيز الصمود في العراق، يوفر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فرص النقد مقابل العمل لتوفير الدخل الفوري للعائلات. حتى الآن، استفاد أكثر من 23,000 شخص من وظائف النقد مقابل العمل في المحافظات الخمس المحررة في العراق. وقد دعم ذلك الأشخاص الذين يتعافون من الصراع من خلال تحسين القوة الشرائية، وتقديم الدخل الفوري للأسر، إلى جانب استعادة البنية التحتية المجتمعية وتحسين الخدمات المقدمة.
كفاح، اسمها يحمل معنى النضال وهو اسم على مسمى، تم اختيارها للمشاركة في مشروع النقد مقابل العمل في تكريت لتنظيف الشوارع. "أنا سعيدة لأنني شاركت في تدريب لمدة خمسة أيام قبل أن نبدأ النشاط. بعد ذلك، أكملت 25 يوماً من العمل في الموقع ولدي 10 أيام أخرى متبقية". تكسب كفاح حوالي 800 دولار أمريكي مقابل 40 يوماً (حوالي شهر ونصف) من العمل.
وبفضل إدخارها من راتبها، اشترت كفاح ماكينة خياطة جديدة. كما اشترت مواد أولية لإعادة تشغيل ورشة الخياطة الخاصة بها. ”كلفني شراء ماكينة جديدة 300 ألف دينار عراقي (حوالي 200 دولار أمريكي). يمكنني العمل من المنزل وكسب حوالي 450 ألف دينار عراقي (حوالي 300 دولار أمريكي) شهرياً، وهو ما سيساعدني لإعالة عائلتي".
تعتقد كفاح أن مثل هذه الفرص ستوفر للعراقيين النوع المناسب من الدعم الفوري لإعادة بناء حياتهم. "على الرغم من أن دخلي قد لا يغطي دائماً نفقاتنا، إلا أنني مصممة على مواصلة العمل والاعتماد على الذات."
حول المشروع
تم تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج الاستجابة للأزمات والصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع المجلس الدنماركي للاجئين بتمويل من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، المقدم من خلال بنك التنمية الالماني. من خلال ذلك، تم توفير 250 فرصة عمل في نشاطات النقد مقابل العمل في تكريت.