عندما استمع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق الى اراء بعض الشباب حول كيفية إحداث التغيير الاجتماعي في العراق، كانت اجاباتهم واضحة. فعند تفشي جائحة كورونا، أشارت تقارير من مختلف انحاء العالم إلى زيادة العنف الأسري. لذا قرر الشباب في محافظة ديالى العراقية ان ينبذوا العنف ويحيوا روح التسامح.
يركز جزء من مشروع المصالحة المجتمعية ضمن برنامج التماسك المجتمعي على تمكين الشباب وتعزيز مكانتهم في المجتمع من خلال تطوير قدراتهم للمشاركة في عملية صنع القرار وتعزيز ثقتهم للانخراط بشكل افضل مع المجتمعات والسلطات المحلية. لذا تم تشكيل مجاميع من الشباب في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى بدعم حكومة الدنمارك.
يقول مصطفى البالغ من العمر 29 سنة وهو أحد اعضاء مجموعة شباب ديالى أن: "تحقيق التماسك المجتمعي أمر مهم جداً في العراق خصوصاً في الوضع الراهن، حيث تعاني العديد من شرائح المجتمع من التهميش، بما في ذلك النساء والشباب والأطفال. العمل على سن قانون العنف المنزلي مهم ايضاً لمساعدة الأسر. إن بناء السلام والتعايش السلمي ونبذ التمييز العرقي من أولوياتنا نحن الشباب ويجب ان نعمل معاً لتحقيق ذلك وبناء عراق أفضل."
وكانت مجموعة شباب ديالى قد أطلقت حملة #الاحتواء_بدل_العنف في 4 آيار الماضي، حيث تمت مشاركتها في أكثر من ستين منصة لوسائل التواصل الاجتماعي في العراق، بما في ذلك وكالات الأنباء المحلية وصفحات المسؤولين الحكوميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات غير الحكومية. تضمنت الحملة مقاطع فيديو، وقصصاً عن الناجيات من العنف الأسري لرفع مستوى الوعي حول هذا الأمر، إضافة الى مناقشة الموضوع عبر بث حي على موقع الفيس بوك بالتعاون مع الشرطة المجتمعية لتقديم المشورة للنساء.
حتى الان، تم نشر مقاطع الفيديو التي تتضمن رسائل الحملة في محافظات الانبار ونينوى وكركوك وبابل حيث تم بث هذه الرسائل بلغات مختلفة من ضمنها لغة الإشارة، وتمت ترجمتها الى الإنجليزية والكردية والسريانية والعربية والايزيدية. ويطمح أعضاء #فريق_شباب_ديالى في إيصال الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى جمهور أوسع في كافة انحاء العراق، أي ما يقارب نصف سكان البلد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول مريم، 24 سنة وهي عضو مجموعة شباب ديالى: "بصفتي شابة عراقية، آمل أن يسود التماسك المجتمعي والسلام بين جميع العراقيين. ستشجع حملة العنف الأسري هذه، النساء على التحدث ومناقشة مشاكلهن. هذا تطور إيجابي في الانتقال من الاستسلام والخنوع إلى التحدث بشجاعة."
ويقول مروان، 25 سنة وهو منتج الفيديو القصير الذي ضم مجموعة الشباب: "إن العمل مع مجموعة شباب ديالى سيساعدني على إحداث تغيير في المجتمع ومنع الأفكار المتطرفة من أن تنتشر وتترسخ في الأجيال الجديدة. نريد أن نعكس صورة إيجابية عن المحافظة ونرسي ثقافة الحوار والقبول."
منذ تفشي جائحة كورونا واتخاذ الحكومة لإجراءات حظر التجوال، أصبح من الصعب تنفيذ المبادرات على أرض الواقع، لذا تم تشكيل فرق الشباب عبر البريد الإلكتروني ورسائل تطبيق الواتس اب وبرنامج زوم، حدد الشباب مواضيع حملاتهم المستقبلية وهم يأملون في استخدام مهاراتهم الإبداعية والتواصل الالكتروني لدعم قضاياهم بشكل أكبر.
تقول فاطمة، 30 سنة وهي عضو في مجموعة شباب ديالى: "في كل مرة أنضم فيها إلى مشروع أو نشاط جديد، أرى نفسي أتحول إلى شخص أفضل وأكثر تسامحاً وإنسانية. أعتقد أن الإنسانية هي مفتاح الحضارة والتقدم، أنا أسعى دائماً للتغيير حتى لو كان هذا التغيير بشكل بسيط. نحن نخطط للقيام بمبادرة تركز على تمكين الشباب، وهي الأولى من نوعها في ديالى."
لقد أظهرت مجموعات الشباب الأربع جميعها دافعا قوياً لإحداث التغيير الاجتماعي وتعزيز التماسك المجتمعي، وهذا من شأنه تشجيع التسامح وتعزيز وحدة العراق.