أدت الأسعار المرتفعة والفشل المتكرر لشبكة الكهرباء العامة في اليمن بسبب الحرب الدائرة الى ترك المواطنين أمام خيارات محدودة جداً. إما شراء وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بكل منزل أو الاشتراك في شبكات كهربائية مملوكة لأشخاص تعمل بالوقود التقليدي كالديزل. كلا الخيارين باهظ التكلفة ويضيفان عبءً إلى الأعباء المالية للأسرة بشكل كبير.
لتخفيف هذا العبء عن المواطنين في منطقة عبس، محافظة حجة، قام البرنامج المشترك لتعزيز قدرة الريف على الصمود في اليمن بدعم عشر نساء من رائدات الأعمال في إنشاء شبكة كهرباء خاصة تعمل بالطاقة الشمسية. ستوفر المنحة البالغة 37000 دولار أمريكي مصدرًا نظيفًا للطاقة بتكلفة أقل بنسبة 80 في المائة من الطاقة المولدة من الديزل.
هذا النوع من المشاريع جديد بالنسبة لليمن ويعمل على تمكين النساء الريفيات من إطلاق أعمالهن التجارية - وهو مشروع نادر بشكل ملحوظ في البلاد. تقول إيمان هادي ، رئيسة المشروع: "لم يكن المشروع سهلاً على الواقع". وأشارت بقولها "لقد مررنا بالكثير من المتاعب في سبيل إنشاء هذا المشروع بسبب وجهة نظر اليمنيين حول النساء العاملات".
اعتمدت هذه المبادرة المبتكرة على نهج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الرائد والمسمى بـمنهجية 3 × 6 المصمم لإيجاد سبل عيش مستدامة من أجل بناء قدرة المجتمعات المتأثرة بالأزمات على الصمود، مما يساعد على تسهيل عودة أسرع إلى التنمية المستدامة. ويشمل هذا النهج تنفيذ الأنشطة الموجهة نحو التنمية في أسرع وقت ممكن بعد تجاوز الأزمات. إن تشجيع الوصول اللامركزي للطاقة الشمسية هو نهج رئيسي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
قام شريك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، مؤسسة التنمية المستدامة (SDF) ، بتزويد رواد الأعمال بالتدريب على الأعمال والتوجيه بشأن استخدام أموال المنحة الخاصة بهم بكفاءة - والتي كانت موجهة أساسًا نحو شراء 36 لوحة شمسية و 16 بطارية و 2 عاكس.
كما تقول إيمان: "لقد أطلقنا خدمتنا منذ شهر واحد فقط ، ولدينا الآن 20 مشترك في خدمتنا. من خلال نظامنا الشمسي الحالي ، يمكننا توفير الخدمة لـ 40 أسرة ، ونأمل أن نتمكن من التوسع قريبًا ".
حالياً، تم توسيع المشروع من 22 مشتركا في عام 2018 إلى 44 مشتركاً. وقد نتج عن ذلك توفير مبلغ إجمالي و قدره 1،171،570 ريال يمني (أي حوالي 2،000 دولار أمريكي) سيتم استخدامه لشراء الطعام والوصول إلى الاحتياجات الأساسية للنساء العشر وعائلاتهن. كما من المتوقع أن تخفض هذه المبادرة أكثر من خمسة أطنان من ثاني أكسيد الكربون ، مما يسهم في بيئة أكثر أمانًا وتقليل التلوث.
***
برنامج تعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية عبارة عن برنامج مشترك مدته 3 سنوات يموله الاتحاد الاوروبي وتنفذه منظمة الزراعة والغذاء (الفاو) ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي وبرنامج الغذاء العالمي لتحسين القدرة على الصمود والاعتماد الذاتي لمجتمعات المناطق الريفية المتضررة في أربع محافظات (أبين، الحديدة، حجة، و لحج).