كيف ساعدت فرص النقد مقابل العمل شكرية وعائلتها على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى.
رحلة شكرية في تغلبها على الصعاب
5 أكتوبر 2022
تعرفوا على شكرية البالغة من العمر 42 عاماً، والتي تعيش حالياً مع عائلتها في قضاء طوز خورماتو بصلاح الدين، خلال الصراع المدمر مع داعش، نزحت شكرية من منزلها في زنانة وهي قرية شمال طوز.
تزوجت شكرية من زوجها قبل 24 عاماً، ولديها خمسة أطفال، تتذكر شكرية كيف كانت الحياة مستقرة وآمنة قبل الصراع، تقول شكرية: "كنت أخبز أرغفة الخبز في الصباح وأعتني بالأغنام في فترة ما بعد الظهر، لم يكن لدي أي مخاوف كبيرة وكانت تطلعاتي في الحياة بسيطة".
عانت شكرية من نكسة صحية كبيرة بعد ولادة توأمها قبل 11 عاماً، تمثلت بإصابتها بفشل كلوي، رغم ذلك تقول: "ولادة التوائم كانت بداية السعادة بالنسبة لي. واليوم أنا لا اعير اهتماماً إذا عشت بكلية واحدة فقط، ما يهمني هو أن لدي سبب كافي للعيش وهو أطفالي."
ومع ذلك فقد قلبت آثار صراع داعش حياة شكرية رأساً على عقب، فقدت منزل أجدادها، وماشيتها، و مخبزها الذي أمضت أكثر من 20 عاماً في العمل فيه، بالإضافة إلى ذلك، عانى زوجها من صدمة نفسية تفاقمت بعد تشخيص إصابته بالسرطان.
بعد أن فقدت مصدر دخلها الأساسيـ اضطرت شكرية إلى اللجوء إلى مدخراتها، واقتراض الأموال لتغطية نفقاتها، زادت السنوات الأربع الأخيرة من الوضع غير المستقر من قلقها، لأنها كانت تخشى على مستقبل أطفالها، "كانت الظروف المعيشية قاسية لا توجد كلمات لوصف ما مررت به، كانت هناك مرحلة لم يكن لدينا فيها حتى مرتبة لينام أطفالي عليها. كنا ننام على الأرض."
كان ذلك عندما قررت شكرية تولي زمام المبادرة وإيجاد طرق لإعالة أسرتها، بدأت في البحث عن وظائف بالتسجيل في المنظمات وعند المختار المحلي، كان هدفها الأساسي هو توفير بيئة مستقرة واحتياجات أساسية لأطفالها لإكمال دراستهم.
وفر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فرص النقد مقابل العمل لأشخاص مثل شكرية، الذين ُتركوا في حالة احتياج شديد بعد الصراع، تلقت شكرية تدريباً لمدة خمسة أيام تلتها 40 يوماً من العمل، حيث توفر هذه الفرص قصيرة الأجل عملاً مؤقت للعراقيين، مما يزيد من دخل أسرهم.
"عندما تم اختياري شعرت وكأنني أُخرج من الرمال المتحركة التي كنت انسحب فيها." تشير شكرية إلى الديون المتزايدة من تعليم أبنائها والفواتير الطبية لزوجها، "لقد كانت فرصة رائعة للحصول على هذه التجربة التي يمكن استخدامها للحصول على وظيفة أخرى من شأنها أن تحافظ على أنا وأولادي."
تقول شكرية بارتياح: "يجب أن يتحلى الإنسان بالصبر والامتنان والرضا بما لديه". استخدمت أرباحها لسداد ديونها، وضمان العلاج الطبي لزوجها وشراء الكتب المدرسية والملابس لأطفالها.
كما استطاعت شكرية الاستفادة بشكل كبير من فرصة النقد مقابل العمل، حيث اكتسبت مهارات جديدة من الممكن أن تكون مفيدة في المستقبل، حيث تعلمت طلاء الجدران، وإصلاح الأثاث، وإعادة الكهرباء.
وهذا بالضبط ما فعلته شكرية عند عودتها إلى منزلها، فقد صبغت غرفة المعيشة باللون الأبيض، لون يشبه طبيعتها الهادئة والحازمة، شخص لا يستسلم مهما تقض مضاجعه الحياة.
عن البرنامج
يتم تنفيذ المشروع من قبل برنامج الاستجابة للأزمات والصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة الرؤية العالمية، وبتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدم من خلال بنك التنمية.