رؤية ياسر لعالم يزداد اخضراراَ: حيث يزدهر الشغف خلف الأنظار
25 يناير 2024
هذه القصة هي قصة طموح وأمل على الرغم من الظروف القاسية التي يواجهها ويعاني منها بطل القصة. إنها قصة ياسر حماد، موظف حكومي تغيرت حياته إلى الأبد بعد انفجار حرمه من بصره، ورغم كل التحديات والصعوبات، استطاع ياسر أن يجد العزاء والغاية في عالم يسوده اللون الأخضر والطبيعة.
ما لم يتمكن ياسر من رؤيته بعينيه، استطاع رؤيته بعقله، وسط مناظر المدينة حيث تمكنه مخيلته من تحويل المناطق ذات الكتل البنائية في مدينته إلى أماكن نابضة بالحياة، مستدامة وجميلة.
يقول مدير بلدية الحبانية: " إن فهم ياسر للجمال الخفي يعزّز اندفاعه لتحسين محيطه، وقناعته وشغفه بهذا الأمر لا يتزعزع".
ويتابع قائلاً: " إن رؤية ياسر وفهمه للجوانب الخفية للأشياء قد حفزته على المساهمة في تحسين محيطه. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها بسبب فقده للبصر، تمكن ياسر من شق طريق لإحداث تأثير إيجابي ".
قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع ياسر وآخرين لغرض تدريبهم والتركيز على تجميل المتنزهات والحدائق ومكافحة التصحر. وكان هذا التدريب بمثابة نقطة تحول بالنسبة له.
حيث يقول، وقد ملأت الحماسة صوته: "لقد زادت معرفتي وشغفي بعد التدريب، ووجدت الأمل مرة أخرى".
تمتد دعوة ياسر إلى ما هو أبعد من الطموح الشخصي؛ فتراه يشجع زملاءه وأصدقاءه بنشاط ويدعوهم للانضمام إلى جهود التشجير بهدف زيادة مساحة المناطق ذات الكثافة النباتية.
ويؤمن ياسر ايماناً راسخاً بأن مثل هذه المبادرات لا تفيد البيئة فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً محورياً في تحسين الحالة الصحية للسكان. وللتشجير آثار إيجابية أخرى، فهو يساعد على زيادة نظافة الهواء ويساهم في تحسين جمالية الحدائق والمناطق والمدن، كل ذلك كان قد دفع ياسر إلى مواصلة تحقيق أحلامه.
"قد لا أمتلك رؤية كاملة بسبب عيني المصابة، ولكني أشعر أنني أستطيع رؤية المزيد الآن، حيث يستطيع عقلي ان يرى الإمكانيات اللانهائية للجمال الذي يمكنني صنعه، وأنا ممتن لهذا التدريب الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي".
تؤكد عذراء العاني، منسقة التدريب في برنامج اعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على الدور الحيوي للبرنامج في تعزيز الشمولية. ومن خلال الترويج النشط والتركيز على مشاركة الأفراد ذوي الهمم في التدريب على بناء القدرات، كما ويدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية تكافؤ الفرص للجميع، بغض النظر عن قدراتهم.
رحلة ياسر حماد هي احدى القصص الملهمة والمعبرة عن التصميم والأثر العميق للرؤية في المساهمة في عالم أكثر اخضراراَ وصحة.