ضمان الإدارة الآمنة لنفايات مرافق الرعاية الصحية: دور عبد الله المهم في إحدى المستشفيات اليمنية
4 يناير 2024
أدى عدم الاستقرار في اليمن إلى تدمير النظام الطبي في البلاد، حيث تعمل حوالي نصف المرافق الصحية بكامل طاقتها ويواجه الباقي تحديات في توفير الرعاية الكافية. في مستشفى 22 مايو في عدن، يعمل رجل بلا كلل لحماية صحة المرضى والموظفين من خلال الإدارة السليمة للنفايات.
يعمل عبد الله، 35 عامًا، الملقب بــ "عبود"، رئيسًا لقسم الهندسة الكهربائية في المستشفى لمدة عشر سنوات. كأحد أبناء مدينة عدن، يكرس نفسه لصيانة المعدات الحيوية باعتباره المهندس الكهربائي الوحيد. ومع ذلك، قبل ثمانية أشهر، تولى عبد الله مسؤولية إضافية، وهي الإشراف على حرق النفايات في المستشفى.
“يوضح عبد الله: "كانت لدينا محرقة يدوية في المستشفى وكان هناك شخص آخر مسؤول عن حرق النفايات الطبية". وأضاف: "عندما وصلت المحرقة الجديدة، كلفتني إدارة المستشفى لأكون المشغل لأنني، كمهندس كهربائي، كنت الشخص الأكثر تأهيلاً للتعامل مع هذه التكنولوجيا الجديدة".
قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتوفير المحرقة الجديدة في يونيو 2022 كجزء من مشروع الاستجابة لجائحة كوفيد-19، بدعم من بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي.
ويشير عبد الله إلى أن "المحرقة اليدوية القديمة كانت تتسبب في انبعاث الكثير من الدخان، مما أثر سلبًا على صحة المرضى والموظفين". "كما أن عمليات الإشعال والحرق والتنظيف تستهلك الكثير من الوقت والجهد. كان علينا أن ننتظر يومين حتى نتمكن من استخراج الرماد ووضع حمولة جديدة من النفايات الطبية."
والآن، يشرف عبد الله على المشغلين اليدويين السابقين في استخدام المحرقة الكهربائية بكفاءة أكبر. ويشرح قائلاً: "لقد تلقيت تدريباً من مهندسي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال الصيانة والتشغيل".
ومن خلال معالجة 25 كيلوجراماً من النفايات في غضون أربع ساعات، فإن هذه السعة تضاعف سعة النظام القديم، البالغة 7 كيلوجرامات، بأكثر من ثلاث مرات. يساهم الحرق الأسرع والأنظف في توفير بيئة أكثر أماناً للمجتمع المحيط.
تشكل إدارة نفايات الرعاية الصحية مخاطر صحية كبيرة على الموظفين والمرضى والبيئة. تشمل هذه المخاطر الإصابات الناجمة عن الأدوات الحادة، والتعرض السام للأدوية والمواد الخطرة أثناء المناولة أو الحرق، والحروق الكيميائية، وتلوث الهواء الناجم عن إطلاق المواد الجسيمية أثناء الحرق، والإصابات الحرارية الناجمة عن الحرق في الهواء الطلق أو عمليات المحرقة، والحروق الإشعاعية.[1]
ويستقبل مستشفى 22 مايو حوالي 150 مريضاً جديداً يومياً من عدن والمحافظات المجاورة الأخرى. وينتمي العديد من هؤلاء المرضى إلى مجتمعات النازحين داخلياً الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الذهاب إلى المستشفيات الخاصة.
ويتميز النظام الجديد بوقت تسخين سريع يصل إلى 850 درجة مئوية في ثانيتين فقط، مما يضمن تدمير النفايات بشكل كامل وتقليل المخاطر الصحية المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن سعتها البالغة 25 كيلوجرامًا لكل حمولة تسمح للمستشفى بالتعامل بكفاءة مع النفايات الطبية الخاصة به مع تلبية احتياجات مرافق الرعاية الصحية القريبة أيضاً.
يقول عبد الله: "لا يمكن ليدٍ واحدة أن تصفق - فهذه الشراكة بين بنك الكريمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أفادت الكثير من المحتاجين".
وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع الاستجابة الطارئة لفيروس كورونا في اليمن الممول من بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، والتي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة للجميع.
كما امتدت المساهمة السخية التي قدمها بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي البالغة 600,000 دولار أمريكي إلى ما هو أبعد من تركيب المحرقة. فقد دعم هذا التمويل العديد من الأنشطة المهمة التي تهدف إلى تعزيز خدمات الرعاية الصحية في اليمن، بما في ذلك:
- إنتاج وتوزيع 55,000 ألف مجموعة من معدات الحماية الشخصية في محافظات صنعاء وعدن وتعز: توفير معدات الحماية الأساسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وحماية صحتهم ومنع انتشار العدوى.
- توزيع 560 ألف قناع وجه طبي: لضمان حصول المرضى والموظفين على الحماية الكافية أثناء زياراتهم للمستشفى.
- جمع عينات كوفيد-19 في 14 مديرية في تعز: تسهيل تشخيص حالات كوفيد-19 وعلاجها في الوقت المناسب، مما يساهم في السيطرة على الوباء في المنطقة.
- توفير مواد إدارة النفايات لسبعة مرافق صحية في عدن: تلبية الحاجة الماسة لإدارة النفايات بشكل سليم في مرافق الرعاية الصحية في المدينة، وتعزيز بيئة أنظف وأكثر أمانًا للجميع.
- إدخال خمس عربات توك توك تعمل بالطاقة الشمسية للخدمات الطبية في تعز: أدى حل النقل الصديق للبيئة هذا إلى تسهيل الخدمات الطبية الأساسية وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية للمقيمين في تعز.
- التدريب على النظافة لـ 60 شخصًا في عدن: تزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة للحفاظ على النظافة ومنع انتشار العدوى، والمساهمة في مجتمع أكثر صحة.