الابتكاروريادة الأعمال: نساء يمنيات يعملن في صيانة الهواتف المحمولة
9 ديسمبر 2024
خولة ومشاعر شابتان يمنيتان شحذتا مهاراتهما في صيانة الهواتف المحمولة وريادة الأعمال، مما عزز سبل عيشهما وساهم في الاقتصاد المحلي في مديرية القطن في محافظة حضرموت في اليمن.
في قلب مديرية القطن، تعج غرفة صغيرة ببدايات جديدة. في مكتب منزلي أعدته عائلتها، بدأت أحلام خولة تتشكل. شاركت خولة في المرحلة الثانية من مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بالشراكة مع الشريك المحلي، وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (SMEPS). تلقت خولة مؤخرًا تدريبًا في ريادة الأعمال والمهارات الفنية ومنحة عينية لبدء مشروع صيانة الهواتف المحمولة الخاص بها، وهو مشروع يمثل مصدر دخل واستقلال.
تقول خولة: "أنا سعيدة لأنني تلقيت التدريب والآن أصبحت قادرة على إصلاح الهواتف المحمولة". "لقد فتحت مشروعي في منزلي واستقبل النساء، اللواتي في كثير من الأحيان يثقن فقط بالنساء الأخريات لإصلاح هواتفهن المحمولة."
لا تقتصر المهارات التي اكتسبتها خولة على الجانب التقني فحسب بل إنها تشكل جسرًا نحو الاعتماد على الذات. وتوضح: "أصبحت الآن قادرة على تلبية احتياجاتي ومساعدة أسرتي".
يدعم والد خولة أحلامها التجارية ويشاركها مشاعرها. فهو واثق من قدرات ابنته ويسعد برؤيتها تزدهر. يقول: "ابنتي تعتمد على نفسها الآن".
لا تتوقف رحلة خولة في متجرها المنزلي. لديها أحلام أكبر تمتد إلى ما هو أبعد من الغرفة الصغيرة. "آمل في المستقبل أن أجمع النساء اللواتي التقيت بهن أثناء التدريب وأبدأ مشروع صيانة جوال أكبر يشمل الصيانة والبرامج وملحقات الجوال"، كما تأمل.
وتفخر مشاعر، وهي رائدة أعمال أخرى من مديرية القطن في محافظة حضرموت، بامتلاك متجرها الخاص. وتقول: "تلقيت عدة عروض من متاجر مختلفة لكنني اخترت فتح متجري الخاص وهدفي هو التوسع في مشروع صيانة الهواتف المحمولة ".
بدأت رحلة مشاعر أيضًا بريادة الأعمال والتدريب المهني الذي قدمه مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال. ومع تطور الاتصالات على مر العقود، يمتلك معظم البالغين الآن هواتفاً محمولةً، مما يجعل إصلاحها ضرورة ملحّة في كثير من الأحيان. ومن المهم أيضًا أن يكون أولئك الذين يصلحون الهواتف معروفين وموثوقين في مجتمعاتهم.
قامت مشاعر بالتسويق لمشروعها بجد من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، وهي المهارة التي صقلتها خلال تدريبها على ريادة الأعمال. وتؤكد: "التسويق مهم، وهذا ما تعلمته خلال الدورة".
كانت المنحة العينية التي حصلت عليها مشاعر محورية أيضًا. تقول مشاعر"لم أتمكن من تحمل تكلفة إصلاح الأجهزة، لكن المنحة مكنتني من اتخاذ الخطوة الأولى في افتتاح مشروعي الخاص. وبفضل التصميم والجهد، تمكنت من جذب قاعدة عملاء أوسع".
لقد استخدمت كل من خولة ومشاعر مهاراتهما المكتسبة حديثًا لدفع حياتهما المهنية إلى آفاق جديدة كرائدتين أعمال ناجحتين في مهنة مرغوبة، وبناء مستقبل لأنفسهما، ودعم أفراد أسرتيهما، وخدمة مجتمعاتهما.
***
يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١٥٣٣ شاب وشابة في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: المشروع أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزراق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المشاركين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذية والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.