تمكين المرأة في صميم تنمية ليبيا

8 مارس 2025
Women collaborating for election awareness
UNDP Libya /Malek Elmaghrebi

لا يقاس التقدم فقط في السياسات والإحصاءات ولكن في الفرص التي يتم إتاحتها، والعوائق التي يتم إزالتها، والأصوات التي يتم الإستماع لها.

بمرور اليوم العالمي للمرأة 2025، لكن الدعوة إلى «تسريع العمل» لا تزال أقوى من أي وقت مضى، ففي ليبيا مثلاً، لا تنتظر المرأة - فهي تقود جهود بناء السلام، وتدفع التحول الاقتصادي، وتدخل في مجالات السياسة وصنع القرار، المساواة ليست عملًا بنية حسنة فحسب - بل إنها واجبناـ إنه الأساس الذي تبني عليه الدول نحو التعافي والسلام والازدهار الاقتصادي، وفي ليبيا حيث تستمر النساء في تحدي الصعاب، فإن مشاركتهن ضرورية.

المرأة كمهندسة للاستقرار

لطالما لعبت النساء في ليبيا دورًا حاسمًا في إعادة بناء مجتمعاتهن وفي مفاوضات السلام والمساهمة في الاقتصاد - غالبًا بطرق لا يتم الاعتراف بها.

في اللجان المحلية لبناء السلام والتنمية، تشكل النساء الآن 40٪ من عدد الأعضاء، ويضطلعن بدور نشط في حل النزاعات والحوكمة المجتمعيةـ في الأماكن التي كان يهيمن عليها الرجال، يغيرون لهجة المناقشات، ويؤثرون على السياسات، ويقودون جهود المصالحة.

قيادتهم ليست رمزية - إنها تعيد تشكيل كيفية بناء السلام في ليبيا.

وفي البلديات، تقود الآن مكاتب شؤون المرأة الذين كان تأثيرهم محدودًا في السابق أنشطة الدعوة لتغيير السياسات وإصلاحات في مجال الحوكمة. مزودة بمهارات القيادة والأدوات الرقمية، فهي تسد الفجوة بين المجتمعات والسلطات المحلية، مما يضمن ليس فقط الإستماع لاحتياجات المرأة ووجهات نظرهن فحسب - بل العمل وفقًا لها.

 

A woman presents the Maharah Coding School
UNDP Libya

التمكين الاقتصادي: تحويل الأحلام إلى واقع

لا يتعلق الوصول إلى الفرص الاقتصادية بالاستقلال المالي فقط، بل يتعلق الأمر بامتلاك القدرة على اتخاذ القرارات والاستثمار في المستقبل والمشاركة في تشكيل الصناعات.

في جميع ربوع ليبيا، تشارك النساء في ريادة الأعمال والتكنولوجيا والابتكار، مما يثبت أن قيادتهن ضرورية للنمو الاقتصادي.

في أكاديمية مهارة للبرمجة، تقوم الشابة التي تساءلت ذات مرة عن مكانها في التكنولوجيا ببناء التطبيقات وحلول البرمجة ودفع الاقتصاد الرقمي الليبي إلى الأمام، إن نجاحهم دليل على أن الفرصة - عند إتاحتها - تغير الحياة.

وفي الوقت نفسه، تقوم مبادرة دراية بتزويد رواد الأعمال بالمهارات والدعم اللازمين لتحويل الأفكار إلى تأثير، من إطلاق حلول الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا إلى إعادة تصور الأعمال التجارية المستدامة، لا تدخل النساء الليبيات السوق فحسب - بل يعيدون تشكيله.

 

 

Group of women engaging in a discussion
UNDP Libya /Malek Elmaghrebi

التمثيل السياسي

لا تزال المساحات السياسية من بين أصعب المساحات التي على النساء اقتحامها. ومع ذلك، فهن مستمرات في السعي لذلك.

تعمل النساء في جميع أنحاء ليبيا على تعزيز المشاركة الديمقراطية، سواء من خلال تثقيف الناخبين أو الدعوة أو القيادة، تعمل سفيرات التوعية النسائية على ضمان فهم المرأة لحقوقها الانتخابية وقيمة أصواتهن، مما يسهم في الدفع من أجل تمثيل سياسي أقوى على جميع المستويات.

وبينما تم إحراز بعض التقدم، لا تزال المرأة تواجه  بعض الحواجز المؤسسية، وكذلك نقصًا في شبكات الدعم، بالإضافة إلى مقاومة مجتمعية عند ترشحها للمناصب، ومع ذلك، فقد أظهر التاريخ أنه عندما تكون المرأة في القيادة، تصبح السياسات أكثر شمولاً.

إن تشجيع المزيد من النساء ليس فقط على التصويت ولكن أيضًا على المشاركة في تشكيل السياسات والأدوار القيادية أمر ضروري لدفع التقدم نحو المساواة.

 

Municipal Council Election Voting
UNDP Libya /Malek Elmaghrebi

ما وراء الفرص الثانية: النساء يستعدن مستقبلهن

يجب أن يصل التمكين إلى كل امرأة - بما في ذلك أولئك الذين يعيدون بناء حياتهم بعد مواجهة النكسات.

في مؤسسة الإصلاح والتأهيل للنساء "الجديدة"، تكتسب النساء مهارات مهنية ورقمية للاستعداد للحياة بعد انقضاء مدة السجن، ماكينة الخياطة أو دورة برمجة ليست مجرد أداة - إنها طريق للاكتفاء الذاتي والثقة وإعادة الاندماج في المجتمع.

هذه البرامج لا تتعلق بالفرص الثانية - إنها تتعلق بضمان أن يكون للمرأة، بغض النظر عن ماضيها، مستقبل يستحق البناء.

 

 

Women vocational training - sewing machines

المرأة تقود العمل المناخي

إن تأثير تغير المناخ لا يميز بين الجنسين - لكن الاستجابة يجب أن تكون شاملة.

في المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية، تقود النساء الجهود في التنبؤ بالمناخ وتحليل البيانات والتأهب لمواجهة الكوارث، وهن من خلال الشراكات الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاهزات، ويقومون بتحسين القدرة الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر في ليبيا، والمساهمة في أبحاث المناخ العالمية، من مراقبة الظروف المناخية القاسية إلى تقديم المشورة بشأن سياسات الحل، كما تعد مشاركتهن دليلاً على أن العمل المناخي لا يمكن أن ينجح بدون قيادة شاملة لكلا الجنسين.

 

 

 

With support from UNDP; LNMC and the Moroccan Direction de la Météorologie Nationale (DMN),

حان الوقت لتسريع العمل

في هذا اليوم العالمي للمرأة، لا يمكننا الاحتفال بالتقدم دون الضغط من أجل المزيد.

النساء الليبيات لا ينتظرن حتى يتم تضمينهم. بل إنهن يقودون بالفعل - في الحوكمة والأعمال التجارية وبناء السلام والعلوم.

لم يعد السؤال هو ما إذا كانت ليبيا مستعدة للقيادة النسائية.

السؤال هو ما إذا كان صانعو القرار مستعدين للاعتراف بأن القيادة النسائية تشكل بالفعل مستقبل ليبيا.

 

حان الوقت الآن:

  • الاستثمار في مهارات المرأة والقيادة والاستقلال الاقتصادي.
  • كسر الحواجز أمام المشاركة السياسية والمدنية، ضمان أن تكون المرأة في طليعة جهود السلام والحكم والعمل المناخي.
  • النساء لا يطلبن مقعدًا على الطاولة، إنهم يجلسون بالفعل ويقودون المحادثة.
  • يحتاج العالم إلى اللحاق بالركب.