التعليم كطريق نحو السلام
24 يناير 2024
عام 2018، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن يوم الرابع والعشرين من كانون الثاني - يناير يومًا دولياً للتعليم، احتفاءً بدور التعليم في السلام والتنمية.
يتجاوز التعليم مهارات القراءة والكتابة والحساب، حيث تظهر الأبحاث أن التعليم يزيد من أهمية المفاهيم الايجابية مثل التعاطف والتسامح والحوار بين الثقافات، فالتعليم حق ومنفعة ومسؤولية عامة.
يمكن للتعليم، بجميع أشكاله وأبعاده، داخل وخارج الفصول الدراسية، أن يكون طريقًا لتحقيق السلام الدائم في اليمن كما في الدول الأخرى، وعلى خلفية التوترات المتصاعدة، وتزايد انعدام المساواة، وأزمة المناخ، أصبح تحديد الأولويات والاستثمار في التعليم الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
كجزء من تدخلات المرحلة الأولى لمرفق دعم السلام التابع للأمم المتحدة، تم إجراء تدريب لمدربين على السلامة المدرسية، لتعزيز سلامة أكثر من 50,000 طالب في 50 مدرسة مختلفة في ستة محافظات في اليمن.
تعتبر ضمانة أن تكون أماكن التعليم ملاذاً آمناً للطلاب والعاملين في مجال التعليم أمراً بالغ الأهمية لاستمرارية التعلم والتدريس، والحق في الوصول إلى التعليم الجيد، وتعزيز السلام والتماسك الاجتماعي.
في عام 2022، دعم مرفق دعم السلام التابع للأمم المتحدة مركز بحوث المرأة والتدريب بجامعة عدن لإنشاء شبكة لبناء السلام، تهدف لتحسين مهارات أفراد المجتمع بالحوار والتفكير التحليلي ومهارات التفاوض. بالإضافة إلى ذلك، وتطرح الشبكة أجندة المرأة والسلام والأمن وتدعو إلى مشاركة المرأة في جميع مراحل عمليات السلام من خلال الدورات التدريبية وورش العمل والمحاضرات في الجامعة.
يواصل أعضاء الشبكة البالغ عددهم 100 رجل وامرأة نقل المعرفة والمهارات التي اكتسبوها من خلال شبكة بناء السلام إلى أعضاء مجتمعاتهم المحلية.
الدكتور سعيد القشبري، وهو أستاذ مشارك ومستشار تحليل النوع الاجتماعي في مركز بحوث المرأة والتدريب والمدير التنفيذي لشبكة خريجي برنامج الماجستير في الدراسات النسوية والتنموية مع أكثر من 15 عاماً من الخبرة كأكاديمي، يعتقد أن الاستثمار في تعليم السلام يمكن أن يسرع التقدم نحو السلام في اليمن:
"اليمن بحكم تركيبته الديمغرافية المتنوعة وبالتالي فإن النظام التعليمي يحتاج بالضرورة إلى تعزيز الخطط الدراسية بمواد ومساقات تهدف إلى تنمية قيم التسامح والسلم والتماسك الاجتماعي والتعاون وقبول الآخر، ونبذ التعصب والتطرف، لذلك تأتي أهمية تعليم السلام في اليمن".
"عندما يصبح النظام التعليمي أكثر شمولا للنوع الاجتماعي، ستتمكن المزيد من النساء من الوصول إلى مواقع صنع القرار، وهذا يسهم في الوصول الى مجتمعات عادلة تسودها المساواة، وبالتالي تحقيق السلام الدائم".
الدكتورة هدى علوي استاذة في القانون الجنائي في كلية القانون، وباحثة في تحليل قضايا حقوق الإنسان والمرأة، ومستشارة في الوساطة وحل النزاعات، ومديرة مركز بحوث المرأة والتدريب في جامعة عدن:
"لا يمكننا تحقيق السلام الدائم بدون التعليم. يساهم التعليم بتعزيز النمو النفسي والاجتماعي والمعرفي للمجتمعات، فهو يسمح للمجتمعات بتعلم مهارات مثل الوساطة وتغيير سلوكيات الناس نحو الأفضل."
نشر الوعي بأهمية الوقاية، وعلاقة السلام بالتنمية المستدامة والعمل المناخي والأمن الغذائي، وخاصة بين فئتي الأطفال والشباب، أمر مهم لأن السلام هو أكثر من مجرد غياب العنف."
يوفر التعليم طريقاً لمستقبل واعد وسلماً للخروج من الفقر، حيث يعتبر الأخير محركاً رئيسياً للصراع، وينبغي أن يساعد التعليم على تمكين المتعلمين وتزويدهم بالمعرفة والقيم والخبرات والمهارات والسلوكيات اللازمة ليصبحوا وكلاء للسلام.
تم القيام بهذه الانشطة بفضل التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي، التعاون الألماني، وحكومة النرويج.