بهدف التقليل من مخاطر التكيّف مع تغيّر المناخ في لبنان
سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مايكل حداد يمشي في الثلج لرفع مستوى الوعي حول التنمية القادرة على تحمّل تغيّر المناخ
22 مارس 2022
بيروت - 22 آذار/مارس 2022: أتمّ مايكل حداد، سفير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الإقليمي للنوايا الحسنة من أجل العمل المناخي، مسيرة لمسافة خمسة كيلومترات خلال ساعتين في واحدة من أكبر المناطق الجبلية المغطاة بالثلوج في لبنان - والشرق الأوسط - كفرذبيان، وذلك للتوعية بالمخاطر المرتبطة بظاهرة الإحترار العالمي وتأثيرها على أنماط الطقس، والموارد المائية، والتنوّع البيولوجي الزراعي، والسياحة التي تشكّل قطاع إقتصادي رئيسي.
تأتي المسيرة بعد ثلاثة أسابيع فقط من إطلاق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC)، وهي الهيئة الأولى في العالم للباحثين في مجال المناخ، ثاني مراجعاتها الثلاثة لحالة تغيّر المناخ (الأسباب والتأثيرات والحلول). وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة التقرير الأول للثلاثية بأنّه "إنذار أحمر للبشرية". وإذ يردّد التقرير الثاني دعوة التقرير الأوّل للعمل المناخي على نطاق أوسع وبإلحاح أكبر، فإنّه يدقّ جرس إنذار أعلى مفاده أنّ العديد من آثار الإحترار العالمي قد وصلت إلى حدٍّ "لا رجوع فيه".
في حالة لبنان، يشمل التأثير المتوقع لتغيّر المناخ آثاراً ضارّة على الزراعة والموارد المائية والموارد الساحلية والصحة العامة والبنية التحتية والطاقة والسياحة. ومع تزايد السياحة الشتوية والسياحة البيئية في السنوات القليلة الماضية، يمكن أن يكون لتأثير تغيّر المناخ على هذا القطاع عواقب وخيمة على سبل العيش.
ولهذه الغاية، خطّط حداد وفريقه البحثي— من الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) والجامعة الأميركية في بيروت (AUB) — كي تكون المسيرة أيضاً فرصة لفحص معدات المشي بالأحذية الثلجية الخاصّة التي سيستخدمها في مسيرة سفالبارد من أجل الصمود في وجه تغيّر المناخ وتأثيره على الأمن الغذائي في حزيران/يونيو 2022 ، لبناء المرونة قي مواجهة تغيّر المناخ من خلال الحفاظ على التنوّع البيولوجي للمحاصيل، وهي مبادرة فريدة يعمل فيها الدول الأعضاء لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO) للحفاظ على تنوّع المحاصيل في العالم للأجيال القادمة. بعد أن أصيب بالشلل من صدره إلى الأسفل في سنّ السادسة، وقيل له إنّه لن يستطيع المشي مرّة أخرى، سوف يقوم حداد بمسيرته الرمزية على الثلج التي تتحدّى الصعاب بمساعدة هيكل خارجي عالي التقنية لتثبيت صدره وساقيه لحفظ التوازن ، حيث سيستخدم معدات الرحلات الثلجية التي تمّ تصميمها خصيصاً له في مختبرات الجامعة اللبنانية الأمريكية، والتي تساعده على تطبيق تقنية "المشي بنقل الخطوات" الفريدة التي ابتكرها ليتنقّل بشكلٍ مستقلّ على التضاريس الثلجية.
تحدث سفير النوايا الحسنة الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل المناخي، مايكل حداد، عن هدفه من زيادة الوعي حول تأثيرات تغير المناخ على الوجهات المعرضة للخطر"، لافتا الى أن "التغير المناخي هو أمر حقيقي وواقعي ويؤثر يوميا على لبنان."
أضاف قائلا: "أقوم اليوم بإختبار معدات المشي الخاصة بي، تحت اشراف ودعم فريق علمي وابتكاري من الجامعة الامريكية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية، وسأكون بعد انتهاء هذا الاختبار، أمام اكبر تحدٍ أخوضه حتى اليوم، إذ أنني سأسير مسافة 100 كيلومتر في القطب الشمالي للفت الانتباه الى الاحتباس الحراري الحاصل والذوبان السريع للغطاء الجليدي في هذا القطب.
وتابع قائلا: الموضوع اليوم هو ايضا متعلق باختبار هذا الابتكار والاستفادة من هذه التجربة الى أقصى حد لتعزيز التنقل وتوفير الفرص للأشخاص الذين يعانون من حالات مماثلة.
وقد رافق كلٌّ من سفراء ألمانيا وكندا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والممثّلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حداد في مسيرته لتسليط الضوء على أهمية بناء القدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ واتخاذ إجراءات للحدّ من آثار ومخاطر تغيّر المناخ على المجتمعات الضعيفة.
وأضافت ميلاني هاونشتاين، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي:"نحن بحاجة إلى الحفاظ على الزخم لتشجيع العمل المناخي المتسارع والأكثر طموحاً في جميع أنحاء العالم. فالبلدان التي تعتمد على السياحة والتنوّع البيولوجي والزراعة كقطاعات إقتصادية وطنية ومصادر لكسب العيش المحلّي، مثل لبنان، معرّضة لتأثيرات المناخ. لذا، يتعيّن علينا مع شركائنا أن نعمل على تعزيز التنمية القادرة على تحمّل تغيّر المناخ مثل أنشطة السياحة المستدامة، والحفاظ على أنظمة المياه، وحماية المناطق البحرية والساحلية، وضمان الزراعة الذكية مناخياً".
للمزيد من المعلومات الرجاء التواصل مع:
برنامج الأمم المتحدة – لبنان | رنا مغبغب | rana.moughabghab@undp.org | +961 3 835 351
إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تكافح لإنهاء الظلم الناجم عن الفقر وعدم المساواة وتغيّر المناخ. من خلال العمل مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة، نساعد الدول على إيجاد حلول متكاملة ودائمة للناس وكوكب الأرض.