تعمل تدخلات مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي على تحسين الإنتاج الزراعي في اليمن
بناء القدرة على الصمود: دعم المزارعين لمواجهة تأثير تغير المناخ في اليمن
13 فبراير 2024
يضرب تغير المناخ اليمن بشدة، ويؤثر على قطاع الزراعة الحيوي من خلال الطقس غير المنتظم وارتفاع درجات الحرارة والجفاف. وهذا يزيد من سوء أزمة الغذاء الحالية، تاركًا الملايين جوعى.
الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة
في محافظة الحديدة، وجه تغير المناخ ضربة مزدوجة للزراعة، حيث اجتاحت الفيضانات والسيول الشديدة الأراضي الزراعية وأحرقت موجات الحر المحاصيل في مديريتي السخنة والمنصورية. أدى هذا المزيج المدمر إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي السيئة بالفعل في المنطقة.
يستجيب مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الممول والمدعوم من البنك الدولي، للأزمة بالمساهمة في حماية وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية لتحسين الأمن الغذائي في المنطقة. يتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة من أجل تعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخ الزراعي وتحسين الأمن الغذائي الأسري وتحقيق التعافي الاقتصادي.
استعادة الأصول
ينفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية عدة تدخلات في محافظة الحديدة كجزء من مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي تشمل بناء خزانات لحصاد مياه الامطار لتسهيل الري التكميلي وتوفير المياه للماشية، بالإضافة إلى مناسح الري لتنظيم وتحسين الري بمياه الأمطار، مما يساهم في نهاية المطاف في تحسين سبل العيش والأمن الغذائي. كما يعمل المشروع على استعادة الأصول العامة التي تضررت بسبب الفيضانات بغرض التخفيف من تأثير تغيرات المناخ وتحسين الأمن الغذائي والظروف المعيشة للسكان المحليين.
تمكين المزارعات
تقول سلامة يوسف، وهي مزارعة ومقيمة في صنيف المناصرة بمديرية المنصورية "كان لبناء مناسح الري تأثير كبير على المزارعين. فهي تمنع تآكل التربة الناجم عن الأمطار الغزيرة والتي كانت تجرف المحاصيل والتربة على حد سواء." وتضيف الأم البالغة من العمر 35 عامًا ولديها خمسة أطفال: "كما حافظ المشروع على الأراضي الزراعية وحسّن الري".
وتوضح سلامة أنه بسبب تدهور الأراضي وتآكل التربة لم تعد قادرة على زراعة أي شيء على الإطلاق. وتقول: "اضطررت إلى العمل في جمع الحطب وبيعه مقابل ربح زهيد، يكفي بالكاد لتوفير وجبة واحدة في اليوم لأولادي."
.
الأمور مختلفة اليوم، تقول سلامة: "أشعر بسعادة غامرة عندما أرى مزرعتي مسقية جيدًا ودون أن تتعرض محاصيلها لخطر الجرف". "الآن يمكنني زراعة الذرة والدُخن والذرة الرفيعة بأمان – وعدة مرات في الموسم الزراعي الواحد."
"لقد تغيرت حياتي للأفضل. لقد وسّعت مزرعتي بشكل كبير، بسبب زيادة إنتاج المحاصيل وتوفر ما نحتاجه من الغذاء بشكل مستمر. في المنزل، نأكل مما نزرع بالإضافة إلى استخدامه كعلف للماشية."
مكافحة الجفاف وتغير المناخ
تعيق التغيرات المناخية المفاجئة والبارزة في اليمن جهود تعزيز الأمن الغذائي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الفيضانات والأمطار الغزيرة التي أتلفت مساحات شاسعة من الأراضي، بالإضافة إلى التصحر الناجم عن الجفاف.
يعالج مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي ندرة المياه الناجمة عن تغير المناخ في المنطقة من خلال بناء خمسة خزانات مكملة لحصاد مياه الأمطار للري وللماشية في قرى بليلة والمسبار بمديرية السخنة - محافظة الحديدة.
يقول يحيى قائد عثمان، وهو مزارع من السخنة: "ستساعد هذه الخزانات في تخفيف معاناتنا مع ندرة المياه ونضوب الآبار." ويضيف: "سيوفر المشروع مصدرًا لمياه لري المحاصيل الزراعية وسقي الحيوانات. سيسمح ذلك للمزارعين بالاستفادة من مياه الأمطار المخزونة في هذه الخزانات بدلاً من هدرها".
ويوضح يحيى: "تؤثر مواسم الجفاف بشدة على المزارعين، وتضطر بعضهم إلى التخلي عن الزراعة تمامًا، حيث تصبح وسيلة غير مجدية لتلبية احتياجات أسرهم الأساسية".
"يقول محمد راجح، مسؤول المشروع في الصندوق الاجتماعي للتنمية بمديرية السخنة: "يمنح المشروع المزارعين إمكانية الوصول إلى المياه التي يحتاجونها بشدة للري، مما سيؤدي في النهاية إلى استصلاح أراضيهم واستدامة سبل عيشهم." ويؤكد قائلا: "هذه المشاريع بمثابة تغيير جذري بالنسبة للمزارعين من حيث توسيع أراضيهم الزراعية وتعزيز إنتاجهم من المحاصيل وتحسين ظروف معيشتهم."
تحسين سبل العيش وزيادة الدخل
تُوفر الأصول الزراعية التي ساهم المزارعون المحليون في بنائها فرص عمل قصيرة الأجل مقابل المال والتي كان لها تأثير بعيد المدى على الأسر المحلية، التي تشهد زيادة في مصدر دخلها أثناء عملها ضمن تدخلات مشروع الأمن الغذائي على المدى الطويل.
يقول محمد: "بالإضافة إلى حماية الأراضي الزراعية وتسهيل إمكانية الوصول إلى مصادر مياه ري مستدامة، فإن هذه المشاريع تخلق فرص عمل مؤقتة للسكان المحليين من خلال برامج متكاملة للعمل مقابل المال."
تشير سلامة إلى أن المشروع وفر لها فرصة عمل مؤقتة، مكنتها من كسب 360 ألف ريال يمني (ما يعادل 680 دولارًا أمريكيًا)، مما ساعدها على تلبية بعض الاحتياجات الأساسية لأسرتها، وإلحاق أطفالها بالمدرسة وشراء الطعام. وتقول: "لم ينقذ المشروع أرضي فقط، بل عزز ثقتي بنفسي كامرأة وحسَن ظروف معيشتي بشكل كبير."
تعزيز الأمن الغذائي
دمر الجفاف الشديد والفيضانات المدمرة سبل عيش المزارعين في اليمن.
تقول إلهام العطاس، مسؤولة مشاريع الزراعة في الصندوق الاجتماعي للتنمية: "استُهدفت عدة قرى نائية ومتضررة في مديريتي السخنة والمنصورية بتدخلات مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي."وتضيف: "تضمن المشروع بناء 379 منسح لتنظيم الري بمياه السيول في كل من المنصورية والسخنة.
وفقًا لإلهام العطاس، استفاد من مشروع خزان الري حوالي 100 هكتار من الأراضي الزراعية، بينما ساعدت مناسح الري في حماية 299 هكتارًا من الأراضي. وتقول: "واجهت المنطقة تحديات مرتبطة بتغير المناخ وهطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى جرف المزارع الصغيرة- والآن يحتاج هؤلاء المزارعين إلى الدعم لمواصلة كسب رزقهم وإطعام أسرهم."
وتوضح إلهام أن العديد من سكان المنطقة تخلى عن الزراعة، مما أدى إلى زيادة الانخفاض في الإنتاج الزراعي وانعدام الأمن الغذائي. وتضيف أن المشروع ساعد في استصلاح الأراضي المتضررة: "استفاد المزارعون من مناسح الري واستغلوها لتوسيع المساحات التي يمكنهم زراعتها، مما مكنهم من زيادة إنتاج المحاصيل. وستساهم هذه التدخلات في نهاية المطاف في تحسين الأمن الغذائي لكل من المزارعين والمجتمع المحلي."
بتمويل ودعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، يتم تنفيذ مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن (FSRRP) من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي. ويعمل الجزء الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحسين البنية التحتية للإنتاج الزراعي وتعزيز القدرة على التكيّف مع تغيّرات المناخ بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة.