ليســت الأخبــار الزائفــة وليــدة اليــوم. وكانــت إحــدى وسـائل التضليـل الأساسـية ولا سـيما في الحـروب وغيرهـا، لمـا لهـا مـن قـدرة عـلى تغيـير الوقائـع والتأثـير في الـرأي العــام. واليــوم، ومــع انتشــار الهواتــف الذكيــة ووســائل التواصـل الاجتماعـي، أصبـح تـداول الأخبـار الزائفـة أكـثر سرعـة وانتشـاراً وخطـرا ً في آن معـاً، إذ يصعـب في الكثـير مــن الأحيــان تعقب المصــدر. وفي لبنـان، سـاهمت كثـرة انتشـار الأخبـار الزائفـة وتداولها في إثــارة المشــاكل، والخــوف، والتوتــرات، والنزاعــات بــن العائـلات والطوائـف داخـل المنطقـة الواحـدة أو خارجهـا؛ وقــد تطــورت هــذه المشــاكل أحيانــاً إلى حــد اســتخدام العنــف، الأمــر الــذي يؤثّــر عــلى الاســتقرار الاجتماعي‫.

 إيمانــاً بــدور الشــباب وقدرتهــم عــلى التأثــير والتغيــير و في إطــار آليــات الاســتقرار والتنميــة المحليــة التي طورهــا برنامــج الأمــم المتحــدة الإنمــائي. نظّمــت، و دربت، و تابعت جمعيــة دوائــر بتمويل من المملكة المتحدة ورشــاً تدريبيــة لأربعيــن شــاباً وشــابة مــن عشــر قــرى لبنانيــة هــي الدامــور، والشــويفات، وعاليـه، وأميـون، وشـكا، وطرابلـس، وقـب اليـاس، وريـاق، وحـارة صيـدا، ومغدوشـة، حـول الأخبـار الزائفـة وتأثيرهـا عـى الاسـتقرار الاجتماعـي، وكيفيـة التحقـق مـن الأخبـار

ولتأكيــد خطــورة إعــادة نـشـر الأخبــار الزائفــة، عمل الشباب على محتوى و مضمون دليــل يساعد على تمييز الأخبار الزائفة ومكافحتهــا و الحــّد مـن انتشـارها وتأثيرهـا عـلى الاسـتقرار الاجتماعــي. يتضمــن الدليل أدوات  ووســائل مســاعدة للتعــرف عـلـى مــا يتــم تناقلـه مـن أخبـار وصـور عـى مواقع التواصل الاجتماعي‫.كما يلقي الدليل الضوء عـلـى بعــض الممارســات الإعلاميــة، مــن خــلال المنصــات التقليديــة والحديثــة، في مجــال نقــل الأخبـار والصـور مـن دون التنبـه إلى مـدى صحتهـا،ومـن دون الأخـذ بعيـن الاعتبـار الضرر الـذي يمكـن أن تلحقـهـا أحيانــاً بأشــخاص محدديــن أو بجماعــة

 يســعى الدليــل إلى أن يكــون مرجعــاً للشــباب للعمــل عــى مكافحـة الأخبـار الزائفـة في مناطقهـم، ويكونــوا نــواًة للتأكّــد مــن الأخبــار فيهــا، والبلديــات كجهــات رســمية ومؤثّــرة في المناطــق، والجمعيــات، والمــدارس، والشــباب بنحــو عــام وأهــالي المنطقــة الراغبــين في الاســتفادة منــه. يمكــن لأي مواطــن الاعتــماد عــى الدليــل للتعامــل مــع الرســائل الإعلاميــة التــي يتلقونهــا يوميــاً