دعم السلطات المحلية في مديرية القاهرة، باليمن لتجهيز مؤسساتٍ تعليمية
21 أغسطس 2024
عانت المجتمعات المحلية في اليمن منذ ما يقرب من عقد من الزمان من عواقب الصراع المطول، مما أدى إلى إجهاد قدرة المؤسسات على معالجة تحديات البنية التحتية، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، وتشير التقديرات إلى أن آلاف المدارس في مختلف أنحاء اليمن تعرضت لأضرار أو لم تعد تعمل طوال فترة الصراع، مما أعاق حصول الأطفال والشباب على حقهم في التعليم.
ومع تدفق أعداد كبيرة من النازحين داخلياً ومحدودية التمويل، اضطرت العديد من المدارس إلى استيعاب أعداد أكبر من الطلاب تفوق قدرتها الاستيعابية، الأمر الذي دفع العديد من الأطفال إلى الجلوس على الأرض أو في أوضاع غير مريحة، وهو ما أدى بالتالي إلى تثبيط عزيمة الأطفال على الحضور والتأثير على قدرتهم على التركيز في الفصل. قد يؤدي كل هذا إلى انخفاض الأداء الأكاديمي وانخفاض النتائج التعليمية الإجمالية.
يعمل مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن مع السلطات المحلية لبناء قدرات موظفيها لتطوير خطط المرونة والتعافي على مستوى المديريات إدراكاَ منه للدور الحاسم الذي تلعبه هذه السلطات في تلبية احتياجات مجتمعاتها، والعنصر الأساسي لهذا النهج هو إنشاء منصات التعافي في المديريات حيث تجتمع السلطات المحلية في المديريات ومنظمات المجتمع المدني وممثلو القطاع الخاص لتحديد الأولويات المحلية وتطوير خطط التعافي والتنمية من خلال الحوار والتعاون.
بناءً على ذلك، يدعم مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن تنفيذ أولويات الخطط التي تم تصميمها، حيث تم دعم أكثر من 120 أولوية عامة في 45 مديرية حتى الآن، بدءًا من بناء المرافق الصحية ومرافق الصرف الصحي إلى البنية التحتية للمياه، وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية. ومن بين الأولويات المدعومة تجهيز ثماني مدارس بأكثر من ألف كرسي في مديرية القاهرة بمحافظة تعز.
بحسب محمود مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية القاهرة، فإن "الصراع كان له تأثير سلبي على العملية التعليمية والوضع التعليمي بشكل عام، حيث تعرضت المدارس للنهب والاقتحام والتخريب، مما أدى إلى رداءة المعدات المدرسية، وترك معظم الطلاب بدون مقاعد مناسبة، وفي كثير من الحالات يجلسون على الأرض".
من جهتها تؤكد، زينب، مديرة مدرسة السابع من يوليو للبنات أن نقص الكراسي يشكل تحدياً كبيراً، وقالت: "نقص الكراسي مشكلة كبيرة في مدرستنا، حيث أن معظم الكراسي المتوفرة قديمة ومتهالكة".
ووصفت إحدى طالبات الصف السادس في مدرسة السابع من يوليو للبنات الصعوبات التي واجهتها الطالبات قائلة: "كنا نجلس على الأرض بدون كراسي، وبسبب الازدحام أصبح من الصعب سماع المعلمة أو رؤية السبورة، التي توضع في مكان مرتفع، والكراسي الفردية في الفصل قديمة، واضطررنا إلى تقاسم كرسي واحد، مما تسبب في عدم الراحة أثناء الكتابة".
وتضيف، زينب، مديرة مدرسة السابع من يوليو للبنات: "بعد استلامنا لهذا الأثاث زادت الطاقة الاستيعابية للمدرسة مما سمح لنا بفتح صفوف جديدة وحل مشكلة الاكتظاظ، واليوم أصبح بإمكاننا استقبال المزيد من الطالبات النازحات في المدرسة وهو ما لم نكن لنتمكن من فعله قبل توفير هذه الكراسي".
ويوضح أحد الطلاب في نفس المدرسة: "لقد تحسن وضعنا بشكل ملحوظ، حيث أصبحنا نستطيع سماع معلمينا بوضوح، وفهم الدروس، والدراسة بشكل مريح".
يساهم التعليم في تحسين جودة حياة الأسر وأفراد المجتمع ويعزز فرص العمل، مما يسمح للأفراد بعيش حياة ناجحة وذات معنى. ويظل مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن ثابتًا في التزامه بدعم السلطات المحلية في اليمن لاستعادة وتعزيز البنية التحتية التعليمية.
تم هذا الإنجاز بفضل التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي.