وصفة النجاح - الزعتر والسمّاق!
لم تكن غادة بزي تتوقّع مجيء اليوم الذي تساعد فيه سكان بلدتها على طحن ما يوازي خمسين كيلوغراما من الزعتر والسمّاق يومياً.
"صرنا مقصودين من الكل، والمغتربين إلن حصتهن عجنب" تردد غادة، رئيسة الجمعية التعاونية الزراعية للتصنيع الزراعي في قضاء بنت جبيل، فقد وصل اسم التعاونية إلى الخارج، والمغتربون باتوا يقصدونها كل سنة لشراء مونتهم.
تأسست التعاونية عام ٢٠٠٧ وبدأت العمل بخمسة وعشرين سيّدة طامحة لتحقيق ذاتهن واستمرارية العمل. وتعزو إحدى أعضاء التعاونية، فاطمة شرارة، نجاح عمل التعاونية لآلة طحن الزعتر والسمّاق الحديثة التي قدّمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية عبر مشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة بدعم من النرويج.
"كان هدفنا تحسين الجودة وتوفير الوقت والجهد"، تقول فاطمة، وهذا ما حقّقته التعاونية إلى جانب زيادة الإنتاج. فقد وصل إنتاجها إلى ١٠٠ كيلوغرام من الزعتر و ٣٠٠ كيلوغرام من السمّاق خلال سنة واحدة فقط.
لم تقتصر نتائج هذا المشروع على السّيدات العاملات في التعاونية فقط. "المزارعين بالقرى المجاورة كمان استفادوا من زيادة مردود إنتاجن بسبب كثرة طلبنا على الزعتر والسمّاق، والكلّ طلع ربحان!" تكمل فاطمة، معربة عن فخرها بالدّور الإقتصادي الذي تلعبه هي وزميلاتها كنساء عاملات في القرية.
التأثير الإيجابي على سكان بلدة بنت جبيل كبير، فهذه الآلة لم تصبح فقط مقصدا لحوالي خمسة عشر شخص يومياً، بل أنّ الأعضاء حصلن أيضاً على عدة دورات خلال الفترة الماضية ما زالت مستمرّة حتى اليوم. تردّد غادة، "كل مين بيقصدنا بهدف التعلّم بيطلع بيعرف طرق التعقيم وآلية العمل."
من خلال هذا المشروع، تستفيد كل امرأة مهتمة بالتعلّم والمشاركة في محيط بنت جبيل من التعاونية التي تساعد الراغبات بالتطوّع وكسب الخبرة، فيكسبن مصدر دخل جديد لتحسين وضعهن المعيشي، ويتشاركن الخبرات مع الأخريات.