المدرسة الجديدة تحمل الأمل لقرية دير المحجوب، اليمن
4 سبتمبر 2024
يقول باسم، مقاول مشروع بناء المدرسة : " كان الطلاب يدرسون في المدرسة القديمة وأعينهم على المدرسة الجديدة."
في قرية دير المحجوب، بمديرية باجل، محافظة الحديدة، تسكن ما يقارب ال 200 أسرة، ويعتمد غالبهم على الزراعة كمصدر دخل رئيسي. لا يوجد في القرية سوى مدرسة واحدة تم بناؤها في عام 1984. وعلى الرغم من كبر مساحتها، إلاّ أن سنوات من الإهمال أدت إلى انهيار أسقف الفصول الدراسية، وتحطم الأرضيات وكذا الجدران والسلالم. وبدلاً من أن تكون صرحاً آمناً للتعليم، أصبحت خطراً يومياً يهدد حياة الطلاب.
اضطر الآباء لإرسال أبنائهم إلى هذه المدرسة، على الرغم من عدم ارتياحهم، ولكن لم يكن لديهم خيار آخر فالمدرسة الأخرى تقع على بعد 11 كيلو متر، مسافة طويلة يصعب على الطلاب قطعها سيراً على الأقدام. بينما عزف الكثير من الأهالي عن إرسال أبنائهم للدراسة خوفاً عليهم من أسقف المدرسة المنهاره بشكل شبه كامل.
يصف أحمد، وهو أب لخمسة أطفال، التحديات التي تواجه الطلاب في مدرسة دير المحجوب قائلاً:" المدرسة قديمة جداً؛ الأسقف منهارة ,ارضية الفصول الدراسة مكسرة، ولا يوجد بها كراسي أو طاولات. المدرسة غير مؤهلة ولا توفر بيئة تعليمية مناسبة."
كما تحدث باسم، المشرف على مشروع بناء المدرسة الجديدة، عن معاناة الطلبة في المدرسة القديمة: " المدرسة متهالكة، وأثرت مرافقها الغير ملائمة بشكل سلبي على معنويات الطلاب وطاقتهم الاستيعابية وقدرتهم على التعلم."
تغير هذا الواقع ببناء مدرسة جديدة في قرية دير المحجوب بعد أن حُددت كأولوية من قبل أعضاء اللجنة المجتمعية، التي تم تشكيلها بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والامن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن ( الصمود الريفي 3)، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط المجتمعية وتحسين الخدمات الأساسية.
وبفضل التمويل المقدم من البرنامج المشترك، بدعم من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، ساهم السكان بشكل فعال في بناء المدرسة. يقول عمر،رئيس اللجنة المجتمعية في قرية دير المحجوب: " بفضل الجهود الجماعية، تم بناء مدرسة جديدة – حلم طال انتظارة واصبح حقيقه."
وعند الإنتهاء من بناء المدرسة الجديدة، شعر أفراد المجتمع بفرحة غامرة. فقد وجدوا فيها كل ما كانت تفتقر إليه المدرسة القديمة: جدران قوية، وسقف قوي ومساحة كبيرة. إنها توفر بيئة تعليمية مناسبة حيث يمكن للطلاب الشعور بالأمان والراحة.
وعن الأثر الإيجابي لبناء المدرسة، يقول أحمد: " ستضمن المدرسة استمرارية التعليم في قرية دير المحجوب والقرى المجاورة فهي متاحة للجميع."
وتحدث باسم، مقاول المشروع، عما يميز المدرسة الجديدة قائلاً: " يوجد منظومة طاقة شمسية ومراوح وسبورات جديدة، جميعها سيساعد الطلاب على الشعور براحة أكبر."
لن يجلس طلاب قرية دير المحجوب بعد الآن على الأرض ولن يجدوا صعوبة في فهم الدروس على سبورات متهالكة يصعب الكتابة عليها. لن يقلقوا بعد الآن من انهيار الأسقف وسيأتي أيضاً موسم الأمطار دون أن تتسرب المياه على رؤوسهم. يمكنهم التركيز على دراستهم والحلم بمستقبل مشرق.
يتطلع ياسر، طالب في الصف الرابع، لبيئة تعليمية أفضل ستوفرها له المدرسة الجديدة حتى يتمكن من أن يكمل تعليمه ويحقق حلمه في أن يصبح مهندس كهرباء في المستقبل.
لقد غيرت المدرسة الجديدة، التي تستوعب أكثر من 108 طالبًا (بما في ذلك 41 فتاة)، حياة سكان دير المحجوب. ويمكن للآباء الآن إرسال أطفالهم إلى المدرسة بثقة، ودعم تعليمهم ومساراتهم المهنية المستقبلية.
إن تدخلات الحكم المحلي لبرنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية في اليمن، والتي يدعمها بسخاء الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد ويتم تنفيذها عبر الشريك المحلي الصندوق الاجتماعي للتنمية، تسلط الضوء على أهمية اشراك المجتمع من أجل تحقيق تنمية مستدامة. وقد دعم هذا النهج التشاركي الوحدة والتعاون، مما أدى في نهاية المطاف إلى تعزيز بيئة أفضل لتعليم قادة المستقبل الشباب في اليمن.